استيقظ المواطنون، صباح اليوم السبت، على صدمة الارتفاع المهول لأثمنة الأسماك. إذ وعلى الرغم من اعتيادهم على الفرق الشاسع الذي يكتوون به في باقي الأيام بين أسعار هذه المادة الغذائية وقدرتهم الشرائية، إلا أن الارتفاع الصاروخي لنهاية الأسبوع الجاري فاق أكثر التوقعات تشاؤما، بعد أن تضاعف مقابل أغلب الأنواع بنسبة 100 في المائة، الأمر الذي حدا بمعظم الوافدين على سوق "اسباتة" بمدينة الدار البيضاء، كما عاين "أنفاس بريس" إلى العدول عن عملية الشراء، والاكتفاء باقتناء بديل اضطراري لما قدموا من أجله، إلى درجة أن إحدى السيدات أجابت مرافقتها "إيوا على الحوت طلع ليه الشان بلا قياس.. ويلي لهلا يحييه حتى نشريه ب65 درهم"، وتقصد سمك "الصول". وليست هذه المرأة الوحيدة التي خرجت عن صمتها لتبدي احتجاجها، وإنما أحد البائعين أيضا الذي حاول إخلاء مسؤوليته من هذا الارتفاع في الأثمنة قائلا: "را احنا الأولين متضررين من هاد الزيادة، ولكن ماعندنا مانديرو.. الغلاء جاي من المرسى".

وفي هذا الاتجاه، علم "أنفاس بريس" بأن السبب الرئيسي الذي يعزى إليه تصاعد الأثمنة، يعود إلى توقف مهنيي القطاع عن العمل استجابة لدعوة الفيدرالية المغربية لتجار السمك. الأمر الذي بلغ معه صندوق "القيمرون" و"الصول" مثلا 2000 درهم، و"الميرلان" 1800 درهم، لينعكس ذلك مباشرة على أسواق البيع بالتقسيط التي لم تعد تقبل بأقل من 75 درهم ل"الميرلان"، و45 درهم ل"الراية"، و55 درهم ل"القرب"، أما معشوق المساكين "السردين" فلم يصبح كذلك، وصعد هو الآخر إلى علية لا يصلها سوى من كانت له قدرة دفع 15 درهم لكسب ود الاقتراب منه.