
في إطار احتفالاتها المستمرة بالذكرى الخمسين لتأسيسها، ووفاء لالتزامها بنشر الثقافة وتعزيز مكانة الإبداع الأدبي، نظم فرع الرباط التقدم لجمعية الشعلة للتربية والثقافة أمسية شعرية موسيقية بمناسبة اليوم العالمي للشعر، وذلك بحضور نخبة من الشعراء والزجالين والفنانين، الذين أضفوا على الأمسية طابعا خاصا من الجمال الفني والتعبير الإبداعي الراقي.
عرفت الأمسية مشاركة أسماء شعرية وزجلية لامعة، حيث أبهرت الشاعرة المتألقة مليكة المعطاوي الحضور بكلماتها العذبة، بينما قدم الزجال المبدع مصطفى العبريدي قصائد تميزت بعفويتها وعمقها الشعبي. وأطلت الشاعرة البهية ريحانة بشير بإلقاء شاعري يحمل بصمة وجدانية خاصة، فيما أمتع الشاعر الزجال الجميل التيجاني الدبدوبي الجمهور بإبداعاته الزجلية القريبة من روح الحياة اليومية. كما تألقت الزجالة فاطمة كيناني في تقديم قصائد زجلية حملت في طياتها صورا شعرية معبرة عن التنوع الثقافي المتماهي مع جمال الصور المجتمعية.
لم تقتصر الأمسية على الشعر فقط، بل كانت الموسيقى حاضرة بقوة عبر مجموعة نادي الإبداع بقيادة الفنان حميد العنتير، التي أبدعت في تقديم معزوفات راقية للطرب المغربي الأصيل. كما تألق الفنان الشاب حميد أشنيط بأدائه المتميز للاغاني الطربية المغربية ، بينما ألهبت الفنانة زهيرة مومني الأجواء بأداء كشكول غنائي غيواني أضفى على الأمسية لمسة من التراث الشعبي للظاهرة الغيوانية، وسط تفاعل كبير من الجمهور الحاضر.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد رئيس الجمعية الأستاذ سعيد العزوزي أن هذا الاحتفاء يأتي في سياق دعم الإبداع الأدبي والفني، وتعزيز مكانة الشعر كأداة للتعبير والتواصل بين الأجيال كما أشار إلى أن هذه الأمسية ليست سوى محطة ضمن سلسلة من الأنشطة التي تنظمها الجمعية على المستوى الوطني، ترسيخا لقيم الجمال والإبداع في المشهد الثقافي المغربي في سياق "رمضان الشعلة التقافي".
واختتمت الأمسية بتكريم المشاركين والتقاط صور تذكارية، وسط أجواء احتفالية عبرت عن مدى أهمية الشعر والموسيقى في تشكيل وجدان المجتمع، وعن استمرار جمعية الشعلة في رسالتها الثقافية والتربوية، التي تجمع بين الأصالة والتجديد، خدمة للحركة الثقافية المغربية.