الاثنين 25 نوفمبر 2024
خارج الحدود

الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على مسؤول جهادي من تمبكتو

الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على مسؤول جهادي من تمبكتو كان المسؤول الجهادي من أعضاء جماعة "أنصار الدين" الجهادية التي سيطرت على تمبكتو لقرابة سنة (رويترز)
قضت المحكمة الجنائية الدولية الأربعاء 20نونبر 2024 بسجن مسؤول جهادي مالي كان رئيسا للشرطة الإسلامية في تمبكتو 10 سنوات إثر إدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في 2012 و2013.

وكان من الممكن أن يواجه الحسن آغ عبد العزيز آغ محمد آغ محمود المعروف بالحسن والبالغ 47 عاما عقوبة السجن مدى الحياة، لا سيما على خلفية أعمال تعذيب وتشويه ومحاكمات غير قانونية واضطهاد ديني.

وعند الإقرار بذنبه في هذه التهم في يونيو، صرح رئيس المحكمة أنتوان كيسيا-مبي ميندوا أن الحسن لعب "دورا أساسيا" في الإشراف على عمليات جلد وقطع طرف من جسم رجل بصفته رئيسا للشرطة الإسلامية في تمبكتو في شمال مالي.

وكان من أعضاء جماعة "أنصار الدين" الجهادية التي سيطرت على تمبكتو لقرابة سنة اعتبارا من أبريل 2012.

وخلال تلك الفترة، اعتقلت نساء واغتصبن في الأسر. وكانت عمليات جلد تنف ذ في الساحة المركزية أمام الحشود وبينها أطفال. وقد قطعت يد رجل مت هم بالسرقة بواسطة ساطور، أمام العلن أيضا، في شتنبر 2012. لكن الحسن بر ئ من جرائم الحرب القائمة على الاغتصاب والاستعباد الجنسي والهجمات على أعيان محمية، فضلا عن التزويج القسري باعتباره جريمة ضد الإنسانية.

ولم تعترف المحكمة بذنبه في أعمال عنف جنسي بالرغم من إقرارها بأن جرائم من هذا القبيل وقعت فعلا خلال تلك لفترة. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، ومقر ها لاهاي، حكمها في جلسة علنية بدأت عند الثانية من بعد الظهر (13,00 بتوقيت غرينيتش).

وقالت القاضية كيمبرلي بروست عند تلاوة الحكم إن هذه العقوبة "تتناسب مع خطورة الجرائم والظروف الفردية وكذلك ذنب السيد الحسن"، مشيرة إلى أنها "تعكس كما ينبغي شجب المجتمع الدولي بشد ة للجرائم التي ارتكبها وتقر بما لحق بالضحايا من أذى ومعاناة كبيرة".

وأصغى الحسن الذي كان في رداء أبيض تقليدي من إفريقيا الغربية متعمما بعمامة إلى الحكم بانتباه ويداه على ركبتيه.
وقالت القاضية بروست إن الحسن شارك في أعمال جماعة "أنصار الدين" التي كان لها "وقع صادم على سكان تمبكتو" الذين كانوا "يعيشون في جو من الرعب والعنف والقمع والذل ".

خلال حكم الجهاديين في 2012 و2013، توالت عمليات الهدم في تمبكتو التي أسستها قبائل من الطوارق بين القرن الخامس والثاني عشر والملقبة "مدينة الأولياء الصالحين الـ333" لاحتضانها عددا كبيرا من الأضرحة المنسوبة إلى علماء وأولياء صالحين.

واستولى إسلاميو "أنصار الدين" و"القاعدة في المغرب الإسلامي" على المدينة من أبريل 2012 حتى تحريرها على يد القوات الفرنسية والمالية في يناير 2013. وهدموا بالمعاول والمجارف أضرحة شهيرة في تمبكتو التي تحمل أيضا لقب "لؤلؤة الصحراء".

وأوقفت السلطات المالية الحسن وسلمته إلى المحكمة الجنائية الدولية في مارس 2018. وهو ثاني جهادي مالي يحاكم في هذه الهيئة الدولية.

وفي العام 2016، حكمت المحكمة الجنائية الدولية على أحمد الفقي المهدي بالسجن 9 سنوات قبل تخفيض الحكم سنتين في مرحلة الاستئناف، على خلفية تدمير أضرحة في تمبكتو المدرجة في قائمة التراث العالمي للبشرية التابعة لليونسكو.

ويدير إياد آغ غالي "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" الموالية لتنظيم القاعدة والتي تنشط في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وكان هذا القائد من الطوارق الذي اعتنق الفكر المتشدد والمكنى أيضا بأبي فاضل قد أسس في 2012 جماعة "أنصار الدين" التي اجتاحت تمبكتو واحتلتها.
أ ف ب