الخميس 6 فبراير 2025
فن وثقافة

عبد اللھ دكدوك: محمد ادارغة اشراقة الفكر وسيماء الابداع

عبد اللھ دكدوك: محمد ادارغة اشراقة الفكر وسيماء الابداع الشهادة  بمناسبة استضافة محمد إدارغة في أولى حلقات برنامج "قراءة في نهج سيرة ناقد"
إلى القاص والناقد والبيبليوغرافي المغربي ابن الدخيسة البار مربي الأجيال الأستاذ محمد إدارغة بمناسبة تكريمھ حيث اجتمع أهل التخصص للاحتفاء بھ وبإسهاماتھ الرائدة في مجالات اشتغالھ واهتماماته.
 بداءة اقول محمد ادارغة او وسيماءالإبداع  زاوية النور في نقدنا المغربي العربي الحديث  
- محمد ادارغة البصمة التي تتشكل من  تداخل الكلمات والأفكار ومن أسلوبھ الذي لا يشبھ أحدا سواھ كتابة تحليلا نقدا او من خلال مساھمته في كل لقاء فكري يجريھ ھنا او ھناك.
 محمد ادارغة وسيماء لا تخطئها العين إنھ ليس مجرد كاتب بل هو روح تتنفس من بين السطور تحمل معها شحنة من التأمل والعمق في كتاباتھ التي تدعو دائما القارئ للغوص في عوالمھ الجديدة .
أعود فاقول انھ في حالة ذ.محمد إدارغة  فهذھ الوسيماء لا تقتصر على مجرد سرد أو تحليل بل تتجاوزها لتصبح رسالة حية تنبض بالفكر المستنير فكل حرف يخطھ ليس إلا انعكاسا لفكر ثري ووعي عميق يبحث عن التفسير والنقد والتأصيل  ليبقى الرجل تجسيد في كل لقاء علمي في كل كتاب وفي كل فكرة يطلقها معلنة عن حضور الإبداع بأبهى صور حيث الفكر يتناغم مع الأسلوب ويكتمل التأثير في كل زاوية من الزمان والمكان .
لكل ھذا اقول ان محمد ادارغة ھو قدرة على تحويل المعرفة إلى فعل والفكر إلى أثر والإبداع إلى مدرسة تفتح الأبواب أمام أجيال من الباحثين والمبدعين ليواصلوا الرحلة التي بدأها ھذا المعطاء  ليظل اسمھ محفورا في ذاكرة الثقافة والمعرفة. 
إن سيرتكم العطرة وخصالكم النبيلة كرجل مخلص ومؤمن بقيم العلم والثقافة تجعل منكم شخصية نموذجية تضيء لنا الدرب فلا يمكن للدارس أو القارئ أن يقتصر في الحديث عنكم على تخصص واحد بل نجد فيكم تنوعا غنيا ومشارب متعددة تمنح الباحثين والنقاد فسحة كبيرة لتوسيع افاقهم الفكرية وتأصيل أفكارهم وذلك بفضل تبحركم العميق في النقد والسرد والبيبليوغرافيا.
إنھ لشرف كبير لي أن أكون من متابعي مسيرتكم المبدعةالرائدة فما زرعتموھ في نفوسنا من تفان في العمل وصدق في التعبير لا يمكن أن ينسى.. لقد كنت وما زلت مثالاحيا للإبداع في نقدك الذي يتسم بالرصانة وسردك الذي ينساب كالنهر وبحثك الذي يكتنز بالمعرفة ويغذي العقول.
إن تجربتك على مر السنوات كانت ولا تزال مصدرا للإلهام لنا جميعا فقد خصصت لجهادك الفكري مكانا  داخل اصدار  الدليل الانطولوجي على صفحتي علم  من الرقمي إلى الورقي او حيث استضفتك مرارا على صعيدي الواقعي ووسائط التواصل الاجتماعي كما كان لي الشرف بأن أنشر ملفات كاملة حول تجربتك وحضورك الوازن من خلال كتاباتي عنك على صفحات جريدة الامة والشعب جريدة المنعطف -المناضلة- الورقية وكنت محط إعجاب الجميع في برنامج حديث الثلاثاء  كما أظهرت برامجنا المختلفة  في لقاءاتھ معك كيف أن النقد الحقيقي هو الذي يستند إلى أسس علمية وفكرية راسخة.
لقد كنت في أثناء الجائحة (كورونا) مثالا  للثبات الفكري حيث تم استضافتك عن بعد كاحد أعمدة الفكر الإبداعي في سلسلة من اللقاءات التي نظمتھا على صفحتي علم وقد استحققت التكريم عن جدارة من خلال صالون دكدوك الأدبي ونحن نرى اليوم أن اسمك يستدعى في العديد من المناسبات سواء كمسير ضيف أو مكرم.
ولا يفوتني هنا أن أُحيي الجهة التي تعمل جاھدة على تكريمك فھي بھذا الفعل السلوكي الاخلاقي  أظهرت على معدنھا الحقيقي .. ووفاءها للعلم والإبداع كما أستذكر دائما مقولتك الشهيرة -اللي هضر يرعف- وهي جملة قصيرة تحمل في طياتها عمقا فلسفيا عبارة عن  دعوة إلى مقارعة الفكر بالفكر والمعرفة بالفهم الى حدود الاستفزاز .
إن محمد إدارغة ليس فقط ناقدا متمكنا من أدواتھ النقدية واللغوية  بل هو قاص بصفات العظماء وبيبليوغرافي متمرس يسعى لتوثيق ما قد يضيع من المعرفة مع مرور الزمن وأشهد أن لقاءاتي بك كانت دروسا لا تنسى تعلمت منها الكثير ..الكتير..الكتير  وكل لحظة قضيتها في حضرة فكرك كانت خطوة نحو الارتقاء والتعلم.
ختاما أتوجھ إليك بتهنئة صادقة استاذ الأجيال على ما قدمتھ وتقدمھ ودمت منارة علم ومعرفة مفخرة لهذا الوطن ولأهله.
وفقك اللھ وأدامك في خدمة العلم والإبداع.