الاثنين 10 فبراير 2025
مجتمع

علي لطفي: سكان المناطق الجبلية يعانون الإهمال والتهميش وسط ظروف معيشية قاسية

علي لطفي: سكان المناطق الجبلية يعانون الإهمال والتهميش وسط ظروف معيشية قاسية علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة
أكد علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، أن سكان المناطق الجبلية والنائية في المغرب يعانون من تهميش مستمر وظروف معيشية قاسية على مدار العام، خاصة مع ارتفاع معدلات الفقر في هذه المناطق. وأوضح لطفي أن هذه المناطق تواجه عزلة شديدة نتيجة انعدام الطرق والمسالك الآمنة وغياب الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم، مما يتفاقم مع توالي سنوات الجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية وأعلاف الماشية والحطب المستخدم للتدفئة خلال فصل الشتاء.

وأضاف لطفي أن سكان هذه المناطق غالباً ما يجدون أنفسهم محاصرين أثناء تساقط الثلوج والفيضانات، حيث تصبح إمكانية الوصول إلى الأسواق أو المستوصفات شبه مستحيلة، ما يؤدي إلى انقطاع الأطفال عن الدراسة وحرمان السكان من الحصول على حاجياتهم الأساسية. وأشار إلى أن الأطفال يعانون من سوء التغذية والبرد القارس، في حين تواجه النساء الحوامل مخاطر صحية كبيرة نتيجة صعوبة التنقل إلى المستشفيات أو دور الولادة، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات وفيات النساء الحوامل والأطفال الرضع في هذه المناطق النائية.

وأشار لطفي إلى غياب المستشفى المتنقل، الذي كان مخصصاً لتقديم الرعاية الصحية في المناطق الجبلية، رغم كلفته التي بلغت عشرة مليارات سنتيم، مما يعكس غياب استراتيجية وطنية شاملة لفك العزلة وتوفير الخدمات الأساسية في هذه المناطق. وأكد أن الحلول الارتجالية التي تعتمدها الجهات المختصة، مثل توزيع المؤن والأغطية في آخر لحظة، غير كافية لمواجهة الظروف القاسية التي يعيشها السكان.

وفي سياق حديثه عن إعادة إسكان المتضررين من زلزال الحوز وتارودانت وشيشاوة، أشار لطفي إلى استمرار معاناة العديد من الأسر التي تعيش تحت الخيام في ظروف غير إنسانية، وسط البرد والصقيع وسوء التغذية، نتيجة ضعف التخطيط والتنفيذ من طرف الجهات المعنية.

واختتم لطفي بالدعوة إلى تبني استراتيجية وطنية شاملة لتحسين أوضاع سكان المناطق الجبلية والنائية، تشمل: تحسين البنية التحتية وتعبيد الطرق،وبناء مدارس ومراكز صحية ومساكن مقاومة للبرد، العمل على توفير خدمات صحية وأمن غذائي متكامل. ودعم الأنشطة الزراعية الملائمة للبيئة الجبلية، بالإضافة إلى استثمار في مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية والريحية. مشددا على أن تنفيذ مثل هذه التدابير سيسهم في تحسين الظروف المعيشية لهذه الفئات المهمشة وتحقيق العدالة الاجتماعية.