السبت 22 فبراير 2025
خارج الحدود

الصادق العثماني: خبر إلغاء شهادة " حلال " في أمريكا لا أساس له من الصحة

الصادق العثماني: خبر إلغاء شهادة " حلال " في أمريكا لا أساس له من الصحة الصادق العثماني وشهادة "حلال" بالولايات المتحدة الأمريكية
يروج في الشبكات الاجتماعية خبر كاذب مفاده أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية قامت بإلغاء ما يسمى بشهادة " حلال " أي الذبح طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية، وبالتالي فمع هذا الإلغاء أصبحت مطاعم ماكدونالدز وكنتاكي وفرايد تشيكن وبيتزا هت وغيرها غير حلال بحسب الإشاعة، مشيرا بأن مجلس القضاء الإسلامي قام بإلغاء الشهادة المقدمة من المطاعم المذكورة.

وفي رده على هذه الشائعة، قال الشيخ الصادق العثماني مدير الشؤون الدينية في اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل والباحث والخبير في شؤون الأغذية الحال بدول أمريكا اللاتينية إن الخبر المذكور نشر منذ ثلاث سنوات، مضيفا بأن الأمر يتعلق بإشاعة كاذبة لا أساس لها من الصحة، والدليل على ذلك هو أنه لا يوجد في أمريكا " مجلس القضاء الإسلامي " فأمريكا ليست دولة إسلامية، مشيرا بأن مجلس القضاء الإسلامي يوجد بجنوب إفريقيا وهو مؤسسة غير رسمية فهو عبارة عن جمعية تعنى بشؤون المسلمين هناك،  مضيفا بأن تأسيس جمعية إسلامية لا يخول التحكم في القضاء في البلدان العلمانية، علما أن هناك قضاء مدني يفصل في جميع الأمور سواء تعلق الأمر بالمسلمين أو اليهود أو المسيحيين..

وأوضح الصادق العثماني أن أصحاب هذه الشائعة لهم أهداف من نشر هذه الشائعات، وخاصة مع وجود منافسة بين الشركات " الحلال " ، كما أن إغلاق إحدى الشركات " الحلال " قد يدفع صاحبها الى خلق بلبلة وسط المسلمين  لإلحاق الضرر بباقي الشركات انتقاما لتضرره من إغلاق شركته التي تنتج الحلال، مضيفا بأن ورقة شهادة " الحلال " تحولت في البلدان الأوروبية الى ورقة تجارية تدر الملايين من الدولارات ؛ علما أن هناك عدد قليل من المؤسسات الإسلامية المعتمدة لإصدار شهادة "حلال" في أمريكا الشمالية والجنوبية وفي مقدتهم مؤسسة " فامبراس حلال " في البرازيل،  وهي مؤسسة معتمدة من هيئة المقاييس الحلال بدول مجلس التعاون الخليجي، ومن جميع دول العالم الإسلامي، خلافا لبعض الجمعيات الإسلامية البسيطة التي تقوم بطباعة شهادة "حلال " وتشرع في التواصل مع الشركات لتسليمهم شهادة " حلال " بثمن متفق عليه، علما أن هذه الجمعيات غير معتمدة من مؤسسات الاعتماد في مجلس التعاون الخليجي ودول العالم الإسلامي، كما  لا تتوفر على مدققين شرعيين وتقنيين ولا على مشرفين، مؤكدا بأن شهادة " الحلال " اليوم وفي كثير من الدول الغربية أصبح يتلاعب بها أصحاب الضمائر المريضة الذين يبتغون الربح السريع، وهذا ما يفسر بروز هذه الشائعات بين الفينة والأخرى من طرف أشخاص لهم مصالح في نشر هذه الشائعات من أجل ضرب الخصوم في الميدان الذين فشلوا في المنافسة الشريفة معهم؛ لهذا ينبغي على مؤسسات الاعتماد في دول العالم الإسلامي أن تكون صارمة مع هؤلاء الغشاشين الكذابين الذين جعلوا من شهادة  "حلال" المزورة تجارة مربحة يدرون من خلالها أموالا طائلة .