الأحد 24 نوفمبر 2024
فن وثقافة

الدكتور الديباجي يحلل خطاب الفطرة في القرآن الكريم بمسجد الحسن الثاني

الدكتور الديباجي يحلل خطاب الفطرة في القرآن الكريم بمسجد الحسن الثاني

احتضنت قاعة المحاضرات للمكتبة الوسائطية بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، يوم أمس الأربعاء 26 نونبر 2014 محاضرة بعنوان "خطاب الفطرة في القرآن الكريم"، وهي من تقديم الدكتور محـمد الديباجي وتنشيط الأستاذ مـحمد بلاجي. وقد امتلأت قاعة المحاضرات بعدد مهم من الشباب والطلبة الذين تابعوا فترات المحاضرة بتركيز كبير، إذ تميزت طريقة تقديم الدكتور الديباجي لمضمون المحاضرة بطريقة تحبيبية بيداغوجية مُمَنهجة، تعتمد على إتقان الإلقاء وتوظيف قسمات الوجه وحركات اليد للانسجام مع الألفاظ والمعاني وإيصالها لوجدان المتلقي والتأثير بشكل جيد في نفسيته وجعله منتبها لكل عبارات ومضامين المحاضرة.

وقد صرح الدكتور محـمد الديباجي لـ "أنفاس بريس"، أن موضوع "خطاب الفطرة في القرآن الكريم" هو موضوع أساسي ومهم جدا لأن القرآن هو كلام وخطاب الله تعالى. مُبرزا أن البشرية عرفت خلال تاريخها الطويل عددا لا يحصى من النبهاء والنبغاء والكتاب والشعراء والموهوبين، الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس، لكن يضيف "الدكتور الديباجي"  لا أحد منهم استطاع أن يؤثر في النفس البشرية كما يؤثر فيها القرآن الكريم. وأشار أن السبب في ذلك أن (كلام الناس يبقى كلام الناس)، ومهما سما وعلا وكان له من الحلاوة والطلاوة لا يُدرك حلاوة وطلاوة القرآن. كما أوضح أن كلام الله لا يتساوى مع كلام الناس. مُعتبرا كلام الناس يُخاطب الإنسان بصفة عامة وقال الدكتور محـمد الديباجي : (كلام الناس يخاطب في الإنسان خيره وشره، أما القرآن الكريم فهو خطاب لهاته الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها، الفطرة التي توجِّهُ الإنسان إلى الخير أو توجهه لا قدر الله إلى الشر إذا لم يُحسن استعمالها). وأفاد مُحاورنا أن خطاب الفطرة شملته عناية كبيرة في القرآن الكريم، لاسيما في السوَّر المكية التي نزلت في بداية البعث والتي كانت تسعى إلى ترسيخ الوحي في نفوس الناس. وفي رده عن درجة تجاوب وانتباه الطلبة لموضوع المحاضرة، أوضح مُحاورنا أن تجربته الطويلة في مجال التدريس تسمح له بتمييز المهتم وغير المهتم (المقبل وغير المقبل) من الطلبة بنظرة إليهم وإلى عيونهم، وأكد أن الطلبة تميزوا بإقبال شديد وكانوا منتبهين للمحاضرة بشكل جيد، خلف ارتياحا كبيرا في نفسيته وقال: (أنا لم أكن أعلم أن مؤسسة مسجد الحسن الثاني تقوم بهذا الدور العلمي الكبير)  وأضاف: (أحيي من هذا المنبر المؤسسة ومحافظها الأستاذ الحاج بوشعيب فقار، الذي يهتم اهتماما بالغا بالعلم). وأوضح "محـمد الديباجي" أنه حينما اطلع على عدد الكتب التي نـُشرت والمحاضرات التي احتضنتها مؤسسة مسجد الحسن الثاني. استغرب كثيرا واستطرد قائلا: (هذا الأمر  لم تقم به مؤسسات مختصة وجامعات قائمة بذاتها) وقال : (أقول هذا الكلام خالصا لوجه الله والله يشهد على ما أقول، الأستاذ المحافظ بوشعيب فقار جندي من جنود العلم، بدل مجهودا جبارا ويبدله في سبيل نشر العلم والثقافة، ويكفي أن ننظر إلى عدد الكتب التي نشرتها المؤسسة كما قال أحد الشعراء: فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب). ومن جهته صرح منشط المحاضرة الأستاذ مـحمد بلاجي الأستاذ الباحث في الأنطروبولوجيا الثقافية، أن مؤسسة الحسن الثاني التي يترأسها المحافظ بوشعيب فقار أحييت الثقافة في الدار البيضاء وأرجعت إليها النفس بعد أن كاد يخمد، وأفاد أنها قامت بمجهودات جبارة في وقت وجيز، إذ استدعت متخصصين من المغرب ومن خارج المغرب وكانت محاضراتهم وأدواتهم إشعاعا ثقافيا استفاد منه زوار المؤسسة، وبخصوص محاضرة الأستاذ "محـمد الديباجي"  أوضح "بلاجي" أنها كانت جد مهمة وتميزت بطريقة منهجية علمية مضبوطة، وأشار أن الطلبة عبروا عن تجاوبهم مع مضامين المحاضرة وأكدوا ذلك خلال فتح باب المناقشة، مُبرزا أن بعض الطلبة عبروا عن إعجابهم بهذا النشاط العلمي وبهذا المكان (يقصد قاعة المحاضرات) وبالقدسية التي تحيط به وبالأستاذ الذي ألقى المحاضرة، ووصفها المتحدث نفسه بالمحاضرة المُمنهجة، موضحا أن الدكتور الديباجي خاطب الحاضرين بلسانه وبفكره وجسمه وبخبرته فطاف بهم في علوم شتى تحت عنوان : (خطاب الفطرة في القرآن الكريم).