شلت أزمة مفتوحة لإضراب مساعدي الجزارة (السلاخة) النشاط التجاري لبيع اللحوم الحمراء في مدينة كلميم باب الصحراء، حيث أدى توقفهم عن العمل منذ أيام إلى نفاد الكميات المعروضة في الأسواق وتعطل أغلب محلات الجزارة، مما تسبب في حالة تذمر واسعة بين المواطنين.
وتعيش المدينة حالة شبه شلل في الإمدادات الغذائية المرتبطة بهذا المنتوج الحيوي، وسط تزايد المخاوف من استمرار الأزمة، خاصة مع ارتفاع الطلب على اللحوم خلال هذه الفترة.
مصادر محلية أكدت لجريدة "أنفاس بريس"، أن الإضراب خلّف فراغا كبيرا في السوق وتسبب في ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ.
ويأتي هذا التصعيد من طرف "السلاخة" احتجاجا على ما وصفوه بـ"تدهور ظروف العمل" داخل المجزرة البلدية، من انتشار الروائح الكريهة، وغياب شروط النظافة والسلامة الصحية، إضافة إلى انعدام المياه في المرافق وانتشار القوارض.
ويطالب المحتجون بتحسين بيئة العمل وتمكينهم من مزاولة مهامهم في شروط صحية وتنظيمية تحفظ كرامتهم وسلامتهم المهنية.
ولم تتوقف تداعيات الأزمة عند توقف النشاط، بل أثارت ردود فعل سياسية، حيث قال عضو جماعة كلميم عن فيدرالية اليسار الديمقراطي عزيز طومزين الذي يمثل المعارضة، إن الوضع الكارثي للمجزرة ليس جديدا، مُحملا المسؤولية للشركة المفوض لها تدبير المرفق التي نالت الصفقة بمبلغ يقارب 5.5 مليون سنتيم، رغم عدم احترامها لدفتر التحملات من حيث النظافة والصيانة ونقل اللحوم.
ودعا طومزين، في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، المجلس الجماعي إلى التحرك العاجل لفسخ العقد مع الشركة وتدبير المجزرة بصفة مباشرة، مع اقتراح استعمال سوق السمك المغلق مؤقتا كمجزرة بديلة إلى حين بناء مرفق جديد مطابق للمعايير، مؤكدا أن استمرار الفوضى في هذا القطاع يضر بالساكنة وبالاستقرار الغذائي في المدينة.
وعلمت جريدة "أنفاس بريس" أن لجنة مركزية، وفي إطار تحقيقات تجريها وزارة الداخلية، قد زارت المجزرة مؤخرا واستمعت للسلاخة ومشاكلهم.