Sunday 12 October 2025
جالية

أريري: ولكم في روما ما تشتهون وتحبون !

أريري: ولكم في روما ما تشتهون وتحبون ! عبد الرحيم أريري بمطعم يوجد في زقاق يربط بين ساحة Barberini وساحة Di spagna بالحي العتيق بروما
مدينة روما لا تتميز فقط بتضخم الكنائس بمختلف أحيائها، بل تتميز أيضا بكثرة مطاعمها ومقاهيها.
 
فإذا كان تضخم الكنائس يكشف وجود كنيسة لكل 2454 مواطنا بروما وفق ما أوضحته في ورقة سابقة، فإن انتشار المطاعم بالعاصمة الإيطالية يقود إلى وجود مطعم لكل 77 مواطنا ( هناك 35.000 مطعم من مختلف الأحجام والتصنيفات بالمدينة)، مما يجعل من روما تتربع على عرش قطاع المطعمة في العالم جنبا إلى جنب مع مدن عالمية: باريس، نيويورك ولندن.
 
ففي زاوية كل شارع وفي كل ساحة عمومية، بل أحيانا في زقاق ضيق، تجد مطعما، دون احتساب محلات البيتزا و"البانيني" وباقي أكلات"الفاست فود". هذا التنوع والثراء في العرض جعل مدينة روما تربح رهان تلبية أذواق 22 مليون سائح يزورنها كل سنة، فضلا عن مراعاة ميزانية كل سائح. فهناك وجبة في مطعم مصنف تتراوح بين 25 و35 أورو للفرد ( دون احتساب مشروبات كحولية)، وهناك وجبات في محلات البيتزا والأكلات السريعة تتراوح بين 9 و12 أورو للفرد الواحد حسب الأحياء والموقع الجغرافي الذي يوجد فيه المحل.
 
هذا الرواج جعل قطاع المطاعم بروما يشهد فورة مالية هائلة، إذ تحقق المطاعم بالعاصمة الإيطالية عادة رقم معاملات يتراوح بين 2 و2،5 مليار أورو في الشهر. وتشير توقعات المهنيين إلى أن سنة 2025 ستعرف تحطيم أرقام قياسية قد تتجاوز 30 مليار أورو في العام، وهي أرقام تفاؤلية تستند إلى "الخير" الذي "فاض" في الربع الأول من هاته السنة حيث سجلت المطاعم رقم معاملات  قارب 9 مليار أورو في أشهر يناير/فبراير/مارس وأبريل، بمناسبة سنة "اليوبيل المسيحي" Jublié ، وهو طقس ديني يحتفل به المسيحيون كل 25 سنة.
 
اليوبيل الحالي انطلقت الاحتفالات به يوم 24 دجنبر 2024 وسينتهي مطلع يناير 2026. 
 
هذا الاحتفال الديني يكون فأل خير على مدينة روما، لأن "اليوبيل المسيحي" الذي تكثر فيه طقوس القداسة و"الثوبة من الخطايا"، يشجع"المؤمنين بتعاليم المسيح"، على الحج إلى روما، حاضنة الفاتيكان. وبفصل ذلك يتقاطر ملايين السياح ليس على روما وحدها، بل على عموم إيطاليا التي تنتعش خزينتها بالموارد الهائلة، لدرجة أن القطاع السياحي بإيطاليا ككل تمكن من خلق 3 ملايين منصب شغل قارة، ويساهم بحوالي 13% من الناتج الداخلي الخام، أي  250 مليار دولار.