تشرع جريدة "أنفاس بريس" في نشر حلقات تهتم بمجال التربية والتكوين، من إنجاز فاطمة الزهراء حجي وهي أستاذة وكوتش مدرسي تخصص توجيه مدرسي، ولديها دكتورة في علم النفس المعرفي.
الحلقة الأولى: التربية؟
تعد كلمة التربية سواء لغة أو اصطلاحا من أصعب الكلمات و أعمقها!. لذلك ارتأيت بحكم عملي وتجربتي المتواضعة في ميدان التربية و التعليم أن أطلق على هذا العمود اسم :الركن التربوي .
إننا اليوم في أمس الحاجة لفهم واع لهذه الكلمة ومسح الغبار عن التربية عموما والقيم خصوصا وذلك لإزالة شوائب الزمن و إيقاف نزيف المبادئ والأخلاق والانضباط و الجدية سواء داخل الأقسام المدرسية والبيوت أو خارجها.
وسيخصص هذا الركن لتدارس وشرح و تحليل العديد من المواضيع الآنية والتي لها صلة مباشرة بالشأن التربوي والتعليمي رغبة في إيصال المعلومة للتلاميذ والطلبة وأولياء الأمور وكل الفاعلين والشركاء في العمليتين التربوية والتعليمية التعلمية.
لا لشيء سوى للرقي بالمنظومة و الخروج من ظلام ظامس وحلكة جعلت الممارسة اليومية شيئا صعبا، إن لم نقل عسيرا بالنسبة للأغلبية الساحقة، وهذه نتيجة علمية من أرض الواقع استنادا للجلسات التي أقوم بها والدورات التكوينية للأساتذة وحتى دورات التوجيه والكوتشينغ المدرسي للتلاميذ. إضافة إلى نتائج ملاحظاتي وعملي مع عدة حالات في القسم تحت طلب أسرهم أحيانا أو الإدارة التربوية أحيانا أخرى.
إننا اليوم وفي عصر الذكاء الاصطناعي السريع لم تعد لدينا فرصة التفكير والتحليل والتريث في اتخاذ القرارات السليمة لأن واقع القطاع يجبرنا على التصرف بسرعة، ولكن بحكمة أي أن كل الشركاء و الفاعلين في القطاع بشكل مباشر أو غير مباشر يجب أن يعوا أن التلميذ /الطالب هو مركز الاهتمام و محور العملية و أن كل البرامج والمناهج يجب أن تكون ملائمة لكونه ابن جيل IA أو جيل Z فلا يمكن أن ندرس اليوم بمناهج الثمانينيات أو التسعينيات من القرن الماضي، بل من حق الطفل أو المراهق أن يكون شريكا فعالا في بناء تعلماته لا متلقيا منهارا غير مكثرت بما يتلى عليه !.