Monday 19 May 2025
اقتصاد

جمعية الفتح بتنغير: المغرب الأخضر أضر بالواحات لانعدام سياسة عمومية حقيقية

جمعية الفتح بتنغير:  المغرب الأخضر أضر بالواحات لانعدام سياسة عمومية حقيقية المبادرة أشرفت عليها اللجنة العلمية والبيئية بالجمعية
سجلت  مذكرة أصدرتها جمعية الفتح للثقافة والتنمية بتنغير حول حرائق الواحات، غياب سياسة عمومية حقيقية موجهة لهذا المجال، بالإضافة إلى وجود فراغ في تدبير هذه الأوساط حيث تراجعت الأعراف التقليدية المحلية التي تفعل في إطار النظم العرفية القديمة دون أن تعوض بنظم أخرى، وهي أعراف ساهمت لأزمنة طويلة في الحفاظ على مقومات هذه الواحات ورفعت من درجة مقاومتها لمختلف الوقائع والآفات.

تأتي هذه المبادرة التي أشرفت عليها اللجنة العلمية والبيئية بالجمعية في ظل وسياق التغير المناخي وإرهاصاته الجدية وتنامي الضغوط التي تتعرض الواحات نتيجة لتأثير الأنشطة السوسيو-اقتصادية المتنامية. 
 
وتندرج في سياق متابعة آثار المخاطر التي تتعرض لها هذه المنظومات الهشة أصلا خصوصا على المستوى الايكولوجي متمثلة في مخاطر اندلاع الحرائق التي اصبحت تتنامى بشكل غير مسبوق حيث سجلت الأرقام الرسمية اندلاع ما يناهز 2400 حريق خلال 15 سنة الأخيرة نتج عنها الإجهاز على ما يقارب 172 ألف نخلة إضافة إلى ما تخلفه هذه الحرائق من أضرار أخرى مختلفة  تمس التنوع البيولوحي للواحات، وتمس مردوديتها كما تمس درجة ارتباط الساكنة بها وهو الاراباط الذي يسجل أدنى مستوياتها بفعل عوامل اخرى متعددة.
 
وأثارت المذكرة ضعف استفادة الواحات من البرامج الدولية ذات العلاقة سواء منها التقنية، أو المالية رغم أن بلادنا كانت من الدول السباقة إلى توقيع اتفاقيات الأرض الثلاثة (ريو 92) والتي لها علاقة مباشرة بهذه الأوساط سواء منها اتفاقية التغير المناخي واتفاقية محاربة التصحر، واتفاقية التنوع البيولوجي وايضا بروتوكولات واتفاقيات اخرى عديدة، وكذا عدم استفادة هذه المجالات من البرامج الوطنية ذات العلاقة بالشكل المطلوب ووالناجع منها برنامج المغرب الاخضر بل على العكس تضررت منها حيث مثلا أدت الدعامة العصرية لهذا البرنامج إلى استنزاف الفرشاة المائية على أبواب ومداخل الواحات مما يخلف ظروفا مواتية لمثل هذه الظواهر، بالغضافة إلى ضعف ومحدودية بعض الاجراءات المتخدة لمجابهة الحرائق بفعل مثلا ضعف آليات ولوجيستيك التدخل وضعف توفر نقط الماء ومسالك الولوج إلى مواقع اندلاع النيران، عدم توفر اسطول طائرات  خاص بمجابهة حرائق الواحات.
 
محدودية الخيارات المتخدة منها مثلا برامج تنقية الاعشاش التي لم تظهر من خلال المعطيات المتوفرة انها محدودة الأثر، وعدم ادراج هذه الحرائق ضمن الوقائع الكارثية التي تستلزم تعويض المتضررين من خلال الصندوق الخاص بالوقائع الكارثية في إطار القانون 110-14 رغم أن حرائق الواحات تتطابق في سماتها مع التعريف الخاص بالوقائع الكارثية التي جاء بها عذا القانون.
 
وتوجهت الجمعية بمجموعة من التوصيات والتي قبل جردها تنبغي الإشارة اولا إلى كون المقاربة التقنية المعتمدة بحثا عن الحلول في مجابهة حرائق الواحات سواء الحلول الوقائية الاستباقية او ذات العلاقة بالتدخل للاطفاء، تتمثل في مقاربة مثلث الحرائق، حيث أنه لا يمكن للحريق أن يندلع إلا إذا توفرت ثلاثة شروط، وعناصر أساسية وضرورية، وهي وجود مادة قابلة للاحتراق، ووجود الأكسحين وأيضا الطاقة اللازمة لتحفيز وإشعال الحريق، ويكفي أن يتم تحييد احد هذه العناصر ليتوقف الحريق أو لا يندلع أصلا.
 
وبناء على هذا المعطى التقني و بعد معالجة مختلف المعطيات والوقوف على مخرجات النقاشات وأشكال التفاعل المختلفة مع الفاعلين والمختصين وعموم المواطنين، فيمكن، حسب المصدر ذاته، تحديد مجموعة من التوصيات ارتباطا بموضوع حرائق الواحات وكيفية الوقاية منها وطرق مجابهتها.