Wednesday 10 December 2025
مجتمع

من فاجعة بوركون إلى مأساة فاس.. كرونولوجيا الانهيارات التي خلّفت أزيد من 100 قتيل ومئات الجرحى

من فاجعة بوركون إلى مأساة فاس.. كرونولوجيا الانهيارات التي خلّفت أزيد من 100 قتيل ومئات الجرحى وجود أكثر من 40 ألف بناية آيلة للسقوط بمختلف درجات الخطورة على الصعيد الوطني
ليلة 9 دجنبر 2025، تحوّلت أزقة حيّ المستقبل بالمنطقة الحضرية المسيرة بفاس إلى مسرحٍ مأساوي بعد انهيارٍ مفاجئ لبنايتين سكنيتين، خلّف وفاة 19 شخصاً وإصابة ما يفوق 16 آخرين، في واحدة من أشدّ الحوادث وقعاً خلال السنوات الأخيرة.
 
لم تكن فاس في تلك الليلة أمام فاجعة عرضية، بل أمام لحظة مكثّفة تختصر أزمة عمرانية مقلقة تمتدّ جذورها في نسيج مديني متآكل، وتُسائل قدرة البرامج العمومية على مواكبة الخطر.
 
فالمعطيات الرسمية المُستخلصة من عمليات التشخيص والتقييم العمراني تشير إلى وجود أكثر من 40 ألف بناية آيلة للسقوط بمختلف درجات الخطورة على الصعيد الوطني، حسب مُعطيات قدّمتها الوزارة أمام البرلمان سنة 2023. رقم يبرز حجم هشاشة المدن التاريخية والأحياء الشعبية، ويكشف أن المغرب أمام ظاهرة بنيوية لا مجرّد سلسلة حوادث متفرّقة.
 
وتتصدر الدار البيضاء وفاس هذه الخريطة المقلقة؛ ففي العاصمة الاقتصادية تنتشر آلاف البنايات المتداعية داخل المدينة القديمة وأحياء الفداء والمحجّ الملكي، حيث تتكرّر الانهيارات الجزئية والكلية رغم عمليات الهدم والإفراغ. أمّا فاس، فقد تحوّلت خلال السنوات الأخيرة إلى بؤرة حسّاسة، إذ عرف حيّ الحسني سابقاً انهياراً دامياً، قبل أن تأتي ليلة 9 دجنبر لتعيد تسجيل واحدة من أكثر الفواجع حضوراً في الذاكرة الجماعية.
 
ولا تتوقف الظاهرة عند هاتين المدينتين؛ ففي طنجة وتطوان ومراكش والرباط توجد آلاف البنايات المصنّفة ضمن درجات خطورة عالية، خاصةً في الكتل العمرانية التاريخية والأسواق العتيقة. هذا التوزيع الجغرافي يجعل الملف وطنياً بامتياز، يتجاوز أي مقاربة موضعية أو ظرفية.
 
وتستعرض "أنفاس بريس" كرونولوجيا حوادث الانهيارات خلال العشرية الأخيرة، والتي جُمعت من مختلف المصادر الإعلامية في ظلّ غياب إحصاء رسمي دقيق حول عدد البنايات المنهارة خلال هذه الفترة:
 
الكرونولوجيا
2010
– فاجعة انهيار مئذنة مسجد باب بردعين بمكناس (41 وفاة و76 جريحاً).
 
يونيو 2012:
انهيار منزل في حي سيدي فاتح بالمدينة القديمة أسفر عن مصرع 5 أشخاص وإصابة آخرين، وأكدت السلطات أن 79% من منازل المدينة القديمة عمرها يتجاوز 50 عامًا.
 
غشت 2012:
انهيار منزلين غير مأهولين في درب المعيزي (خارج أسوار المدينة القديمة) لكن دون وقوع ضحايا، ونتج عنه انهيار سور مجاور.
 
11 يوليوز 2014
– انهيار عمارتين من أربعة طوابق حوالي الثانية والربع صباحاً بشارع المنار قرب "العوينة الحارة" في حي بوركون بالدار البيضاء، خلّف 6 قتلى و20 مصاباً.
 
2016
– انهيار عمارة من أربعة طوابق في حي سباتة، أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 20 آخرين، وصُنّف ضمن أكبر فواجع البناء بعد فاجعة بوركون 2014.
 
18 شتنبر 2017
– انهيار عمارة سكنية من ثلاثة طوابق بالمحج الملكي بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، رغم صدور قرار بهدمها سنة 2012.
 
30 شتنبر 2017
– انهيار عمارة من ثلاثة طوابق في الحي الحسني بفاس، خلّف حالة رعب وأبرز هشاشة البنية العمرانية.
 
15 دجنبر 2022
– انهيار جزئي لواجهة منزل من طابق أرضي وطابقين بحي السمارة–الفداء مرس السلطان، الحصيلة: 3 قتلى وعدد من الجرحى.
 
5 يونيو 2022
– انهيار عمارة في طور البناء، خلّف إصابات وخسائر مادية، وأعاد النقاش حول احترام معايير المراقبة التقنية.
 
2023
– انهيار عمارة سكنية بحي الفرح، مع تدخل واسع للوقاية المدنية وإخلاء المحيط.
 
13 نونبر 2023
– انهيار عمارة قيد الإنشاء بتزنيت، خلّف إصابات.
 
10 فبراير 2024
– انهيار منزل بالمدينة القديمة، خلّف قتلى وجرحى، وأعاد طرح ملف الدور الآيلة للسقوط.
 
23 ماي 2024
– انهيار عمارة (R+4) بتقاطع شارعي مولاي يوسف والعنق بحي بوركون، مخلفاً خسائر مادية كبيرة واستنفاراً واسعاً للوقاية المدنية.
 
9 ماي 2025
– انهيار عمارة سكنية بفاس، أسفر عن 9 وفيات و7 جرحى في حصيلة أولية.
 
22 أكتوبر 2025
– انهيار منزل من أربعة طوابق بدرب الرماد في المدينة القديمة، الحصيلة: وفاتان وإصابتان.
 
9 دجنبر 2025
– انهيار مفاجئ لمنزلين سكنيين بحي المستقبل بمنطقة المسيرة (مقاطعة زواغة)، خلّف 19 وفاة و16 جريحاً، ليكون من أخطر الحوادث خلال السنوات الأخيرة.