في كل مرة وحين يطلع علينا داعية أو شيخ ليقول للناس إن الفن والإبداع حرام ورجس من الشيطان، وإنه يجوز أن نقوم بتدمير كل عمل فني أو منحوتة فنية أو صرحا أثريا حتى وإن كان يشهد على حضارة قديمة... وهذا ما يفعله الدواعش في العراق وسوريا..
وها هو داعية كويتي يخرج على الناس شاهرا لسانه بهدم حضارة عريقة في تاريخ البشرية.. يتعلق الأمر بالداعية الكويتي إبراهيم الكندري الذي أكد أن إزالة الأصنام والأوثان ضرورة شرعية، معتبرا أن ذلك ينسحب على الآثار التاريخية كأبي الهول والأهرامات الأخرى.
ونقلت صحيفة «الوطن» الكويتية عن الكندري قوله "التعلل بأن الصحابة دخلوا مصر ولم يحطموا الأهرامات وأبا الهول لا يجوز لأن التماثيل الفرعونية كانت مدفونة تحت الأرض ولم تخرج وتظهر إلا في القرون المتأخرة.. ومن المعلوم أنه كان في مصر وفي غيرها معابد كثيرة فهدمها المسلمون وحطموا الصور وكسروا الأخشاب والأحجار التي تحمل هيئة الأصنام".
وتابع الكندري قائلا "حتى وإن ثبت أن الصحابة، وعلى رأسهم سيدنا عمرو بن العاص، لم يحطموا الآثار عند دخولهم مصر، فهذا لا يغير من الأمر شرعا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قام بتحطيم الأصنام التي كانت في مكة".
وأردف الكندري "أعظم المصالح على الإطلاق إقامة التوحيد وتشييد أركانه، وهدم الشرك وآثاره، ولا مفسدة أعظم من ترك صروح الشرك والوثنية عند القدرة عليها، وقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام المذكورة في القرآن خير دليل على ذلك، إذ تبين كيف حطم الأصنام ولم ينظر للمصالح المزعومة على الرغم من كونه كان مستضعفا، وبالتالي فالعبرة بإزالة الأوثان حتى وان لم تكن تعبد".