الأحد 16 مارس 2025
جالية

إيطاليا.. كيف تمر أجواء رمضان في ظل تزايد حدة الإسلاموفوبيا

إيطاليا.. كيف تمر أجواء رمضان في ظل تزايد حدة الإسلاموفوبيا من اليمين إلى اليسار:الحسين أيت علا ويونس مشاوي، وبوشعيب خاتمي
لايختلف اثنان على أن الإيطاليين شعب طيب واجتماعي عموماً، فمن وصل إيطاليا أواخر الثمانينات وبداية التسعينيات قد لاحظ أن هذا الشعب يحب قضاء أوقات فراغهم مع الآخرين، والعديد منهم يجتمعون من أجل الدردشة والضحك مع الجميع بمن فيهم الوافدين الجدد على البلاد، إلا أن الأمور تغيرت في السنوات الأخيرة، حيث شددت إيطاليا سياستها تجاه الهجرة مع وصول اليمين المتطرف إلى الحكم بسبب المد العنصري والمتطرف داخل المجتمع، مما جعل لليمين المتطرف حاضنة شعبية كبيرة. ومنعت الحكومة الحالية السفن الإنسانية من الرسو في موانئ البلاد، وسنت قوانين هجرة تشد الخناق على الحرية الدينية.

فكيف تمر أجواء رمضان هذه السنة في ظل حكومة اليمين الحالية؟
بالنسبة لبوشعيب خاتمي رئيس جمعية جسر الوحدة الاجتماعية المغربية الإيطالية "فالأجواء الرمضانية تمر في أحسن الأحوال حيث أننا ننظم سنوياً افطارا جماعياً بحضور عدد من المسؤولين الإيطاليين وكذلك ممثلين للسلطات الديبلوماسية المغربية. وفيما يخص صوم الأطفال الذي يثير الجدل اليوم عبر وسائل الإعلام الايطالي، فإننا نجتهد من أجل الحفاظ على تمسك ابناءنا بدينهم الاسلامي الحنيف وتقاليدهم المغربية العريقة، لكن ما يحز في النفس هم بعض المسؤوليين الجمعويين على الشأن الديني، الذين دخلوا في صراعات شخصية تضر بسمعة المغاربة والمسلمين أمام السلطات الايطالية، وكل ما يروجون من اشاعات عن المساجد أو المراكز الإسلامية سيء لنا جميعا وهدفهم هو الاغتناء".

يونس مشاوي الإطار الصحي والخطيب بجهة الفينيطو الواقعة شمال شرق إيطاليا يقول أن "الجهة تشهد أجواءً رمضانية متميزة حيث يحرص المغاربة على إحياء هذا الشهر الفضيل في أجواء روحانية متمسكين بعادات وتقاليد البلد الأصلي بدءًا ً بمائدة الإفطار التي لا تخلو من الأطباق المغربية المشهورة و مرورا بأداء صلاة التراويح في المراكز الثقافية الإسلامية والمساجد ناهيك عن حضور الدروس الوعظية التي يؤطرها أئمة وواعظون قادمون من المغرب في إطار البعثات العلمية التي ترسلها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشراكة مع الكنفدرالية الإسلامية الإيطالية والتي تُعنى بنشر النموذج المغربي للتدين والذي يتميز بوسطيته وإعتداله. كما أن هذا الشهر المبارك يعتبر مناسبة للجالية المغربية بهاته الجهة لتكريس قيم التضامن والتآزر التي لطالما كان المغاربة من السابقين لها من خلال تنظيم موائد الرحمن حيث يتم تقديم وجبات لعابري السبيل من مختلف أطياف الجاليات المسلمة. بالإضافة إلى كل هذا تفتح المراكز الثقافية الإسلامية والمساجد أبوابها للأصدقاء الايطاليين وسلطات بلد الإقامة وذلك بتنظيم مبادرة الأبواب المفتوحة والتي تعرف إقبالا متزايدا موسما بعد آخر . هاته المبادرة التي تقرب الإيطالي الغير المسلم سواء كان مسؤولا أو مواطنا عاديا تقربه من أجواء رمضان كما تشكل فرصة له لتذوق أصناف شتى من أطباق المطبخ المغربي مما من شأنه أن يزيل هواجس التنافر والخوف التي قد تنتاب العلاقة بين الايطالي والمهاجر بين الفينة والأخرى لأن فن الطبخ يعد قنطرة للتواصل وربط الجسور بين الشعوب والحضارات".

وفي تصريح "أنفاس بريس"، قال رئيس الفيدرالية الإسلامية الحسين أيت علا أن "لمملكتنا الحبيبة مساهمة كبيرة ومهمة في هذا الشهر الفضيل، بحيث توفد مجموعة من القراء والوعاظ والمرشدين خلال شهر رمضان المبارك منذ عدة سنوات، بحيث أصبحت بعثة وزارة الاوقاف ينتظرها عمار المساجد بشوق وتطلع كبير لما تمتاز به من كفاءة فكرية وعلمية وخلقية عالية، تجعل من المساجد مرتعا لضيوف رمضان الأكرم. وهكذا نتقدم بالشكر والتقدير والاحترام لجميع مكونات مملكتنا الحبيبة بقيادة أمير المؤمنين الذي يهتم برعاياه اينما كانوا. لكننا نآخد على الوزارة العشوائية في توزيع الحصص خلال السنوات الاخيرة، حيث لا يراعى فيها الضوابط المرغوب منها وفيها وبالتالي توزع بطرق عشوائية. وهنا عملت الفدرالية الإسلامية -يضيف محاورنا-لجهة الفينطو على تغطية الخصاص الذي تعاني منه المراكز المنضوية تحت لوائها لقضاء رمضان في أحسن الظروف.

ويرى الحسين ايت علا رئيس الفدرالية الإسلامية لجهة الفينطو، انه نظرا للتقسيم غير العادل لثلكم البعثة الدينية فانني الفدرالية في شخص رئيسها تقوم بما يلزم مستعينتا بعلاقاتها لتوفير ائمة آخرين لتغطية الخصاص.

وعلى غرار السنوات الماضية، أوفدت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بعثة مكونة من 272 عضوا، منهم 38 أستاذا جامعيا و39 واعظا حاملا لشهادة الدكتوراه، و44 واعظا حاملا لشهادة الماجستير، و60 واعظا حاملا لشهادة الإجازة، كما سيتكلف 60 واعظا بأداء الخطبة وتقديم حصص لحفظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى 31 إماما مكلفا بصلاة التراويح، وذلك لمواكبة الجالية المغربية بالخارج من خلال الأنشطة الدينية طيلة شهر رمضان.