الأحد 24 نوفمبر 2024
مجتمع

دحمان: مشروع مدارس الريادة بحاجة إلى تقييم علمي ومراجعات جذرية

دحمان: مشروع مدارس الريادة بحاجة إلى تقييم علمي ومراجعات جذرية ‬عبد‭ ‬الإله‭ ‬دحمان،‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬للجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬لموظفي‭ ‬التعليم
يرى‭ ‬عبد‭ ‬الإله‭ ‬دحمان،‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬للجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬لموظفي‭ ‬التعليم،‭ ‬أن‭ ‬تقييم‭ ‬مشروع‭ ‬"مدارس‭ ‬الريادة"‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الوقت،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الأحكام‭ ‬والتقييمات‭ ‬الصادرة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬الواقع‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭.‬ يشير‭ ‬دحمان‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية‭ ‬قدمت‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬بشكل‭ ‬متوافق‭ ‬بهدف‭ ‬الترويج‭ ‬لهذا‭ ‬النموذج،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬تقييمات‭ ‬حقيقية‭ ‬ميدانية‭ ‬أو‭ ‬شبكات‭ ‬تقويم‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬أسس‭ ‬علمية‭.‬
يعرب‭ ‬دحمان‭ ‬عن‭ ‬استغرابه‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬ترويج‭ ‬استنتاجات‭ ‬غير‭ ‬علمية،‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخلاصات‭ ‬لا‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬تقييمات‭ ‬ميدانية‭ ‬فعلية‭ ‬أو‭ ‬دراسة‭ ‬شبكات‭ ‬تقويم‭ ‬حقيقية‭ .‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬خلفيات‭ ‬اعتماد‭ ‬المشروع‭ ‬قبل‭ ‬مناقشة‭ ‬واقع‭ ‬تطبيقه‭ .‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬«مدارس‭ ‬الريادة»‭ ‬لم‭ ‬يضف‭ ‬شيئًا‭ ‬للمدرسة‭ ‬العمومية،‭ ‬وأن‭ ‬مصيره‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬مختلفًا‭ ‬عن‭ ‬تجارب‭ ‬سابقة‭ ‬مثل‭ ‬«الثانويات‭ ‬المرجعية»‭ ‬و«مؤسسات‭ ‬التميز»‭.‬
ويعتقد‭ ‬دحمان‭ ‬أن‭ ‬منطق‭ ‬الإصلاح‭ ‬التربوي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬لم‭ ‬يتغير،‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬الإصلاح‭ ‬التربوي‭ ‬بنموذج‭ ‬جديد‭ ‬للمدرسة‭ ‬المغربية،‭ ‬لكن‭ ‬الوزارة‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬مرجعيات‭ ‬الإصلاح‭ ‬عبر‭ ‬اعتماد‭ ‬«خارطة‭ ‬طريق»‭ ‬جديدة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬فجوات‭ ‬قانونية‭ ‬كبيرة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬مخططات‭ ‬الإصلاح‭ ‬التربوي‭.‬
يشير‭ ‬دحمان،‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬للجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬لموظفي‭ ‬التعليم،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬«الخارطة»‭ ‬تتناقض‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أجزائها‭ ‬مع‭ ‬الدستور‭ ‬والقانون‭ ‬الإطار‭ ‬51.17خاصة‭ ‬المادة‭ ‬28‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬اعتماد‭ ‬برامج‭ ‬للاستكشاف‭ ‬المبكر‭ ‬للنبوغ‭ ‬والتفوق‭ ‬لدى‭ ‬المتعلمين‭ .‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬تسعى‭ ‬لدعم‭ ‬المتفوقين‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مواهبهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬توجه‭ ‬«مدارس‭ ‬الريادة»‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬المتعثرين‭ ‬فقط،‭ ‬دون‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمبادئ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬والجودة‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬الرؤية‭ ‬الاستراتيجية‭.‬
كما‭ ‬يلفت‭ ‬دحمان‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬البنيوية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المشروع،‭ ‬مثل‭ ‬نقص‭ ‬التجهيزات‭ ‬وغياب‭ ‬نظام‭ ‬تقويم‭ ‬واضح‭ ‬مرتبط‭ ‬بالنظام‭ ‬الوطني‭ ‬للإشهاد‭ .‬ويؤكد‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬أن‭ ‬«مدارس‭ ‬الريادة»‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التجريب،‭ ‬وهي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مراجعات‭ ‬جذرية‭ ‬قبل‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬نجاحها‭.‬