الاثنين 16 سبتمبر 2024
مجتمع

أبناء الشهداء بالأقاليم الصحراوية يطالبون بتكريم الشهيد القبطان المهدي بوي

أبناء الشهداء بالأقاليم الصحراوية يطالبون بتكريم الشهيد القبطان المهدي بوي

عبَّر أبناء الوحدة الترابية بالأقاليم الجنوبية، في ملتمس توصل "أنفاس بريس" بنسخة منه، عن طلبهم الملح في أن يعطي الملك محمد السادس أوامره لأجل إقامة تكريم يليق بمن نعتوه بـ "شهيد الشهداء"، القبطان المهدي بوي. وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، وأيضا تخليدا للذكرى السادسة عشرة لعيد العرش الذي يصادف يوم 30 يوليوز من كل سنة.

وأضاف الملتمس بأن ذلك المطلب أتى لما توفر عليه الرجل من خصال وتاريخ يجعله مستحقا وبامتياز لالتفاتة من هذا القبيل، إذ وبالإضافة إلى كونه يعتبر أول شهيد سقط في حرب الصحراء بتاريخ 6 نونبر من سنة 1975، فإنه قدم حياته بجميع مراحلها فداءا للوطن، ودفاعا عن حوزته ضد كل من تسول له نفسه نية النيل من وحدته.

وبحسب الملتمس دائما، فإن هذه الدعوة المرفوعة إلى سليل الأسرة العلوية الراعية لأبناء البلد المخلصين سواء الأحياء منهم أو المغادرين إلى دار البقاء، ستشكل حالة ترجمتها على أرض الواقع نوعا من رد الاعتبار لهاته الشريحة من المقاومين أمام الخصوم وأعداء الوحدة الترابية.

هذا، ويعد تكريم الشهيد القبطان المهدي بوي، يورد الملتمس، تكريما لجميع شهداء ساحة الشرف الذين قدموا حياتهم في سبيل المصلحة العليا للوطن، مسترخصين دماءهم لأجل إعلاء شعار "الله، الوطن، الملك" في مواجهة كل ما يأتي من قبيل مكائد حساد المغرب على استقرار أمنه.

وللإشارة، فإن المهدي بوي المزداد سنة 1929 بمدينة طانطان من أبوين مقاومين المرحوم بوجمعة بن محمد الكوري وسعاد بنت محمد الفراجي، كان قد شغل قيد حياته العديد من المناصب منها، ضابطا بالجيش الإسباني، قائد الرحى بجيش التحرير، ضابطا بالقوات المسلحة الملكية، فضلا على أنه كان عضوا بارزا بالمجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إلى جانب كونه يعد واحدا من كبار أعيان القبائل الصحراوية.

وقبل كل هذا، كان الشهيد قد تلقى تعليمه الابتدائي بمدينة سيدي افني ومنها انتقل إلى جزر الكناري حيث أكمل دراسته، والتحق بعد ذلك بالأكاديمية العسكرية للضباط بمدريد وتخرج برتبة ضابط سلاح اللاسلكي. كما انخرط سنة 1956 في صفوف جيش التحرير برتبة قائد الرحى بعدما فر من الجيش الإسباني رفقة عدد من الجنود.

وبعد عودة الملك محمد الخامس من المنفى سنة 1956، أشرف الشهيد رفقة المقاوم إدريس العلوي بمدينة طانطان على الإعداد لتشكيل وفد من أبناء القبائل الصحراوية للتوجه لمدينة الرباط لتأدية البيعة الشرعية، وأسند له شرف رئاسة ذلك الوفد، ومن بين الأفراد الذين شاركوا فيه المرحوم علي بوعيدة، المرحوم سيد أحمد ولد امبارك العربي، المرحوم فوزي الحسين وغيرهم. وبعد انتهاء عمليات جيش التحرير وإدماج وانضمام معظم المقاومين ضمن صفوف القوات المسلحة الملكية، أناطت به القيادة العليا للجيش والمقاومة مهمة الإشراف على توقيع شواهد الاعتراف للأشخاص الذين شاركوا في المعارك التي خاضها جيش التحرير ضد المستعمر الإسباني الغاشم سنة 1960. في حين انخرط الشهيد بصفوف القوات المسلحة الملكية برتبة ضابط، حيث شغل عدة مناصب بالعديد من المجموعات وشارك في حرب الرمال سنة 1963، وكلف بعدة مهام دبلوماسية في بعض الدول الإفريقية.