السبت 23 نوفمبر 2024
فن وثقافة

محمد المصباحي… واقع ومتطلبات الدرس الفلسفي

محمد المصباحي… واقع ومتطلبات الدرس الفلسفي افتتح الأستاذ المصباحي درسه هذا بقولة لابن عربي تشي بمفارقة وإحراج، حين قال "إن الحرية هي أرقى أنواع العبودية"
في إطار أنشطتها الثقافية نظمت المنسقية التخصصية الجهوية لمادة الفلسفة بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الدار البيضاء سطات، درسا افتتاحيا تحت عنوان "واقع ومتطلبات الدرس الفلسفي" وذلك يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024, بالمديرية الإقليمية الحي الحسني، وهو الدرس الافتتاحي الذي ألقاه الدكتور والمفكر محمد المصباحي.

عرف اللقاء كلمة ترحيب من طرف المؤطر التربوي الأستاذ رشيد العلوي الذي عبّر عن ثقافة الامتنان والاعتراف في حق الدكتور محمد المصباحي والذي تخرج على يده أجيال من مدرسي الفلسفة، وقد كان هذا اللقاء فرصةً لتجديد الشكر والامتنان لكل من كان له الفضل في تمكين الفلسفة من التواجد داخل المدرسة والجامعة المغربيتين.

كما شهد اللقاء كلمة المنسق الجهوي لمادة الفلسفة هشام بن عمار الذي أطّر الحضور الكريم وكشف عن سياق الندوة الفكرية، كما أعرب عن توضيح أشهر  أنواع المقاربات التي ينهج العالم المعاصر من خلالها تدريس الفلسفة، وهي المقاربات الخمس التي تراوحت بين المقاربة الإيديولوجية والمقاربة التاريخية، والمقاربة الاستشكالية التي يعتمدها المغرب، كما أن هناك المقاربة الديمقراطية والمقاربة القيمية الأخلاقية. ليترك المجال للدكتور محمد المصباحي لإلقاء كلمته.

 افتتح الأستاذ المصباحي درسه هذا بقولة لابن عربي تشي بمفارقة وإحراج، حين قال "إن الحرية هي أرقى أنواع العبودية" والغرض من هذا المدخل أن يبين الأستاذ المصباحي أن الدرس الفلسفي هو درس استشكالي يخاطب العقول والقلوب، ويحبب المتعلمين في إعمال الفكر النقدي.

والواقع أن من الصعوبات التي تعترض الدرس الفلسفي حسب المفكر محمد المصباحي هو الثورة التكنولوجيا التي نعرفها اليوم والمتمثلة في ثورة الذكاء الاصطناعي ومواقع التواصل الاجتماعي التي ينبغي الحذر منها والتعامل معها تعاملاً إيجابيا يجعل الإنسان هو الفاعل بدل المنفعل.  أما في ما يتعلق بمتطلبات الدرس الفلسفي وكيف ينبغي أن يكون فقد ركز الأستاذ محمد المصباحي على نقط أساسية منها: أنه على الدرس الفلسفي أن يحارب جنون العقل الإرهابي الذي يمارس الشر الجذري  في حق الإنسانية، كما على الدرس الفلسفي أن يحارب جنون العقل الهوياتي الضيق الذي يرفض باقي الهويات وينبذ العيش المشترك في إطار الاختلاف والحرية. و على أساتذة الفلسفة أن يتغيوا البساطة في درسهم عوض التعقيد وتوظيف الإشكالات الغامضة، أو بصيغة أخرى "على الدرس الفلسفي أن يكون الوضوح دأبه والبساطة ديدنه" وفي الأخير ختم الأستاذ المصباحي بمناشدته كل المهتمين بالفلسفة في الواقع المغربي بالمساهمة في خلق صحوة فلسفية نوحد فيها إيقاع زماننا مع إيقاع الزمن الذي نعيش فيه وهو الزمن الرقمي الذي يحتاج منا إلى ممارسة التفكير بلغة الألماني مارتن هايدغر.

عرف اللقاء مداخلات متعددة ومشاركات مختلفة لمجموعة من الأساتذة منهم من لازال يمارس مهنة التدريس ومنهم من تقاعد ولا زال شغفه لصيقا بالدرس الفلسفي، وهي مداخلات أَثْرت  اللقاء الفكري وأغنته وجعلته فاتحة لمجموعة من الأنشطة السنوية المقبلة.