تقول إحدى النكت الشعبية إن مسؤولا حكوميا التقى شابا في مراكش، فسأل المسؤول هذا الشاب: "فين خدام آولدي؟"، فرد عليه الشاب: "خدام في المرسى تاع مراكش".
فغضب المسؤول من رد الشاب وقال له: "واش تتسطا عليا؟ واش مراكش فيها شي مرسى؟"، فأجابه الشاب بكل ثقة: "واش كاينة أصلا شي خدمة في مراكش؟".
هذه النكتة تنطبق حاليا على القضية التي فجّرت مواقع التواصل الاجتماعي، والمتعلقة بقضية الشاب عبد الإله الذي باع السردين في مراكش بثمن منخفض جدا وغير مسبوق، وهو الثمن الذي لا يوجد حتى في أشهر المدن الساحلية التي تضم الموانئ وتعج بالسردين، فكيف بمدينة داخلية مثل مراكش، حيث يتم جلب السردين من آسفي أو أكادير أو بوجدور؟
أحمد العلوي، رئيس جمعية المصدرين، أكد في تصريح لـ"أنفاس بريس" أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يباع السردين بخمسة دراهم للكيلوغرام، إذ أن عملية حسابية بسيطة تبيّن أن سعر الكيلوغرام قبل خروجه من الميناء هو 10 دراهم، حيث يبلغ ثمن صندوق يحتوي على 23 كيلوغرامًا حوالي 230 درهمًا في بعض المدن.
وأضاف أحمد العلوي: "من غير المعقول أن يكون ثمن السردين بهذا السعر المنخفض، فهذا الأمر يستدعي فتح تحقيق من قبل السلطات، لأن المسألة تثير الكثير من الاستغراب والدهشة، إضافة إلى ضرورة التأكد من جودة هذا السردين الذي لا يمكن أن يكون سعره بهذا الشكل".
الرأي نفسه عبر عنه أحد المهنيين، الذي رفض الكشف عن اسمه، مؤكدًا أنه من غير المنطقي أن يباع السردين بهذا السعر في هذه الظرفية. وقال:"إن التفسير الوحيد لهذا السعر، هو أن التاجر ربما يخسر في بيع السردين لتعويض ذلك بزيادة أسعار الأسماك الأخرى، إذ من غير ذلك يصعب فهمه أو استيعابه، خاصة أن منتوج السردين في هذه الفترة قليل جدا بسبب فصل الشتاء، حيث يكون هذا النوع من السمك نادرا في ظل الظروف المناخية القاسية."
وللإشارة فمنذ سنوات طويلة لم ينزل ثمن السردين في الأسواق الشعبية إلى خمسة دراهم للكيلو الواحد، ويبلغ ثمنه في أحسن الأحوال سعر 12 درهما في بعض الأسواق وفي بعض الأحيان.
وأمام هذا الجدل يبقى الرأى العام تائها بسبب لجوء السلطات إلى الصمت لتوضيح حيثياث هذا الملف، الذي أصبح حديث العام والخاص، سيما مع قرب رمضان الذي يكثر فيه استهلاك السردين من قبل العديد من المواطنين.