يقدم المخرج علال العلاوي فيلمه القصير الجديد "العتبة"، الذي اقتبسه عن قصة تحمل نفس العنوان للكاتب خالد أقلعي، في عرض ما قبل الأول مساء يوم الاثنين 12 يناير 2015 بقاعة الفن السابع بالرباط، موقع "أنفاس بريس" التق المخرج علال العلاوي، وأجرى معه الحوار التالي:
+ ما هو الدافع الذي جعلك تشتغل على قصة للكاتب خالد أقلعي وتحويلها إلى شريط سينمائي قصير يحمل عنوان " العتبة"؟
- لعل العامل الأول هو أننا كثيرا ما نسمع نقاد السينما يؤاخذون المخرجين السينمائيين بالمغرب بأنهم لا يهتمون، إلا فيما ندر، بأعمال الأدب والاقتباس من الأدب. وأنا من زاويتي أرى أن هذا مهم. وكان أن التقيت، في إحدى دورات مهرجان مغاربي أقيم بمدينة وجدة، الكاتب خالد أقلعي، وجرى حديث طويل بينا في هذا الباب وعن علاقة السينما بالأدب.. وأطلعني بالمناسبة على عمله القصصي "العتبة"، فتوطدت بيننا صداقة أنتجت فيما بعد تعاونا فنيا، وكانت ولادة الشريط السينمائي القصير "العتبة"، وهو نفس عنوان قصة الكاتب أقلعي التي تدور أحداثها التاريخية في ساحة القصبة بمدينة تطوان، من خلال واجهة بناية عربية أندلسية كانت في الحقيقة عبارة عن متحف إثنوغرافي بالمدينة تعرض بشكل فظيع للهدم وإلى تحول جذري في معماره ووظيفته.. وقد كان الكاتب يمر بشكل يومي، تقريبا، من أمام البناية، ومنه جاءت كتابته لمتخيل القصة التي تتغير أحداثها ويتغير معها الإنسان مع مرور الزمن. من جهتي أنا اشتغلت على الصورة والمرئي طبعا.. وتناولي للقصة كان من رؤيتي كمخرج للعمل.. ولا أخفي أن في الشريط انزياحات وتحويلات فرضتها ضرورة السينما، غير أن تعاملي في الفيلم وتسلسل الأحداث التاريخية كان بأمانة تبعا لما جاء في النص الأدبي..
+ تم تصوير الشريط بالقنيطرة عوضا عن مدينة تطوان التي كانت مبرمجة للتصوير من قبل، لماذا تم تحويل مكان التصوير، وكيف حاولت التغلب على اختلاف الفضاءات بين القصة والشريط؟
- تغيير مكان التصوير إلى مدينة القنيطرة التي أعزها كثيرا، جاء بكل بساطة لأن "مؤسسة متاحف المغرب" منعتنا من التصوير بالبناية بتطوان. بل والأدهى من ذلك أنها طالبتنا بأداء مبلغ 36 ألف درهم مقابل منحنا رخصة التصوير ووضع الكاميرا أمام البناية بالمدينة.. جاء ذلك في وقت خرجت فيه الوصاية على المتاحف من يد وزارة الثقافة إلى "مؤسسة متاحف المغرب" التي يشرف عليها الآن الفنان المهدي قطبي. ربما كان المسؤول عليها يعتقد أنني جئت للتصوير مع شركة لتوم كروز أو إحدى الشركات الأمريكية، ومنه وجدنا صعوبات بعد أن أغلق المسؤولون بتطوان الباب في وجهنا كذلك، فكان القدوم إلى مدينة القنيطرة اختيارا لابد منه نظرا لضغط الوقت والتزاماتنا مع المركز السينمائي المغربي.. والقنيطرة، بالمناسبة، ألقى فيها، كالعادة، كل الترحاب والمساعدة.. والدليل أن شريط "العتبة" هو ثالث عمل أصوره بالقنيطرة، وكان التصوير لمدة أربعة أيام في بناية بالساكنية قريبة نوعا ما مما كنت أتصوره من قبل..
+ كيف تقرب القارئ من الموضوع الذي يتناوله شريط "العتبة"؟
- هو شريط يتناول محطات مهمة في تاريخ المغرب المعاصر انطلاقا من سنوات الأربعينات من القرن الماضي، مثل تناوله لظهور أول حزب سياسي بالمغرب وهو حزب الإصلاح لعبد الخالق الطريس ولفترة من الاستعمار ثم عودة محمد الخامس وخطابه التاريخي بطنجة وفترة الاستقلال مرورا بسنوات السبعينات وأحداث سنوات الثمانينات مثل إضراب "اصحاب كوميرة"، إلى جانب قضايا وأحداث أخرى مرتبطة أيضا بتحولات وطنية ودولية ..
+ ما هي طموحاتك الفنية ومشاريعك المستقبلية في الإخراج والسينما؟
- في علاقة بالسينما كتبت قصة فيلم طويل حول الجنود المغاربة في الصحراء، هي قصة لشريط روائي تتخلله قصة مغربي تدفعه مغامرة حب نحو الانخراط في صفوف الجيش.. وأنتظر عما قريب تحويل القصة لعمل سينمائي، وربما فيلم تلفزيوني مطول لما لا. وبالنسبة للتلفزة أنا الآن أشتغل بمعية مدير الإنتاج بالتلفزة على إنجاز عمل يحمل عنوان "بيت فنان"، وقد أنجزنا حلقة نموذجية بهذا الصدد، نرصد فيها برؤية فنية إخراجية جديدة مسارات فنانين مغاربة من تلوينات إبداعية متعددة وفي حقول فنية مختلفة..