شهدت مؤخرا الأسواق العالمية ارتفاعا تاريخيا في أسعار الذهب بلغت مستويات قياسية تجاوزت 4000 دولار للأونصة (الأونصة تعادل نحو 31 جرامًا من الذهب).
حول الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع وتداعياته على السوق المغربية علما أن أسعار الذهب في الأسواق العالمية شهدت، يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 ، تراجعًا ملحوظًا عقب موجة من الارتفاعات المتتالية التي عرفها المعدن الأصفر.
أوضح مجيد الحريشي، الكاتب العام للفدرالية المغربية للصياغين، ل "أنفاس بريس"، أن هناك قاعدة معروفة في سوق الذهب مفادها أن الإقبال على الذهب لا يختلف كثيرا بين الأفراح والأزمات. وأوضح أن الناس يقبلون على شراء الذهب في فترات الازدهار الاقتصادي، لكنه يتحول إلى ملاذ آمن خلال فترات التوترات الدولية أو الأزمات المالية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره بفعل زيادة الطلب من طرف السوق الدولية والسوق المحلية.
وأضاف الحريشي أن انخفاض قيمة العملات في الأسواق المالية يجعل الأفراد يسعون للاستثمار في الذهب حفاظًا على القيمة الشرائية لأموالهم. وهذه الظاهرة تتكرر في كل أزمة مالية أو تضخم عالمي.
أما بخصوص الأسعار في السوق المغربية، فقد أوضح الحريشي أن سعر الغرام من الذهب يتراوح حاليًا حول 950 درهمًا للذهب غير المصنع، عيار 18، مع تسجيل تذبذبات في السعر من حين لآخر. ففي بعض الفترات، يرتفع السعر بما يقارب 70 درهمًا، ثم ينخفض بنحو 40 درهمًا، غير أن المنحى العام يظل تصاعديًا، إذ أن هامش الزيادة غالبًا ما يتجاوز هامش الانخفاض.
وشدد محاورنا على أن منحنى أسعار الذهب في المغرب وفي جميع دول العالم يظل تصاعديًا على المدى المتوسط، رغم بعض فترات التراجع المؤقت.
وفيما يتعلق بأنواع الحلي والمجوهرات التي يقبل عليها المغاربة، أكد أن الإقبال على اقتناء الذهب شهد تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حتى في المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس أو غيرها.
ويُعزى ذلك، حسب الحريشي، إلى غلاء المعيشة، إلى جانب تراجع القدرة الشرائية وتقهقر دور الطبقة المتوسطة في الرواج التجاري، وهو ما انعكس مباشرة على الطلب الداخلي في أسواق الحلي والمجوهرات.
وختم الحريشي تصريحه بالقول أن شراء الذهب يظل يعتبر من الكماليات وليس من الضروريات.
وختم الحريشي تصريحه بالقول أن شراء الذهب يظل يعتبر من الكماليات وليس من الضروريات.