في زمن صاخب بالزيف، يصبح الحق طريقا موحشا، لا يسلكه سوى أولئك الذين آمنوا ولا زالوا بأن الكرامة لا تقايض، وأن الصمت في حضرة الظلم جريمة. يدخل البعض المعترك العام بدافع الإصلاح، حاملين آمالًا عريضة، وأحلاما تلامس السماء. لكن بعض المنابر و بدون ذكرها، حين تدار بقلوبٍ ميتة، تصبح مقصلة، لا ميدانا للعدل.
كم من روح صادقة اغتالتها الخيبات، لا لأنها فشلت، بل لأنها أبت أن تنجرف في مستنقع التنازلات....
يهاجمها الجميع: المتخاذل الذي يبرّر، والمنافق الذي يزين، والمجتمع الذي نسي كيف ينصف. ثم حين تنهار جدران المعارك العامة، تمتد النيران إلى الحياة الخاصة، فتحترق التفاصيل الصغيرة، وتترك الأرواح تمشي فوق رماد الأمل.
يهاجمها الجميع: المتخاذل الذي يبرّر، والمنافق الذي يزين، والمجتمع الذي نسي كيف ينصف. ثم حين تنهار جدران المعارك العامة، تمتد النيران إلى الحياة الخاصة، فتحترق التفاصيل الصغيرة، وتترك الأرواح تمشي فوق رماد الأمل.
لا أحد يصافح الأيادي النظيفة في نهاية الطريق، فالناس يُدصفّقون للمنتصر، لا للمخلص. يجرح أصحاب المبادئ بألسنة من باعوها، ويدان الطاهر لأنه لم يجد يوما لغة السوق.
لكن رغم ذلك، يبقى الحق طريقا لا يعرفه إلا القادرون على تحمل العزلة. أولئك الذين لم يبيعوا قناعاتهم، ولم يغلقوا قلوبهم رغم الجراح. فلا تذكر أسماؤهم في الكتب ولا بتلك المنابر عنوة، لكن التاريخ يعرفهم... وسيعرفهم جيدا.
يعرفهم جيدًا.
يعرفهم جيدًا.
