Friday 20 June 2025
مجتمع

الكاف والفيفا.. دعوة لإحداث جائزة "أفضل طبيب لفريق وطني في كرة القدم "

الكاف والفيفا.. دعوة لإحداث جائزة "أفضل طبيب لفريق وطني في كرة القدم " فوزي لقجع رئيس الجامعة (يمينا) والدكتور أنور الشرقاوي
إلى السيد فوزي لقجع، العضو البارز في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا* )
 
هناك أبطال لا يسجلون الأهداف، لا يرفعون أذرعهم نحو المدرجات المشتعلة، ولا يهتف لهم الجمهور بحناجر مدوية... ومع ذلك، بدونهم، لا نصر يُكتب، ولا مجد يُصنع.
 
إنه طبيب الفريق الوطني لكرة القدم، ذلك "الجندي المجهول"، الرجل أو المرأة، الذي يظهر في أطراف الصورة التلفزيونية، لكنه يكون في قلب المشهد عندما يتجاوز التحدي حدود اللعبة.
السيد لقجع، أنتم اليوم في موقع يُخوّلكم كتابة صفحة مشرقة في ذاكرة الرياضة الإفريقية والعالمية.
لماذا لا يربَط أسماؤك بمبادرة استثنائية، جريئة وعادلة؟
لماذا لا يتم إطلاق "جائزة أفضل طبيب لفريق وطني في كرة القدم المحترفة والعالمية؟ CAF 2025 
 
الطبيب: حارس معبد الجسد والعقل
في كرة القدم الحديثة، اللاعب المحترف ليس مجرد رياضي، بل رأسمال جسدي بملايين الدولارات، ومحرك لعقود بث ضخمة، ورمز تُحتذى به أجيال من الشباب.
لكن هذا الرأسمال هشّ، تهدده الإصابات، والتمزقات، والارتجاجات، والالتهابات المزمنة... فكل كرة، وكل احتكاك، قد يكون بداية كارثة.
وهنا يأتي دور الطبيب، الحَكم الأخير، والحامي الأول.
هو من يُشخّص، من يُقرر، من يحمي.
المدرب قد يُصر على إشراك نجم الفريق،
واللاعب قد يتوسل، مدفوعًا بالأدرينالين وحب القميص،
لكن الطبيب، وحده، يملك شجاعة* قول "لا ".
 لا للنزول إلى الميدان ،
لا للمخاطرة ،
 لا للمجازفة بحياة لاعب من أجل نتيجة عابرة .
وقد يقولها رغم كل الضغوط،
ثم يمسك بيد اللاعب باكيًا ويهمس له:
"ستعود يا بطل، لكن ليس اليوم. اليوم، يجب أن تتعافى."
 
شخصية منسية، آن أوان تكريمها 
الكرة الذهبية لها بريقها،
وجائزة أفضل مدرب تُحتفى بها،
حتى الحكم بات يحظى بجائزة تقدير لجرأته وعدالته.
أما الطبيب؟
فهو يُعالج...
يختفي...
ثم يعيد الكرة.
لكن الحقيقة أنه كثيرًا ما يكون آخر سد قبل الكارثة،
الوحيد الذي يجرؤ على قول:
"توقّف، هناك حياة بعد هذه المباراة."
جائزة تُخصص له،
لن تكون مجرد تكريم، بل رسالة تحفيز نحو التميز،
ودعوة للاتحادات لتوظيف أطباء أكفاء،
ولللاعبين للاهتمام بأجسادهم والوقاية من الإصابات.

مبادرة رمزية، برسالة أخلاقية 
السيد لقجع،
أنتم تدركون جيدًا أن كرة القدم، في إفريقيا كما في العالم، تعيش تحولًا حقيقيًا.
نتحدث اليوم عن الذكاء الاصطناعي،
عن المجسّات الحيوية،
عن التحليلات الرقمية والتوقعات الإحصائية...
لكن الثورة الحقيقية قد تكون إنسانية:
الاعتراف بالطبيب كفاعل أساسي في الأداء،
وفي استمرارية المسيرة،
وفي صون كرامة الإنسان الرياضي.
جائزة من هذا النوع ستكون بيانًا صريحًا:
أن الفوز لا يُبنى بالأقدام فقط،
بل بالعقل السليم،
وبالعمود الفقري الأخلاقي.
هذا الاقتراح قد يُخلَّد اسم المغرب لهذا المبادرة،
وسبْق عالمي يُحسب لك والمغرب. 
واحترام عميق يُمنح للذين يحمون صحة أبطالنا في صمت.
 
خاتمة: مباراة من أجل الخلود 
هذه الجائزة ليست ترفًا...
إنها ضرورة.
نقشٌ في ذاكرة الرياضة لأسماء رجال ونساء يحمون، يعالجون، وربما ينقذون من الموت.
كرة القدم لها شعراؤها، ومخططوها، وأيقوناتها.
وحان الوقت لإدخال أطبائها إلى هذا المعبد الكروي.
هؤلاء الأبطال الصامتون،
الذين يهمسون في أذن اللاعب:
"جسدك هو أول ملعب لك، حافظ عليه."
السيد لقجع، الكرة الآن في ملعبك.