ودعنا سنة 2014 بنجاحاتها وانكساراتها، وحلت سنة 2015، وفي كل سنة جديدة يحيا الأمل في النفوس، ويقف الإنسان لحظة تأمل لتذكر ما رسخ في ذهنه من مواقف وأحداث عاشها أو شهدها في السنة الماضية، ليرسم ما يحلم به وما يرغب في تحقيقه خلال السنة القادمة. ويعاود الإنسان التخطيط لتحقيق وتدارك ما فاته. يحمل كل منا في وجدانه أحلاما بنفس جديد ولسان حاله يقول "لعل سنة 2015 فرصة لتدارك ما لم نحققه خلال سنة 2014 وقبلها من السنوات".
"أنفاس بريس" اتصل بالفنان طارق البخاري لسؤاله عن ما ترسخ في ذهنه من ذكريات عن السنة الماضية، وما يحلم به وما يرغب في تحقيقه في سنة 2015. فخصنا بالتصريح التالي:
"لا أريد أن أكون متشائما، لكن 2014 افتقدنا فيها أناسا لا يمكن تعويضهم في مجالات الفن والسياسة الرياضة.. فقدنا في سنة 2014 المرحوم العزيز محـمد بسطاوي "الله يرحمو".. وأبت هذه السنة أن لا تنقضي أيامها الأخيرة دون رحيل العداءة المرحومة فاطمة عوام التي غادرتنا إلى دار البقاء في آخر ساعات سنة 2014. ومن الأحداث التي أثرت في نفسيتي كذلك، في هذه السنة، ما يمكن تسميته بنكسة الجنوب المغربي، بعد الفيضانات التي خلفت انجراف الوديان وتهدم القناطر وراح ضحيتها العديد من الناس.
في سنة 2014 اشتغلت في العديد من الأعمال الفنية في السينما والتلفزيون، كسلسلة "دار الغزلان" للمخرج "إدريس الروخ" وكانت آخر الأعمال التي جمعتني بالمرحوم العزيز مـحمد بسطاوي. كما شاركت في تصوير سلسلة "الخاوة" لـ "رؤوف الصبيحي"، وأيضا الشريط المطول "أظافر الماضي" مع المخرج "كريمو الدرقاوي". ولا يفوتني ذكر أن سنة 2014 "عام الما والكراطة حتى لقاع التيران" في الموندياليتو الذي نظم في المغرب، وعرف حدثا مؤسفا تمثل في امتلاء ملعب كرة القدم بالماء، وأعطى صورة سلبية للمغرب أمام العالم، خصوصا وأن العديد من الحُسَّاد يتحينون الفرص للاصطياد في الماء العكر، فكان أن منحهم المسؤولون على هذا الحدث "ضاية بالكراطات".. هذه بلد وأمة، والسدة العالية بالله والغيورون على البلاد يبذلون كل المجهودات لمنح صورة جميلة للمغرب، لكن الحدث خيب آمالنا جميعا.
أتمنى أن يعم الأمن والسلام بلدي والعالم بداية من سنة 2015، وأن تنتهي الحروب بين الإخوة والدول.. أتمنى أن يكون عنوان عام 2015 هو الصلح والتسامح وفتح صفحات نقية، فلا أحد سوي سيستفيد أو يربح من وراء الخسارة والتوتر والحرب والشر.. كما أتمنى ان تكون سنة 2015 سنة إنصاف الفنان المغربي، وأن تكون سنة إعطاء القيمة الحقيقية المُستحقة للعمل الفني، وأن يستفيد المجال من الهيكلة التقنية والقانونية التطبيقية، وأن تخرج الإصلاحات في المجال الفني من الورق إلى أرض الواقع.. وأتمنى من الناس الساهرين على تسيير المجال الفني سنة 2015، أن يشرفوا على تطبيق آليات وخطوات فعَّالة للإسهام في تطوير الكم والكيف على المستوى الفني".