الخميس 19 سبتمبر 2024
مجتمع

الفقيه بن صالح: استنفار حزبي وعزوف شبابي عن التسجيل في اللوائح الانتخابية

الفقيه بن صالح: استنفار حزبي وعزوف شبابي عن التسجيل في اللوائح الانتخابية

في زحمة متاعب الحياة وإرهاصات ارتفاع الفواتير التي باتت تقوض مضاجع المواطنين، وفي خضم معاناة الطبقات المعوزة الباحثة عن لقمة عيش لأبنائها، وفي تساؤلات المواطنين عن حق التطبيب السريع بدون مواعيد لشهور، وحقه في الأمن والأمان وحق الشاب المغربي في الشغل، وحقه في توفر المراكز الترفيهية والطرقات الجيدة التي ما زالت العديد من طرقات هذا إقليم الفقيه بن صالح، شأنه شأن باقي الأقاليم ملغومة بالحفر القاتلة، وفي غياب رؤى واضحة حول مصير المركب الثقافي التي بات جليا أنه عش للوطاويط، وأصبح فيه المركب الأولمبي مأوى للكلاب الضالة، والمسبح حوض للضفادع، لا يرفع في هذه الآونة الأخيرة بالفقيه بن صالح إلا صوت واحد يسمم الأسماع ويوقظ المرضى بالمستشفى الإقليمي ويزعج الصبيان، بمكبرات صوت تنادي بحق من حقوق المواطن، ألا وهو حقه في التصويت وفي اختيار مرشحه في الانتخابات القادمة، وكذا واجب التسجيل.

فباستقراء لرأي مجمل المارين بشارع الحسن الثاني كبارا وشبابا، يبدون استياءهم من الأمر، بل منهم من أثار اهتمامنا بقوله، وهو رجل مسن، لكن قوله حكيم: "سبحان الله حقوق المواطن لا تظهر إلا في التصويت، أنا أريد حقي في المستشفى بدون رشوة، وأريد احترام سني بالإدارة دون تماطل، حقي أتنازل عنه لا أريده، وليحكمني أمير المومنين الملك محمد السادس لا سواه.. أين هؤلاء المرشحون منذ الاستقلال.. شعارات أسمعها منذ أن كنت شابا ولا جديد.. لا نريد ترشيحات، نريد نحن المغاربة زيارات الملك الذي كلما مر بمنطقة جرداء إلا واخضرت، وكل مستشفى إلا وجهز، وكل مسجد صلى فيه إلا وفرش وأنير وزين، وكل طريق إلا وعبد.. أين هي هاته الأحزاب حينما ضبط أحد وزراءها مشوها لصورة المغرب، ألم تدافع عنه، أتدري يا بني لماذا؟؟ لأنها تدافع عن الفساد..عليكم أيها الشباب أن تلتفوا حول ملككم لوحده حتى تطردوا زمرة المرتزقة من حوله وحتى يكون غدكم أفضل.. هاته رسالتي لكل شاب.. أما أنا فأنتظر القبر، وأقسمت ألا أمنح صوتي لأي مرشح إلا إذا كان من باب طاعة ملكي".

هذا العجوز الذي ثار في وجهنا، لخص ما تعجز الكلمات عن وصفه لدى المواطن البسيط.. إذ كيف لنا أن نطبل ونزمر ونحن لحد الآن لم يستوعب الشباب ثقافة السياسة والانخراط في العمل وهو طامح في الوظيفة التي قد يشترط عليه فيها عدم الانتماء السياسي.. ثم إن كثرة الوعود الكاذبة والبرامج الخيالية أفقدت لهذا الحق بريقه.

وبالعودة للشارع العميري الكبير الذي وصف على أنه معلمة الفقيه بن صالح شيدت ثلاث خيام إحداها للحركة والثانية للأصالة والثالثة للعدالة، وبذلك تظهر معالم الصراع القادمة بالانتخابات بين سواد الفقراء وبين أصحاب المال وبين الفئة المثقفة.. والرهان واضح، والحلم بتحقيق برلمان شاب ومثقف لا يزال بعيد المنال.