السبت 23 نوفمبر 2024
فن وثقافة

تطوان.. تجربة الدكتور محمد بلال أشمل في الكتابة تدشن فعاليات نوادي طلبة كلية أصول الدين!

تطوان.. تجربة الدكتور محمد بلال أشمل في الكتابة تدشن فعاليات نوادي طلبة كلية أصول الدين! حضرهذا اللقاء الفكري التواصلي طلبة الكلية من أسلاك الإجازة والماستر والدكتوراه
تحت شعار:"باحث في كليتنا "، نظم نادي التواصل الحضاري بكلية  أصول الدين بتطوان، لقاء فكريا مع الدكتور محمد بلال أشمل، أستاذ الفكر والحضارة، حول تجربته في الكتابة والبحث العلمي.

هذا اللقاء الذي التأم بقاعة الاجتماعات يوم الإثنين 11نوفمبر 2024، أداره الطالب الباحث إلياس التاغي، حيث تداول الكلمة في مفتتحه عميد الكلية الدكتور عبد العزيز رحموني، الذي ارتجل، وهو يرحب بجميع الحضور، بعض تعابير الحب والإحساس بالتقدير والاحترام تجاه الأستاذ أشمل، معتبرا أن تجربته في الكتابة والبحث العلمي  وجديته، وانكبابه في محراب القلم والقرطاس، تعتبر قدوة ونموذجا  في الكلية. وتمنى أن تتكرر  تجربة نادي الطلبة مع أساتذة آخرين، لتقريب مسالك النبوغ والإبداع لديهم.

كما شكر رئيسة شعبة  اللغات والثقافة والتواصل، الدكتورة حنان المجدوبي على اجتهادها  وقربها من الطلبة في التأطير والتوجيه والمواكبة.كما شكر  أيضا بالمناسبة  جميع الطلبة على انخراطهم في النوادي الثقافية الموازية للتحصيل الأكاديمي والتي تشجع الطلبة على الإبداع ، وحيى بهذا الخصوص نادي التواصل على هذه المبادرته.

رئيسة الشعبة، الأستاذة المجدوبي، وبلسان مزدوج - عربية وإسبانية- رحبت من جهتها، وهي تشكر عميد الكلية، وأعضاء النادي، بهذا اللقاء العلمي الثقافي المتميز،معتبرة تنظيمه يعكس شغف الطلبة بالمعرفة وكذا بيان قيمة مشاركتهم المضافة في أنشطة الكلية.كذلك، وهي تشكر الأستاذ أشمل على حضوره وتجاوبه، أكدت على استفادة الطلبة من هذه الفرصة بالنظر إلى تجربته الأدبية والثقافية،وخبرته بالإسبانية وثقافتها،لتؤكد على أهمية اللغات ليس فقط في باب التواصل،بل أيضا كبوابة لفهم الحضارات ،إذ اللغات تشجع على الانفتاح على تجارب الآخرين  لإغناء الذات.

ومما جاء في تعريف مسير اللقاء  بالأستاذ أشمل ،أنه خريج كلية الآداب بفاس،وكلية أصول الدين بتطوان،وكلية علوم التربية بالرباط.حاصل على شهادة دكتوراه الدولة في الفلسفة  بجامعة الأونيد بمدريد،ودكتوراه الدولة بكلية الآداب بتطوان.يشغل الآن رئيس مركز كارلوس كيروس للدراسات الإسبانية المغربية.

من أعماله المنشورة:"تطاون العامرة أفقا للتفكير"، و "الجيل والقضية"، و"مناسبات اورتيغانية، مقالات في الفكر الإسباني المعاصر"، و"نبي أورفليس المسلح: لاهوت التحرير في التجربتين المسيحية والإسبانية"، و"صورة الرسول محمد(ص)في الفكر الإسباني المعاصر"، و"سؤال المشروع الثقافي في تطاون العامرة"، و"الفقه الإسلامي في المتن الإسباني: نظام الأحباس"، و"محاضرات في المناظرات الدينية وأساليب الحجاج".

كما له أعمال مترجمة من الإسبانية إلى العربية: "الإسهام الإسلامي في التجديد الفلسفي القرن الثاني عشر الأوروبي لخواكين لومبا". و"إسبانيا بغير عمد لأورتيغا إي غاسيت.ومن الفرنسية إلى الإسبانية: "الشخصانية الإسلامية"  لمحمد العزيز الحبابي.إلى جانب العديد من الدراسات بالعربية والإسبانية.. وما زالت في نفاضة الجراب، أربعة مشاريع بحثية تنتظر أنوار النشر.

تولى مسير اللقاء، أسلوب الحوار في استكشاف عوالم الأستاذ أشمل في الكتابة، من المرحلة التلاميذية، إلى ممارسة الصحافة، إلى الكتابة الأكاديمية والترجمة. فكان من حصاد هذه الحفريات في تفاعل الأستاذ أشمل مع أسئلة المسير، أنه اقتحم عقبة الكتابة وحصل متعتها كأنه يمسك النجوم بيده، في السادسة ثانوي، بالنشر في جريدة "الرسالة".
 
ليستقر الشغف بالعمل الصحفي في منابر، "القضية"(على الستانسيل)، و"الأنوار"، و"تطاون العامرة"، و"الفدان"، بخلفية خوض تجربة "إشعال الحرائق في الخلائق"، بالمعنى المجازي. وهو في مضمار الكتابة خبر في مراحلها، الانتقال من الورق إلى الآلة الكاتبة إلى الحاسوب. واعتبر أن الشغف بالقراءة يولد الحدوس، والحدوس تولد مشاريع أفكار، والأفكار تولد خطاطة الإنجار. واعترف أن الشغف بالقراءة بقدر ما هو مسألة ذاتية، هو كذلك بالنسبة لحالته، يرجع إلى بيداغوجية بعض أساتذته المحفزة في المرحلة الثانوية والجامعية.

أما عن انشغاله بالمتن الإسباني، فاعتبر ذلك ثمرة سياق وجودي حضاري، من قدر الجوار التاريخي. فإكراهات التخوم لها تعبيراتها. فلو كان في وجدة أو في الصحراء، لكانت هناك انشغالات أخرى.. ليؤكد على أن أهمية اللغة في التحصيل العلمي من البداهات. فمع الاعتزاز باللغة الوطنية، فإن ضروريات البحث تقتضي الانفتاح على أرخبيلات معرفية أخرى لتوسيع أفق الإدراك. كما أوصى في المشاريع البحثية بشرط الشغف المعرفي والصبر والإصرار على التغلب على المعيقات..

ثم تم فتح باب المناقشة، لتطال تساؤلات المتدخلين  المسكوت عنه في بوحه، انطلاقا من موقع الكلية وموقع تطوان التاريخي وحاجيات البلاد الراهنة. وثقافة الاعتراف. والاستفادة من كتابات فترة الحماية الإسبانية، في تحديات المغرب حاليا. ومشكل الإبداع في المرحلة المدرسية. ومسألة الثقة فيما يكتبه الطلبة. وسر اهتمامه بتطوان، وكيف تكون القراءة النقدية؟..

وبعد تفاعل الأستاذ أشمل مع هذه التساؤلات بأريحية، تدخل عميد الكلية في ختام هذا اللقاء ليحث الطلبة على  المساهمة في المحاضرات والمناقشات، واكتساب الروح النقدية. فما عدا الثوابت، فكل شيء قابل  للنقد!
للإشارة، فقد حضر هذا اللقاء الفكري التواصلي طلبة الكلية من أسلاك الإجازة والماستر والدكتوراه، وبعض المهتمين. وكذا الكاتب العام للكلية الدكتور حسين ساعو.