لا يختلف اثنان بأن الرجاء ليست بخير. الرجاء مريضة ولا بوادر في الأفق تشير إلى أن الحالة ستتحسن بين عشية وضحاها. جسم الرجاء لم يعد يحتاج الى مسكنات الألم ولا إلى إسعافات أولية، جسم الرجاء أصبح في حاجة ماسة إلى قسم الإنعاش، لأن الرجاء في غيبوبة والتدخل الجراحي الحاسم أصبح أمرا مفروضا لاستئصال أورامه الخبيثة.
لا يختلف اثنان من رجاويي العالم، على أن نتائج ما بعد الموندياليتو هي مجموعة إخفاقات متتالية. إخفاقات ونكسات عديدة لم تنفع معها الحلول الترقيعية، بل زادت من تفاقمها مما ينذر بالكارثة قريبا إذا لم تتخذ قرارات تاريخية ورجولية اليوم قبل الغد.
السيد الرئيس نحن في أزمة، نعم أزمة خطيرة ولا يمكن اختزالها فقط في أزمة نتائج. نحن نعيش الانحطاط والتخبط والتسيير الارتجالي وما نتائج الفريق الأول إلا جزء من هذه الأزمة. و لتوضيح الصورة والوقوف على أوجه التخبط و الارتجالية و الإخفاق سنقوم بجرد لبعض أوجه هذه الأزمة و القرارات المؤثرة، ابتداء من السنة الثانية لولاية بودريقة للرجاء و خصوصا قبيل الموندياليتو:
1 إقالة محمد فاخر: قرار تقني
2 إقالة، استقالة و إعفاء: قصة بصير، قصة روسي، عودة روسي... استقالة حرمة الله ....: قرارات تقنية
3 التعاقد مع البنزرتي: قرار تقني
4 فك الارتباط بمجموعة من اللاعبين: قرار تقني، الاقصاء الأفريقي: تحصيل حاصل
5 ضياع اللقب: تحصيل حاصل
6 الانفصال عن البنزرتي: قرار تقني
7 الارتباط ببنشيخة: قرار تقني
8 انتدابات غير مفهومة وغير مدروسة: قرار تقني
9 الإقصاء من كاس العرش: تحصيل حاصل
10 الانفصال عن بنشيخة: قرار تقني
11 قرار الرئيس بالمغادرة نهاية الموسم: قرار إداري
12 الارتباط بروماو: قرار تقني، قرار الرئيس بالاستمرار: قرار اداري
13 ضياع بطولة هذا الموسم: تحصيل حاصل
14 غلق مركز التكوين للسنة الثالتة على التوالي: قرار تقني
بقليل من الجهد لا يصعب على أي أحد أن يستنتج ان أزمة الرجاء هي أزمة إدارية و تقنية محضة تعكس بوضوح فشل المسؤولين في تدبير الشؤون التقنية والإدارية وعلى رأسهم الرئيس، مكتبه و مستشاره.
الحقيقة الأخرى المسكوت عنها: في ظل هذه الأزمات و في سابقة تاريخية لم تعرفها الرجاء أبدا نجد أن جسم المنخرطين لا يتوفر على كفاءات بديلة قادرة على الترشح لخلافة بودريقة، و حتى إن كانت فسكوتها و عدم خروجها للتعبير عن موقفها أو رغبتها في الترشح يطرح علامات استفهام كثيرة، مما يحيلنا إلى الاستنتاج أن بودريقة في طريقه إلى ولاية جديدة.
ماض مشرق، حاضر بئيس ومستقبل غامض
الحلم الأفريقي ونصف ثان في بطولة محلية ضعيفة هو ما بقي في سنة الانكسارات والواقع يؤكد بأن ترسانة الرجاء ضعيفة وتحتاج إلى معجزة قارية في ظل إخفاقات محلية. هذه خلاصة منطقية ولا تحتاج لمعادلات حسابية، فحتى الوصول الى دوري المجموعات لن يغير من الواقع شيئا ولا يجب أن يكون الشجرة التي تخفي الغابة.
إلى أين؟؟؟ في ظل فرضية بقاء الرئيس، فلا بد من إصلاح وتطوير سياسته الإدارية وإعادة هيكلة برنامجه التقني وذلك من خلال تغييرات جذرية وفورية.
الانخراط الصريح في الإصلاح يبدأ أساسا بالاعتراف بالخطأ والالتزام الأخلاقي من أجل التطوير. لذلك ندعو الرئيس ومكتبه ومستشاره للإعلان عن خارطة الطريق للمرحلة الثانية لولايته.
التعاقد مع مدير تقني ذو كفاءة و تجربة، و صاحب برنامج يتماشى مع قيمة الرجاء كمرجعية في مجال التكوين.
فتح مركز التكوين، التعاقد مع المختصين في استقطاب المواهب.
التعاقد مع مدرب في حجم طموحات الرجاء (مدرب ألقاب) وبالأخص مدرب يتفق مع رؤية الإدارة التقنية ويقبل العمل في إطار استراتيجية المنافسة على الألقاب وضبط الانتدابات.
عدم تسريح او انتداب اي لاعب قبل تعيين المدير التقني.
تعيين لجنة أخلاقيات مستقلة عن المكتب المسير (المنخرطين مثلا) لتفعيل القانون الداخلي وإنهاء السيبة، توضيح مهام المستشار وتحديد مجالات تدخله.
عقد اجتماعات دورية مع المنخرطين لتتبع مسار خارطة الطريق والعمل بتوصياتها.
تحديد المناصب الإدارية وربط كل منصب بأهداف مرتبطة بآجال زمنية محددة من أجل تقييم الكفاءة والمردودية لكل فرد داخل المكتب المسير. نريد مسيرين فاعلين لا أشباح ولا نريد تسييرا انفراديا. هذا سيضمن المزيد من الوضوح والشفافية حول القيمة المُضافة التي يقدمها كل عضو.
إعادة النظر في سياسة التواصل وتقنينها سواء بالنسبة للاعب أو المسؤول.
هذه كلها تبقى اقتراحات فقط نتمنى أن تكون قاعدة لخلق حوار بناء بين فعاليات المنخرطين الحاليين والجدد والمكتب المسير من أجل النهوض بالرجاء.
ولكي نكون منطقيين مع أنفسنا، يجب كذلك الاعتراف بما تم تحقيقه من مكتسبات وإنجازات مادية ومعنوية تحت تسيير الرئيس بودريقة: بطولة، كأس العرش، وصيف بطل العالم، رجاء سطور، رجاء كافي، تطوير الموقع و صفحته التواصلية، إجراء مقابلات ودية دولية رفعت من قيمة وشعبية الرجاء خارج الوطن. لذلك نجدد دعوتنا للإسراع في بدء مشروع الإصلاح والتطوير حفاظا على المكتسبات ورفعا للتحديات المستقبلية لأن ذلك هو السبيل الوحيد لإعادة الرجاء إلى منصة البطل.
كذلك نلتزم كموقع للأنصار بمواكبة اقتراحاتنا وسنقيم العمل المستقبلي بناء على ما قمنا باقتراحه أعلاه إيمانا منا بواقعية المطالب والاقتراحات.