السبت 23 نوفمبر 2024
مجتمع

أمراض القلب لدى الأطفال في المغرب: التحديات، التقدم، وآفاق المستقبل

أمراض القلب لدى الأطفال في المغرب: التحديات، التقدم، وآفاق المستقبل البروفيسورة ليلى حدور تتوسط الدكتور أنور الشرقاوي (يمينا) والبروفيسور سعيد الشريبي(يسارا)
إعداد.. الدكتور أنور الشرقاوي، بالتعاون مع البروفيسورة ليلى حدور والبروفيسور سعيد الشريبي، من الجمعية المغربية لأمراض القلب ( SMC)
 
أثبت تخصص طب أمراض القلب لدى الأطفال في المغرب أهميته كاختصاص حيوي يهدف إلى حماية صحة الأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب. 

وبفضل التقدم المحرز في مجالات التشخيص والجراحة والعناية المركزة، وصلت نسبة النجاة للأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية اليوم إلى نحو 90٪، ويصل حوالي 80٪ منهم إلى سن الرشد.
 
يُسجل كل عام في المغرب ما يقارب 10,000 حالة جديدة من أمراض القلب الخلقية، أي حوالي 9 حالات لكل 1,000 ولادة. 
 
تتنوع هذه التشوهات بين حالات بسيطة تتطلب مراقبة فقط، وأخرى أكثر خطورة تحتاج إلى تدخل فوري بعد الولادة، وأخرى أكثر تعقيداً تتطلب علاجات داعمة. 
 
تتطلب هذه الرعاية خبرة متنوعة ومتخصصة للتعامل مع مختلف أنواع أمراض القلب وضمان متابعة مناسبة على مدار حياة المرضى.
 
أهم أمراض القلب الخلقية 
1. التشوهات بين البطينين (CIV):
 هذه العيوب التي تصيب ربع الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب، تُحدث تواصلاً غير طبيعي بين البطينين.

2. التشوهات بين الأذينين (CIA):
 غالباً ما تبقى غير مكتشفة حتى سن الرشد، وتتمثل في تواصل غير طبيعي بين الأذينين.

3. رباعية فالو: تصيب حوالي 10٪ من الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب، وتتميز بوجود الزرقة (تلون أزرق في الجلد).(.الطفال الزرق) 

4. استمرار القناة الشريانية (CAP): تُلاحظ بشكل أكبر لدى الأطفال الخُدَّج، وتتطلب في بعض الحالات تدخلاً عاجلاً.
 
5. تضيق الأبهر (Coarctation de l’aorte): 
يُقيد تدفق الدم ويحتاج إلى متابعة دقيقة.
 
6. أمراض القلب المعقدة: وتشمل حالات خطيرة مثل متلازمة نقص تنسج الجانب الأيسر من القلب، والتي تتطلب غالباً أساليب جراحية متقدمة.
 
اختصاص متكامل لرعاية شاملة 
يعتمد اختصاص طب أمراض القلب لدى الأطفال في المغرب على تنظيم متكامل للتعامل مع هذه الأمراض المتنوعة:
أمراض القلب للأطفال العامة: للكشف المبكر عن التشوهات القلبية.
تنظيم نبضات القلب للأطفال: لعلاج اضطرابات نبض القلب.
التدخل بالقسطرة للأطفال: تقنيات لعلاج التشوهات دون فتح القلب.
الجراحة القلبية للأطفال: للحالات الأكثر تعقيداً التي تحتاج إلى تصحيح جراحي.
العناية المركزة القلبية للأطفال: لمراقبة الحالات الحرجة بعد العمليات، ومتابعة دقيقة لكل نبضة.

التكنولوجيا والتقدم العلمي 
تدعم الابتكارات التكنولوجية ممارسات أطباء القلب للأطفال وتزيد من فرص النجاح في هذا المجال:
التصوير بالموجات فوق الصوتية للأجنة: يساعد على التشخيص المبكر لتنظيم الرعاية منذ الولادة وقبل الولادة 
التصوير الدقيق المتطور: باستخدام أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي، مما يتيح رؤية أدق لتفاصيل التشريح القلبي.
الطب الجيني: يتيح التعرف المبكر على المخاطر وتخطيط الرعاية المسبقة.
الجراحة بمساعدة الروبوت: تُسهل الوصول إلى المناطق الصعبة وتعزز دقة العمليات الجراحية.
القسطرة المتقدمة: كبديل أقل تدخلاً للعمليات الجراحية، وتعتبر خياراً علاجياً مهماً للعديد من الحالات.
 
الوقاية والتشخيص المبكر 
يعد التشخيص المبكر عند حديثي الولادة، بما في ذلك الفحص الدوري على يد طبيب الأطفال وقياس نسبة تشبع الأكسجين، ضرورياً لاكتشاف الحالات مبكراً وتحديد الرعاية اللازمة.
 
تدعم الجمعية المغربية لأمراض القلب ( SMC) تطوير اختصاص أمراض القلب للأطفال من خلال التدريب المستمر، والبحث العلمي، والتعاون الدولي، لضمان توفير رعاية صحية ذات جودة عالية لكل طفل مريض.
 
الخلاصة 
يحقق اختصاص طب أمراض القلب للأطفال في المغرب تقدماً ملحوظاً، بفضل التزام مستمر لتحسين جودة الحياة للأطفال المصابين بتشوهات خلقية في القلب. 

وبفضل الخبرات المتخصصة والابتكارات التكنولوجية، يسهم هذا المجال اليوم في إنقاذ حياة الأطفال وتوفير مستقبل أكثر أماناً لهم.