الجمعة 20 سبتمبر 2024
مجتمع

المندوبية السامية للمقاومة ترد الاعتبار لزوجة وعائلة المقاوم الراحل محـمد بن جعة

المندوبية السامية للمقاومة ترد الاعتبار لزوجة وعائلة المقاوم الراحل محـمد بن جعة

بعد أن رفضت عائلة المقاوم الراحل محـمد بن جعة، تسلم شيك العزاء الذي قدمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير لزوجته، في حفل مناسبة ذكرى وفاة المناضل التونسي فرحات حشاد، الذي نظم بتاريخ فاتح دجنبر 2014، بمقر عمالة عين السبع بالبيضاء، بسبب عدم ذكر اسم محـمد بن جعة  والاكتفاء بعبارة (الأرملة مليكة أبو الأشبال) حسب ما ورد على لسان زوجته وابنيه عزيز وياسين بجريدة الوطن الآن عدد 592 الخميس 18 دجنبر 2014، وهو ما اعتبرته عائلة بن جعة تنكرا للراحل مضيفة أن المسؤولين على المندوبية لم يعتنوا به خلال مرضه رغم مراسلته قيد حياته للجهات المعنية  في العديد من المرات. عاد مسؤولو المندوبية لجبر خاطر عائلة المقاوم المرحوم مـحمد بن جعة، من خلال تكريمه رفقة 11 مقاوما بمقر عمالة الفداء درب السلطان يوم الثلاثاء 7 أبريل 2015، وقد تمت المناداة على اسم المقاوم مـحمد بن جعة في أول لائحة المكرمين، بحضور زوجته والبعض من أفراد عائلته من بينهم (ابناه ياسين وعزيز)، وتسلمت زوجته "دِرْعا كهدية تذكارية" كما تسلمت أيضا "شيك مبلغ مالي كعزاء 4 آلاف درهم" من يد (الدكتور مصطفى الكثيري) المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وقد عرف الحفل حضور المندوب الجهوي لمدينة الدار البيضاء وعامل صاحب الجلالة على عمالة الفداء درب السلطان والعديد من أفراد عائلات المقاومين المكرمين.

وقد صرحت زوجة المقاوم مـحمد بن جعة لـ "أنفاس بريس" بأنها تثمن هذه الالتفاتة النبيلة لروح زوجها الراحل وكافة أفراد عائلته وباقي المقاومين المكرمين وعائلاتهم، موضحة أن التكريم هذه المرة كان مناسبا لمقاوم من طينة زوجها مؤكدة أن رد الاعتبار المعنوي هو واجب على عاتق كل المسؤولين عن المقاومين، كما شكرت المتحدثة نفسها المندوب السامي (مصطفى الكثيري) وكافة مسؤولي المندوبية، وأوضحت أنها تمنت لو أن هذا التكريم ورد الاعتبار حضي به زوجها قيد حياته، مُبرزة أن ذلك كان سيخلف أثرا جميلا في نفسيته، بحكم أنه عانى من المرض والتهميش قبل وفاته في السنة الماضية (14 فبراير 2014). 

جدير بالذكر أن مليكة أبو الأشبال زوجة المقاوم الراحل مـحمد بن جعة، هي أيضا ابنة الراحل محـمد أبو الأشبال (الذي كان يدعم ماديا بعض المقاومين المغاربة بسرية تامة)، إذ أكدت لـ "أنفاس بريس" أنها عاشت رفقة والدها وزوجها ذكريات مؤثرة مرتبطة بفترة المقاومة، وكانت حسب روايتها شاهدة على بعض مراحل دعم بعض عناصر المقاومة من طرف والدها كما أفادت أن زوجها الراحل حكى لها العديد من الأحداث المرتبطة بالنضال ضد المستعمر الغاشم، وهي الدواعي التي جعلتها تفكر رفقة ابنيها عزيز وياسين  في الاشتغال على تأليف كتاب بعنوان (مليكة أبو الأشبال من حضن أب مقاوم إلى بيت زوج مقاوم)، وتوضح "مليكة أبو الأشبال" رفقة ابنيها عزيز وياسين أن الهدف الّأسمى من هذا الكتاب هو استحضار تضحيات المقاومين في سبيل تحرير الوطن، وإعطاء العبرة للجيل الجديد في الدفاع عن أمن الوطن وحريته واستقراره، خصوصا أنه من المنتظر أن يحكي الكتاب فترات من حياة ابنة مقاوم وزوجة مقاوم في نفس الآن. وسيتعرض لدور المرأة المغربية في مناهضة الاستعمار وتحملها للصبر والعناء في سبيل العائلة والوطن.