Thursday 24 April 2025
كتاب الرأي

أنور الشرقاوي:  لماذا لا يغطي صندوق الضمان الاجتماعي بعض الأدوية المضادة لسرطان المعدة؟

أنور الشرقاوي:  لماذا لا يغطي صندوق الضمان الاجتماعي بعض الأدوية المضادة لسرطان المعدة؟ الدكتور أنور الشرقاوي
في ممرات مراكز علاج السرطان المغربية، سواء كانت عمومية أو عسكرية أو خاصة، يتردد سؤال واحد بإلحاح: هل فعلاً تُغطي CNSS و CNOPS (قبل الدمج) جميع أدوية علاج سرطان المعدة؟
للوهلة الأولى، يبدو الجواب بسيطاً: نعم لدى جهة، ولا لدى أخرى. 
لكن الواقع أكثر تعقيداً، وتكمن الحقيقة في خلل تقني وإداري يدفع ثمنه مرضى أنهكهم الداء والدواء.
 تغطية جزئية: نعم لبعض الأدوية، لا للباقي 
يؤكد الدكتور منير بشوشي، الأخصائي في علاج السرطان والمعروف وطنياً ودولياً، أن CNSS لا ترفض مبدئياً التكفل بعلاج سرطان المعدة: "هذا غير صحيح!"، 
يقول بحزم. فالبروتوكولات الكلاسيكية التي تشمل الـ5-FU والكابيسيتابين والسيسبلاتين، مغطاة بالفعل.
لكن حين نتحدث عن جزيئات أخرى كالأوكساليبلاتين والإيرينوتيكان، أدوية متطورة وفعالة، تبدأ المشاكل. 
هذه الأدوية، وإن كانت فعالة حسب الأدلة العلمية والتوصيات الدولية وحتى المغربية، لا يُذكر سرطان المعدة صراحة في رخص تسويقها الأصلية (AMM) الصادرة منذ سنوات.
 عقلية بيروقراطية عقيمة 
  بما أن الأدوية المعنية أصبحت جنيسة (génériques)، ولم يعد للشركات الأصلية مصلحة اقتصادية في تحديث ملفاتها، يبقى الوضع جامداً.
السوق المغربي لسرطان المعدة ضيق، والإجراءات الإدارية لتوسيع AMM معقدة ومكلفة، مما يجعل الشركات تُعرض عن ذلك.
والنتيجة؟ مريض يُوصف له بروتوكول معترف به عالمياً، لكنه يُجبر على شراء أدويته من ماله الخاص، وسط صمت مؤسساتي مزمن.
 CNOPS... نافذة أمل سابقة؟ 
في المقابل، كانت CNOPS أكثر مرونة، واعتمدت على المعايير العلمية بدلاً من النصوص الحرفية.
 فكان الطبيب المختص قادراً على الدفاع عن بروتوكوله العلمي والحصول على تغطية العلاج، حتى لو كان خارج AMM.
"مع CNOPS والمكملات التأمينية الأخرى، لم تكن هناك مشاكل"، يؤكد العديد من الأطباء الإختصاثيين في السرطان. 
 لكن بعد اندماج CNOPS مع CNSS ، *هل  ما زالت هذه المرونة قائمة ؟ 
 أم طغى منطق البيروقراطية ؟ السؤال يطرح بإلحاح .* 
 إصلاح ضروري، وبأقصى سرعة 
ينبغي على وزارة الصحة و CNSS تبني مسطرة استثنائية تُجيز تغطية الأدوية الجنيسة، اعتماداً على التوصيات العالمية والتجربة السريرية المغربية.
كما أن فتح حوار جاد بين CNSS والأطباء والمختبرات يمكن أن يفضي إلى آليات تغطية أكثر عدلاً، تراعي الواقع العلاجي بدل الجمود الإداري.
حتى ذلك الحين، يظل مرضى سرطان المعدة في المغرب ضحية مفارقة صارخة: علاج فعّال معترف به، ولكن غير مغطى.
متى تنتهي محنة المرضى المصابين بسرطان المعدة ؟ سؤال موجه إلى وزير الصحة والرعاية الإجتماعية.