ما يعيشه المجتمع المغربي من أفراح بمناسبة الإنجاز الكبير للمنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 20 سنة والمتمثل في الظفر بكأس العالم المنظم مؤخرا في الشيلي، يجسد قدرة آصرة تامغربيت على توحيد واستجماع مختلف الحساسيات الثقافية والسياسية ضمن إطار واحد. وهو ما لاحظناه من خلال الفرحة العارمة التي خلفها هذا الإنجاز الرياضي وإصرار العائلات المغربية على السهر إلى ساعات متأخرة من الليل لمتابعة أداء الفريق الوطني بل والخروج إلى الشارع للاحتفال بالفوز .
هذا العشق لا يعكس فقط حب المغاربة في الداخل والخارج لنتيجة الفوز على قوة كروية كالأرجنتين، بل يعكس مدى جاذبية الكرة وقدرتها الاستثنائية على تجميع الناس، وتجاوز الاختلافات وتعبئة الطاقات الإيجابية لتحويلها إلى محفز لقيم التضامن والإخاء داخل المجتمع. الإنجازات التي يحققها المنتخب سواء تعلق الأمر بالمنتخب الأول أو المنتخبات المتفرعة عنه يحقق التماسك بين مكونات الشعب. لذا فالدور التقليدي للكرة كأداة للترفيه والتسلية قد انتهى، وأصبحت اليوم أداة للسلم الاجتماعي.
حسن البصري، إعلامي رياضي