جرت العادة السيئة لهذه الحكومة أن تتهم زورا وبهتانا المعارضة بـ "تأجيج الأوضاع الاجتماعية"، على الرغم من أن المعارضة البرلمانية أثبتت في كل مرة أنها وطنية وبناءة واقتراحية ومسؤولة ومتزنة.
والحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها، بعد ثلاث سنوات من عمر هذه الحكومة، أن هذه الأخيرة مسؤولة تماما عن تهديد السلم الاجتماعي ببلادنا، بشكل خطير، حيث أنها بغرورها وقلة كفاءتها السياسية، وبغيابها التواصلي المدوي، وبخطابها المتعالي الذي يستفز الناس ويُثير غضبهم، عجزت أو تأخرت أو تعثرت في معالجة كل الملفات الاجتماعية، بما جعل، للأسف، عددا من الفئات وجها لوجه في الشارع مع القوات العمومية التي تــضـعـها الحكومة دوما في موقف حرج ومحرج.
ويكفي أن نذكر حراك أسرة التعليم؛ وقفات أساتذة التعليم العالي؛ قلق الأجراء ومطالبهم المشروعة؛ مواقف المحامين؛ أحداث الفنيدق؛ أزمة طلبة كليات الطب؛ الشرائح الأكثر تضررا من الغلاء؛ الشرائح المتضررة من ارتفاع معدلات البطالة؛ الشرائح المقصية من الحماية الاجتماعية الفعلية....).
اليوم، نقول، بصوت عال، للحكومة: "كفى استهتارا، كفى فشلا؛ كفى تصريفا للأزمات؛ كفى ضغطا على جيوب المواطن؛ كفى من غلاء المحروقات ومن غلاء كل شيء يباع؛ كفى من ارتفاع البطالة؛ كفى من خدمة حفنة من المنتفعين على حساب عموم المواطنين...... ولتفتحوا للشباب أفق الأمل، ولتزرعوا بذور الثقة عوض اليأس.... ".
ولتعلم الحكومة أنها، بما تقوم به أعوجا وبما لا تقوم به تقصيرا، لا تساهم فقط في تصاعد الاحتقان الاجتماعي داخليا، بل إنها كذلك تلحق ضررا جسيما ومباشرا بسمعة وصورة بلادنا دوليا، وهي الصورة التي تبنى بجهد جهيد، قطرة قطرة..... رجاء أيتها الحكومة: لا تهدمي سمعة بلادنا، ولا تقامري بالسلم الاجتماعي....
رجاء رجاء . أيتها الحكومة المغرورة
رجاء رجاء . أيتها الحكومة المغرورة
رئيس فريق التقدم والإشتراكية بمجلس النواب