الأحد 20 إبريل 2025
اقتصاد

في ذكرى 65 من زلزال 1960.. 16.8 مليون درهم لتأهيل السّاحات التذكارية لأكادير

في ذكرى 65 من زلزال 1960.. 16.8 مليون درهم لتأهيل السّاحات التذكارية لأكادير يهدف هذا التأهيل إلى إبراز هذه الفضاءات بعد تعرضها للعديد من التدهور والاندثار
أوكلت شركة التنمية المحلية "أكادير سوس-ماسة تهيئة" مشروع تأهيل الساحات التذكارية لزلزال 1960 في أكادير، تزامنًا مع الذكرى الـ 65 لهذا الحدث الأليم، التي ستحل في 29 فبراير 2025، بميزانية تصل إلى 16.8 مليون درهم، والتي ستخصص لإعادة تأهيل هذه الساحات، حيث تم رسميًا إسناد الأشغال بعد إغلاق طلب العروض في 11 فبراير الماضي.
 
وبحسب المعطيات التي حصلت عليها "أنفاس بريس"، يشمل المشروع تأهيل عدة ساحات، منها ساحة سينما "ريالطو"، وساحة "ولي العهد"، بالإضافة إلى ساحة "فندق المدينة" المقابلة لجماعة أكادير والسوق المركزي.
 
ويهدف هذا التأهيل إلى إبراز هذه الفضاءات بعد تعرضها للعديد من التدهور والاندثار، وهو ما سيعزز الجاذبية السياحية لأكادير، ويحيي التراث المعماري لأكادير قبل وبعد الزلزال ، كما سيسهم في تعزيز جاذبية المدينة، خاصة في سياق السياحة الحضرية المتنامية. 
 
ويأتي هذا القرار بعدما استقبلت المدينة، التي تلقب بأنها "عاصمة وسط المملكة، في عام 2024 أكثر من 1.377 مليون سائح، مما أسفر عن 5.914 مليون ليلة مبيت في المؤسسات السياحية المصنفة.
 
وموازاة مع هذه المشاريع، ما تزال العروض المتحفية في انتظار التفعيل ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، خاصة في محوره الخامس المتعلق بالترويج الثقافي وصون التراث.

ومن بين المشاريع المرتقبة، متحف إعادة إعمار أكادير، وهو مشروع يعكس الذاكرة الجماعية للمدينة بعد زلزال 1960. ويقع المتحف في مبنى بنك المغرب القديم، وهو من بين البنايات القليلة التي صمدت أمام الزلزال. يعود تاريخ هذا المبنى إلى عام 1950، والذي صممه المعماري فرانسوا لويس لماريه (1902-1996). أما عملية ترميمه، فقد أوكلت إلى المهندس المعماري رشيد الأندلوسي، بعدما تولت شركة "Bouillon de culture" مهام الهندسة الثقافية، بينما أُسندت أعمال السينوغرافيا إلى استوديو Adeline Rispal.
 
وإلى جانب هذا المشروع، يضم برنامج التنمية الحضرية لأكادير مشاريع ثقافية أخرى، من بينها متحف تيميتار، الذي لا تزال أشغاله جارية، ومشاريع أخرى لتعزيز التراث المحلي في إطار الحفاظ على الذاكرة المحلية، حيث يجري بناء متحف أمازيغي جديد خلف جدار الذكرى في أكادير. 
 
وسيشمل المشروع تهيئة ساحة الذكرى، حيث يوجد النقش الشهير لخطاب الملك محمد الخامس عقب الزلزال، والذي جاء فيه: لئن حكمت الأقدار  بخراب أكادير، فإن بناءها موكول إلى إدارتنا وقوة إيماننا، حيث يظهر هذا التصريح منقوشًا بخط عربي على جدار خرساني صممه المعماري كلود فردوغو عام 1968، بهدف الحد من التشوهات المعمارية في مباني أكادير التي تعود لفترة ما بعد الزلزال، وبلورة مخطط لحماية التراث المعماري لوسط أكادير، تم اعتماد مخطط قطاعي لحماية المركز الحضري والمناطق السياحية والساحلية، حيث أنه من ذي قبل لم تكن هناك أي وثيقة تنظيمية تحمي هذا التراث، غير أن المخطط الجديد يهدف إلى الحفاظ على المنطقة الأساسية للتراث التي تم إنشاؤها في إطار المفوضية العليا لإعادة إعمار أكادير (HCRA).
 
وجرى حصر المباني ذات الأهمية التاريخية والثقافية والمعمارية، والتي يزيد عددها عن 80 موقعًا، في فئتين. الأولى المباني التي نجت من زلزال 29 فبراير 1960، والثانية المباني التي شُيدت بعد تأسيس المفوضية العليا لإعادة إعمار أكادير. هذه الفئة الأخيرة تتطلب حماية خاصة، إذ تضم أعمالا معمارية بارزة تعود إلى فترة إعادة إعمار المدينة،والتي ساهم فيها عدد من المهندسين المعماريين، خصوصًا من المدرسة الحداثية، ومن بينهم "إيلي أزاغوري" و"ميشيل إيكوشار"، و"مراد بن مبارك"، و"هنري تاستمان"، و"جان فرانسوا زيفاكو"، و"باتريس دي مازيير"، و"عبد السلام فراوي"، و"لويس ريو"، و"أرمان أمزالاغ". وتتركز معظم هذه المباني في وسط المدينة، حيث جرى تشييدها بين 1963 و1973، ما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من هوية أكادير المعمارية.