في إطار الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج ندوة تحت عنوان: التنوع السياسي والقضايا الاجتماعية، خصصت للتعريف بالمسار السياسي الناجح لعينة من المسؤولين والمساهمين في صنع القرار ببعض البلدان الأوروبية مغاربة العالم، منهم:
أحمد بوطالب، العمدة السابق لمدينة روتردام بهولندا، التي تحتضن أكبر ميناء في العالم.
كريم بوعمران، عمدة مدينة سانت أوين بضواحي باريس، التي احتضنت جزءاً كبيراً من فعاليات الألعاب الأولمبية الأخيرة، وكان أحد أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة الفرنسية خلال أزمة الصيف الماضي، والمرشح لأدوار ومسؤوليات هامة داخل الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي يستعد لعقد مؤتمره.
أحمد العوج، رئيس المجلس الجماعي لكوكيلبورغ وبرلماني عن الجهة ورئيس فريق بالبرلمان ببروكسيل، وأحد الأسماء البارزة في المشهد السياسي البلجيكي.
أدار الندوة ذ. محمد الطوزي، الأستاذ الجامعي ومسؤول عن البحث بجامعة إيكس أون بروفانس، الذي قدم في مستهل اللقاء عرضاً عن المسار البارز لهذه الشخصيات السياسية من أصول مغربية، مشيراً إلى التحول الذي عرفه تعامل الدولة المغربية مع قضايا الهجرة عبر تأسيس عدة مؤسسات ومجالس تعنى بهذا المجال. كما أبرز خصوصية التجربة المغربية التي تجمع بين دولة مركزية وهوية جامعة، مع اعتراف رسمي بكل أشكال التنوع الثقافي والاجتماعي الذي يميز المغرب.
أحمد العوج تحدث عن النموذج البلجيكي في استقبال الهجرة، الذي يتميز بنظام سياسي لا مركزي. كما أشار إلى اتفاقية اليد العاملة بين المغرب وبلجيكا، التي شكلت أساس استقرار جالية مغربية مهمة هناك. وركز على الدور الكبير للنقابات والجمعيات البلجيكية في دعم المهاجرين، بالإضافة إلى القيم التي ورثها عن عائلته الريفية، مثل التضامن، الصبر، والعمل الدؤوب.
أحمد بوطالب استعرض مسيرته، بدءاً بتكوينه الهندسي في مجال الطيران، ثم انتقاله إلى الصحافة وتغطيته لحرب الخليج الأولى، قبل أن يعرض عليه حزب العمل الهولندي تولي منصب عمدة مدينة روتردام. تحدث أيضاً عن التحديات التي واجهها خلال مساره السياسي، خصوصاً في محاربة التطرف الديني، وحياته الطويلة تحت الحراسة الأمنية بسبب التهديدات بالقتل، مؤكداً أن قربه من المواطنين ومخاطبتهم بشكل مباشر ساهم في نجاحه السياسي. كما اعتبر أن امتلاكه لثقافتين هو مصدر قوة وتفوق له على منافسيه.
كريم بوعمران تناول تجربته كعمدة لمدينة سانت أوين الفرنسية، وكيف أن العمل الميداني اليومي مع المواطنين مكنه من النجاح السياسي، حتى أصبح مرشحاً لرئاسة الحكومة الفرنسية الصيف الماضي خلال الأزمة السياسية الكبرى.
وأكد أن المشهد السياسي الفرنسي يعاني من هيمنة وجوه قديمة بأساليب من القرن الماضي، مما يجعل فرنسا في حاجة إلى تجديد عميق للحياة السياسية. كما أشاد بالتحولات الإيجابية التي يشهدها المغرب، وبالدينامية الجديدة التي يعيشها مغاربة العالم بفضل جهود مجلس الجالية، الذي يعمل على جمع الكفاءات المغربية المنتشرة عبر العالم، مبرزاً المكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب لدى الفرنسيين.
