الباحثة فاطمة الغالية التامك خلال مناقشتها للدكتوراه في إنجاز أكاديمي متميز، حصلت الطالبة الباحثة فاطمة الغالية التامك، على شهادة الدكتوراه، بميزة مشرف جدا، حول موضوع: "التراث المعماري بوادي نون، من العصر الوسيط إلى مطلع القرن 20م، دراسة تاريخية وأثرية".
وجرت المناقشة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن زهر أكادير، بحضور لجنة علمية ترأسها الدكتور محماد لطيف، وعضوية الدكاترة: محمد بوزنكاط، محمد أمراني علوي، وعبد الهادي فك وتحت إشراف الدكتور محمد لملوكي.
الأطروحة عمل أكاديمي جاء ليُسهم في إثراء الدراسات التاريخية والأثرية حول أحد أقاليم الجنوب المغربي الذي يكتنز تراثًا معماريًا غنيًا.
وتتمحور الأطروحة حول تحليل تاريخي وأثري للتراث المعماري في منطقة وادي نون، حيث استعرضت الباحثة فاطمة الغالية التامك، مراحل تطور هذه المنطقة عبر العصور، بداية من العصر الوسيط وصولًا إلى مطلع القرن العشرين. وقد سعت الدراسة إلى تحديد ملامح الفنون المعمارية التي سادت المجال في تلك الفترة، مستعرضة التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي أثرت في بنية المكان وأسلوب بناء المعمار.
وتميزت الأطروحة بكونها دراسة تاريخية وأثرية تجمع بين التحليل العلمي للمصادر التاريخية والميدانية والأثرية، حيث قامت الباحثة بجولات ميدانية في مناطق مختلفة بوادي نون لجمع المعطيات الحية حول العمارة التقليدية. كما سلطت الضوء على الخصائص الفريدة للبناء في هذه المنطقة، مثل الأساليب المعمارية الخاصة بالمنازل التقليدية، الحصون، والقلاع والقصبات، وتوضيح العلاقة بين نشوء الحواضر والمسالك التجارية وتأثير البيئة الجغرافية المحيطة بها.
أحد الجوانب المهمة التي تناولتها الأطروحة هو التأثيرات المختلفة التي شكلت هذا التراث، بدءًا من التأثيرات الأمازيغية والعربية والأفريقية وبعض السمات الايبيرية التي انتقلت للمجال عبر المبادلات التجارية، كما تطرقت الدكتورة التامك إلى التحولات الاجتماعية والثقافية التي انعكست في تطور هذه البنية المعمارية، موضحة كيف أن كل حقبة تاريخية تميزت بزخم بنية مظاهرها المعمارية، هذا التراث الذي يعكس تاريخ المنطقة بشكل شامل ويؤرخ لاستيطان بشري منذ فترات سحيقة.
بعد مناقشة مستفيضة، نالت أطروحة الباحثة فاطمة الغالية التامك إشادة كبيرة من لجنة المناقشة، حيث حصلت على تقدير “مشرف جدًا” مع تنويه اللجنة بالعمل، واعتباره إضافة نوعية للبحث الاكاديمي لراهنيته، مما يعكس تفانيها واهتمامها الكبير بتطوير هذا البحث وتقديم منظور جديد لأهمية التراث المعماري في وادي نون.
