أكد باحثون عرب، مشاركون في أشغال الملتقى العالمي التاسع للتصوف، الذي نظم ما بين 2 و4 يناير الجاري بمداغ (إقليم بركان)، أن "المغرب قدم أنموذجا يحتذى به في فهم الإسلام فهما وسطيا معتدلا".
واعتبروا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش هذا الملتقى، أن الإسلام دين الاعتدال والوسطية، وإن حاول البعض تشويهه أو المساهمة في ذلك عن قصد أو عن غير.
وقال حسام سباط، أستاذ جامعي ورئيس دائرة أوقاف طرابلس - لبنان، إن التجربة المغربية جديرة بالوقوف عندها، داعيا في هذا الصدد "حكومات العالمين العربي والإسلامي إلى الاقتداء بالتجربة المغربية في العلاقة بين الحاكم والمحكوم وفي رعاية التدين الوسطي المعتدل وتشجيعه". مضيفا أن التعليم الديني السليم والتدين الوسطي السليم، هو الذي يحمي المجتمع من غلواء الإرهاب من جهة، ومن تعنت العلمنة واللادينية من جهة أخرى.. معتبرا أن العالم يعاني من "العولمة التي يستغلها بعض دهاقنة المال والسياسة والإعلام من أجل مكاسب آنية ومصالح فئوية".
وأوضح أن العالم الآن بحاجة للإسلام وللتربية السلوكية الإسلامية التي تستنبط وتركز على التوحيد والمحبة وعلى الاتباع لما جاء في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم على الرحمة على رعاية البيئة والتنمية المستدامة والأخلاق.. مضيفا أن العالم كله بحاجة إلى جميع هذه المعاني التي جاء بها الإسلام والتي أحسنت الصوفية في توظيفها في التربية.
ومن جهتها، أكدت ليلى خليفة، باحثة في الفكر الإسلامي بالأردن، على أهمية هذا الملتقى الذي "يأتي في وقت صعب على الأمة العربية والإسلامية التي يعاني فيها الشباب من أوضاع مادية ومعنوية صعبة"، حيث أن هناك "من يستغل هذه الأوضاع لجعل هؤلاء الشباب يتخبطون في الفتن"، مشددة في هذا الصدد على ضرورة تكاثف الجهود لمجابهة هذه الصعوبات.
وذكرت أن التصوف "تربية وأن شيوخ التصوف، كانوا دائما من المرابطين في الثغور، ومجاهدين ضد الاستعمار"، مضيفة أن "التصوف هو جهاد لعدو خارجي وللنفس، وأن أهميته اليوم في قلب هذه المشاكل".
واعتبر مدير الملتقى، منير القادري بودشيش، أن "التصوف قوة اقتراحية عملية وعلمية وأخلاقية تساهم في معالجة الاختلالات والأزمات التي يعيشها السياق العالمي الكوني المعاصر من غلو وعنف وتطرف"، مضيفا أن التصوف يمكن أن يساهم في معالجة هذه الاختلالات بما يقدمه من قيم الرحمة والاعتدال والوسطية.
للإشارة، شارك في هذا الملتقى، الذي يحتضنه رحاب الزاوية القادرية البودشيشية، في موضوع "التصوف في السياق المعاصر.. الحال والمآل"، العديد من العلماء والأساتذة الباحثين من مناطق مختلفة من العالم.