في زمن انقلبت فيه الموازين، وصار الوهم يُسوّق كحقيقة، نشهد اليوم تسلل واضح لفئة جد محدودة من مجتمعنا... والتي يمكن ان نسميها سفهاء الغفلة... إلى مواقع القيادة بحيث تُرفع أصواتهم بسبق اصرار وترصد معلنة فكرة تواجدها بتعنت ثم بالادعاء والتفاخر... بعض من الكل اصبح دو شان و حكمة طال تنعتهم غير انه واحد الساعة أفعالهم لا تعكس سوى قصر النظر وضيق الأفق. قد يقودون الشعوب لكن ليس نحو التقدم، بل نحو الهاوية، مستغلين ضعف الوعي السياسي وهشاشة النظام الرقابي، ومتسترين وراء شعارات رنانة تُخفي وراءها رائحة الفساد التي تفوح قبل أوانها، معلنة عن كوارث قادمة قد لا يُحمد عقباها.
ما نراه اليوم ليس مجرد أخطاء عابرة، بل إشارات مقلقة تنذر بخطر سياسي يلوح في الأفق.
الوعي السياسي يا سادة قد اصبح ناضجة عكس ما تبدو عليه الامور، منا يعني اننا على مشارف تجربة سياسية جديدة.
ورغم أن فكرة التجديد التي كانت محورا اساسيا ومصطلحا رنانا كان يلوح به اخواننا المناضلون في خطاباتهم السياسية وهنا اتحدث عن كل الفرق السياسية، قد يكون فرصة للأمل من المراحل الأولى لما قبل انتخابات 2021، إلا أن الصبر قد نفد واصبحت النواقيس تُدق منذ الآن، مُعلنة عن خلل عميق، حيث انه قد تُدار الأمور بنفس الأدوات القديمة وبنفس العقول التي أثبتت ولا تزال تثبث فشلها.
ما لا يمكننا نكرانه هو ان الفراغ السياسي يُملأ عادة إما بالحكماء، وإما بالسفهاء. لكن حين تتراجع النخب الحقيقية، وتُقصى العقول الرشيدة عن مواقع التأثير، لا يبقى إلا الفراغ الذي يملؤه المتسلقون الذين لا يجيدون سوى تكرار الشعارات الجوفاء. هذا الوضع يضعنا أمام تحدٍ كبير: إما إفساح المجال أمام النخب الواعية، وإما ترك الساحة فارغة لمن لا يملكون رؤية ولا مشروعًا.
الوعي السياسي يا سادة قد اصبح ناضجة عكس ما تبدو عليه الامور، منا يعني اننا على مشارف تجربة سياسية جديدة.
ورغم أن فكرة التجديد التي كانت محورا اساسيا ومصطلحا رنانا كان يلوح به اخواننا المناضلون في خطاباتهم السياسية وهنا اتحدث عن كل الفرق السياسية، قد يكون فرصة للأمل من المراحل الأولى لما قبل انتخابات 2021، إلا أن الصبر قد نفد واصبحت النواقيس تُدق منذ الآن، مُعلنة عن خلل عميق، حيث انه قد تُدار الأمور بنفس الأدوات القديمة وبنفس العقول التي أثبتت ولا تزال تثبث فشلها.
ما لا يمكننا نكرانه هو ان الفراغ السياسي يُملأ عادة إما بالحكماء، وإما بالسفهاء. لكن حين تتراجع النخب الحقيقية، وتُقصى العقول الرشيدة عن مواقع التأثير، لا يبقى إلا الفراغ الذي يملؤه المتسلقون الذين لا يجيدون سوى تكرار الشعارات الجوفاء. هذا الوضع يضعنا أمام تحدٍ كبير: إما إفساح المجال أمام النخب الواعية، وإما ترك الساحة فارغة لمن لا يملكون رؤية ولا مشروعًا.
إن من أكبر الأخطاء التي ترتكبها الدول هو تجاهل النخب الحقيقية وإقصاؤها من مواقع القرار. هذه النخب ليست بالضرورة من الذين يبحثون عن السلطة، بل هم عقول تمتلك الكفاءة، والخبرة، والقدرة على تقديم حلول. ومع ذلك، نراهم مبعدين، في حين تُمنح المناصب لمن لا يمتلكون لا كفاءة ولا نزاهة. اليوم، ومع التجربة السياسية الجديدة التي تلوح في الأفق، بات من الضروري إعادة الاعتبار للنخب، ليس فقط كضرورة إصلاحية، بل كحاجة وجودية. فالدول التي تترك سفهاءا يقودونها، لن تواجه سوى المصير المحتوم وهو أزمات سياسية على الافق واضطرابات اجتماعية ثم تراجع اقتصادي لا مفر منه...
قد يقول البعض إن الزمن كفيل بتصحيح المسار، لكن الحقيقة هي أن الزمن وحده لا يصنع التغيير، بل هو التدخل الواعي، واستثمار الطاقات الحقيقية، وتمكين النخب من قيادة المشهد. فالزمن الذي يُهدر في منح الفرص للسفهاء هو زمن ضائع، لا يُستعاد إلا بثمن باهظ. في ظل هذه المعادلة، لا بد من فتح المجال أمام أصحاب الكفاءة، ودعمهم سياسيًا وإعلاميًا، وتحييد المناصب السيادية عن لعبة الولاءات الشخصية. لقد أصبح واضحًا أن المجاملة والمحسوبية لا تبني دولة، بل تُغرقها في مستنقع الأزمات.
ربما يكون التعبير قاسيًا، لكن رائحة الجيف لا تخطئها الأنوف، فهي إشارة إلى وجود فساد عميق بدأ في التحلل قبل أن ينكشف للعيان. اليوم، وقبل أن تبدأ التجربة السياسية الجديدة، بدأت رائحة الفساد السياسي تفوح قبل أوانها، مما يدفعنا إلى التساؤل: هل نستمر في تجاهل الإشارات التحذيرية؟ او هل نعوّل على المصادفة كي تُصلح الأخطاء؟ أم نتخذ خطوات جادة لتصحيح المسار، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان؟
لا يكفي أن نلاحظ المشكلات، بل يجب التحرك قبل انفجار الأزمات. هذه الروائح ليست سوى إنذار مبكر، وإذا لم تتم معالجتها، فإن التحلل سيطال جميع مكونات المشهد السياسي. يا من بيدكم السلطة، لا تخطئوا الحساب. لا تتركوا النخب الحقيقية خارج اللعبة السياسية. فالعقول المخلصة قد تُقصى اليوم، لكنها لن تبقى صامتة إلى الأبد، والشعوب قد تصبر، لكنها لا تنسى، كما أن الحقائق ستطفو على السطح، مهما طال زمن التعتيم.
لا أمان في تجربة سياسية جديدة يُديرها سفهاء، بينما يتم إقصاء الحكماء. لا يمكن لدولة أن تُبنى على الأكاذيب، ولا يمكن لنظام أن يستمر إذا كان قائمًا على التزييف. المستقبل يحتاج إلى عقول حقيقية، إلى كفاءات تؤمن بالعمل الجاد، لا إلى متسلّقين يطاردون المناصب دون مشروع ولا رؤية... نحن لسنا ضد المناصب وتولتها لاي كان لكننا ضد اللعب بمستقبل بلدنا الذي بات يستنجد...
إننا في لحظة مفصلية، حيث كل الخيارات مطروحة: إما أن نصحح المسار اليوم او نواجه عواقب كارثية غدا..
إنقاذ المستقبل السياسي لا يكون بانتظار المعجزات بل بتبني خيار واضح: الاقصاء من مواقع القيادة، فتح المجال للنخب والكفاءات ثم محاسبة المتورطين في الفساد قبل أن تزداد رائحة الجيف نفورًا.
إنقاذ المستقبل السياسي لا يكون بانتظار المعجزات بل بتبني خيار واضح: الاقصاء من مواقع القيادة، فتح المجال للنخب والكفاءات ثم محاسبة المتورطين في الفساد قبل أن تزداد رائحة الجيف نفورًا.