يبدو أن الأوساط السياسية الإسبانية تعيش حالة من القلق من احتمال دعوة الملك محمد السادس الى مسيرة خضراء جديدة لتحرير الثغور المحتلة من اسبانيا وعلى رأسها مدينتي سبتة ومليلية، مستغلا عودة ترامب على رأس الإدارة الأمريكية، خصوصا بعد اعترافه في ولايته السابقة بمغربية الصحراء. هذا الموضوع طرح بإلحاح في منتدى الاقتصاد الجديد الذي عقد في مدريد، فكان رد رئيس مدينة سبتة المحتلة خوان خيسوس فيفاس عضو الحزب الشعبي، الثلاثاء 4 مارس 2025، إن إمكانية محاولة المغرب" غزو المدينة التي تتمتع بالحكم الذاتي عبر مسيرة خضراء جديدة غير واردة على الإطلاق ".
وقال فيفاس إنه "لا يشعر بالقلق" بشأن احتمال أن " يدعو الملك محمد السادس الى مسيرة خضراء نحو سبتة المحتلة بعد أن أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة ".
وأضاف قائلا : " ليس لدي أي قلق، وأقول هذا بكل صدق، سبتة بعيدة عن أي خطر محتمل للمسيرة الخضراء في مدينتنا ، إن مجرد نقل هذا النوع من الرسائل دون أي أساس من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة معاكسة لما نسعى إليه".
وحذر فيفاس من أن هذه التوقعات تضر "بارتباط السكان بسبتة "، وهو أمر ضروري في رأيه " لخلق مناخ الثقة في المستقبل" الذي تحتاجه المدينة " للتقدم والارتقاء ".
فيما يتعلق بتأخر فتح الجمارك التجارية، رفض فيفاس الإدلاء بأي "تكهنات" عندما سئل عما إذا كان ذلك قد يكون بسبب توقعات المغرب فيما يتعلق بالصحراء المغربية، حيث صرح قائلا : " نحن نعتبر أن العلاقات بين إسبانيا والمغرب هي مسألة دولة، وكنا دائما إلى جانب وزارة الخارجية الإسبانية، بغض النظر عن الانتماء السياسي للوزير المسؤول عن تلك الوزارة.
وأخيرا، دعا إلى نظام جمركي "تقليدي" بلا حدود أو قيود غير تلك التي يفرضها القانون أو القدرات اللوجستية، مؤكدا أن "سبتة لا يمكن أن تعتمد على الجمارك لوضع أسس مستقبلها الاقتصادي"، بل "يجب عليها التركيز أكثر على إسبانيا وأوروبا".
يذكر أن سبتة تعرضت للاحتلال من طرف البرتغال عام 1415، وبعد اتحاد المملكتين الإسبانية والبرتغالية، أصبحت سبتة تحت السيطرة الإسبانية، أما مليلية فبقيت تقاوم جيوش الإسبان حتى سقطت عام 1497 ، في إطار خطة عامة للإسبان والبرتغاليين لمحاصرة أقاليم الغرب الإسلامي واحتلال أراضيه ، ومن تم تحويلها إلى النصرانية عملا بوصية الملكة " إزابيلا " الكاثوليكية المذهب.
بعد استقلال المغرب عام 1956، طالب المغرب بأحقيته في سبتة ومليلية لكن إسبانيا احتفظت بهما.
وقد صادقت الحكومة الإسبانية، عام 1995، على منح الحكم الذاتي لسبتة ومليلية، الأمر الذي رفضته المملكة، مؤكدة أنهما جزء لا يتجزأ من أراضيها.
وتعزيزا لفرض سياسة " الأمر الواقع " زار ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس، في 2007، المدينتين وذلك للمرة الأولى، مما أثار غضبا في المغرب، وتجددت الدعوات باستعادتهما.