تعيش أوروبا اليوم على وقع تحولات سياسية واجتماعية عميقة، فرضتها حرب أوكرانيا وتداعياتها، إلى جانب أزمات اقتصادية متلاحقة.
وفي خضم هذه الاضطرابات، يبرز صعود اليمين المتطرف باعتباره أحد أكثر الظواهر السياسية حضورا وتأثيرا، إذ يسعى هذا التيار إلى إعادة تشكيل المشهد العام عبر خطاب قومي متشدد يراهن على الخوف والقلق وهواجس الهوية وتآكلها!.
ورغم اتساع رقعة هذا الخطاب، فإن مستقبل القارة لا يمكن اختزاله في هذا الصعود وحده، ولا يمكن الافتراض بأن مصير الأقليات يسير حتما نحو التدهور. ومع ذلك، يبقى القلق الذي تشعر به الجاليات العربية والإسلامية قلقا واقعيا، بالنظر إلى طبيعة التحولات الراهنة وحدة الخطاب العنصري في بعض السياقات.
صحيح أن اليمين المتطرف يتغوّل في عدد من البلدان الأوروبية، لكنه لا ينمو بلا قيود. فالديمقراطيات الأوروبية ما تزال تمتلك مؤسسات قوية، ومجتمعات مدنية يقظة، كما أن قطاعات واسعة من الشباب الأوروبي أكثر انفتاحا وتسامحا من الأجيال السابقة. ولهذا يمكن القول: إن صعود هذا التيار يمثل تحديا يجب التعامل معه، لا قدرا مقدورا محتوما لا فكاك منه.
وفي المقابل، بات الوجود المسلم في أوروبا اليوم جزء أصيلا من النسيج الاجتماعي. فهم مواطنون وعمال وطلبة وروّاد أعمال يشاركون في الاقتصاد والثقافة والسياسة.. وكثير منهم وُلدوا أبا عن جد في أوروبا، ويحلمون بلغاتها، وينتمون لفضائها العام. ولم يعد حضورهم ظاهرة طارئة، بل حقيقة اجتماعية راسخة لا يمكن إنكارها.
مع ذلك، يظل خطاب الكراهية خطرا محدقا يهدد السلم الأهلي، إذ يمكن لأي أزمة اقتصادية أو حادثة أمنية أن تتحول إلى مادة تستغلها بعض القوى الظلامية المتطرفة لإحياء الخوف من “الآخر”. وهنا تبرز مسؤولية الإعلام، والنخب السياسية، والمجتمع المدني، وكذلك الجاليات المسلمة نفسها التي يُنتظر منها أن تواصل طريق الاندماج الإيجابي دون التفريط في خصوصيتها الثقافية والدينية..
إن مستقبل أوروبا لن يُبنى على الإقصاء، بل على قدرتها على صون التعايش المشترك. والتجارب التاريخية تؤكد أن المجتمعات التي تستثمر في التنوع أكثر قوة واستقرارا من تلك التي تنغلق على نفسها وتستسلم لخطاب التخويف والكراهية.
قد يعلو صوت اليمين المتطرف اليوم، لكن أصوات العقل والاعتدال والإنسانية لا تزال حاضرة بقوة، وما زال بإمكان أوروبا أن تختار الطريق المؤدي إلى مجتمع أكثر عدلا وتماسكا دون تمييز.
وأخيرا، لا يربح أحد من خطاب الكراهية؛ فالمستقبل يُصنع بالاحترام المتبادل والتعايش، ولس بالإقصاء والتخويف.
وفي خضم هذه الاضطرابات، يبرز صعود اليمين المتطرف باعتباره أحد أكثر الظواهر السياسية حضورا وتأثيرا، إذ يسعى هذا التيار إلى إعادة تشكيل المشهد العام عبر خطاب قومي متشدد يراهن على الخوف والقلق وهواجس الهوية وتآكلها!.
ورغم اتساع رقعة هذا الخطاب، فإن مستقبل القارة لا يمكن اختزاله في هذا الصعود وحده، ولا يمكن الافتراض بأن مصير الأقليات يسير حتما نحو التدهور. ومع ذلك، يبقى القلق الذي تشعر به الجاليات العربية والإسلامية قلقا واقعيا، بالنظر إلى طبيعة التحولات الراهنة وحدة الخطاب العنصري في بعض السياقات.
صحيح أن اليمين المتطرف يتغوّل في عدد من البلدان الأوروبية، لكنه لا ينمو بلا قيود. فالديمقراطيات الأوروبية ما تزال تمتلك مؤسسات قوية، ومجتمعات مدنية يقظة، كما أن قطاعات واسعة من الشباب الأوروبي أكثر انفتاحا وتسامحا من الأجيال السابقة. ولهذا يمكن القول: إن صعود هذا التيار يمثل تحديا يجب التعامل معه، لا قدرا مقدورا محتوما لا فكاك منه.
وفي المقابل، بات الوجود المسلم في أوروبا اليوم جزء أصيلا من النسيج الاجتماعي. فهم مواطنون وعمال وطلبة وروّاد أعمال يشاركون في الاقتصاد والثقافة والسياسة.. وكثير منهم وُلدوا أبا عن جد في أوروبا، ويحلمون بلغاتها، وينتمون لفضائها العام. ولم يعد حضورهم ظاهرة طارئة، بل حقيقة اجتماعية راسخة لا يمكن إنكارها.
مع ذلك، يظل خطاب الكراهية خطرا محدقا يهدد السلم الأهلي، إذ يمكن لأي أزمة اقتصادية أو حادثة أمنية أن تتحول إلى مادة تستغلها بعض القوى الظلامية المتطرفة لإحياء الخوف من “الآخر”. وهنا تبرز مسؤولية الإعلام، والنخب السياسية، والمجتمع المدني، وكذلك الجاليات المسلمة نفسها التي يُنتظر منها أن تواصل طريق الاندماج الإيجابي دون التفريط في خصوصيتها الثقافية والدينية..
إن مستقبل أوروبا لن يُبنى على الإقصاء، بل على قدرتها على صون التعايش المشترك. والتجارب التاريخية تؤكد أن المجتمعات التي تستثمر في التنوع أكثر قوة واستقرارا من تلك التي تنغلق على نفسها وتستسلم لخطاب التخويف والكراهية.
قد يعلو صوت اليمين المتطرف اليوم، لكن أصوات العقل والاعتدال والإنسانية لا تزال حاضرة بقوة، وما زال بإمكان أوروبا أن تختار الطريق المؤدي إلى مجتمع أكثر عدلا وتماسكا دون تمييز.
وأخيرا، لا يربح أحد من خطاب الكراهية؛ فالمستقبل يُصنع بالاحترام المتبادل والتعايش، ولس بالإقصاء والتخويف.