على بعد أيام قليلة من انطلاق البطولة الوطنية الاحترافية، أطل الشغب بوجهه العبوس من جديد، بعد أحداث العنف التي حصلت على هامش المقابلة التي جمعت بالبيضاء، فريقي الرجاء الرياضي والحرس الوطني النيجيري، في دوري أبطال إفريقيا السبت 24 غشت 2024 والتي أسفرت عن توقيف 110 شخصا من بينهم 55 قاصرا.
في تعليقه على أحداث الشغب الرياضي، اعتبر المحلل الرياضي مصطفى اجنيبي، ما وقع على هامش المقابلة التي جمعت ما بين فريقي الرجاء الرياضي والحرس الوطني النيجيري، "أمرا مخالفا لما نحاول تسويقه قاريا من صور حضارية، باعتبار أن الشغب حالة مرضية تجوب الملاعب على المستوى العالمي".
وأشار محاورنا إلى معطى هام وهو أننا على بعد أيام قليلة من انطلاق البطولة الاحترافية الوطنية، ما يضع المجتمع الكروي بكل مكوناته أمام تحد كبير وهو التصدي لظاهرة الشغب في الملاعب والتي لا تعتبر تهديدا لأمن الجماهير وسلامتهم فقط، بل هي تشكل عائقا أمام تطور الرياضة بشكل عام.
وإذا كانت بداية التنافس القاري قد حملت بوادر عنف متواصل، فإن المحللين الرياضيين يعتبرون موقع ملعب العربي الزاولي بعين السبع جزءا من المشكلة، بحكم تواجده في تقاطع طرقي مختنق لا يتيح للمشجعين إمكانية التنقل الجماعي، إضافة لعدم قدرة الملعب على مواجهة التدفق الجماهيري في ساعة الذروة.
في ظل هذا الوضع بات من الضروري اتخاذ خطوات للتصدي لهذه الظاهرة بشكل صريح لاسيما في ظل غياب الملاعب والظروف الاستعجالية وراء فتح ملعب الزاولي في وجه جماهير الرجاء والوداد.
وخلال الاجتماعات التي عقدها المكتب الجامعي في الفترة ما بين نهاية البطولة وبدايتها، يلاحظ غياب "الشغب" عن البلاغات الصادرة عنه، والاكتفاء برفع القيمة المالية للمنح واقتطاع العقوبات المالية من المنح، وتمكين المدربين من فرصة تدريب استدراكية، إضافة لنظام مباريات السد، فيما غابت إشكالية العنف عن الاجتماعات.
من جهته اعتبر محمد كريم، رئيس اتحاد الجمعيات المساندة للأندية المغربية ورئيس جمعية أنصار فريق الجيش الملكي، أن مكافحة موجة الشغب التي تجتاح الملاعب المغربية يتطلب توحيد جهود كل الأطراف سواء تعلق الأمر بجامعة كرة القدم، والسلطات وجمعيات المجتمع المدني وكذا الإعلام الرياضي. بالنظر إلى كون الشغب موضوع يفرض نفسه بقوة في منافسات كرة القدم.
وشدد محمد كريم في حديثه لـ" أنفاس بريس"، على ضرورة تظافر جهود كل المؤسسات، والوزارة الوصية وجمعيات المجمتع المدني من أجل التعامل مع هذه الظاهرة، وذلك لكون الرياضة عامة وكرة القدم خاصة تعتبر سفيرا للمغرب على الصعيد العالمي.
وفي هذا السياق تحدث محاورنا عن البادرة التحسيسية التي نظمتها جمعية أنصار فريق الجيش الملكي، حول ظاهرة الشغب بتعاون مع عمالة الصخيرات تمارة، والتي شهدت مساهمة مجموعة من المتخصصين.
وقال: "علينا أن نستحضر التظاهرات الرياضية التي سيحتضنها المغرب من قبيل: كأس إفريقيا 2025 ومونديال 2030، ونحن مطالبون بتقديم صورة إيجابية لتمثيل بلدنا، مع استحضار طبعا معطى حب الفريق والتعبير عن هذا الحب بشكل إيجابي".
وفي عرضه للحلول المقترحة لمواجهة ظاهرة الشغب، شدد اجنيبي على ضرورة استعمال تكنولوجيات حديثة، مثل كاميرات المراقبة لمتابعة الجماهير بحيث يكون محيط الملاعب كله محاطا بكاميرات، دون إغفال المقاربة الزجرية في حق كل من يهدد سلامة المتفرجين.
كما أشار مصدرنا إلى أهمية دور فصائل الألترات والجمعيات الخاصة بالجماهير لأنها تحمل على عاتقها مسؤولية توعية أتباعها وتحسيسهم بمخاطر أي انفلات. من خلال المساعدة على إنجاح المباريات.
وسلط محدثنا الضوء على دور الآباء المهم في محاربة مكافحة الشغب التي أضحت تنخر الجسد الكروي، باعتبارهم من يتابعون أبناءهم عقب هذه الأحداث التي يتسبب فيها الأبناء، وعرج على دور التعليم في بناء شخصية مواطن صالح ينبذ العنف ويتصدى له.
وختم المحلل الرياضي، مصطفى اجنيبي حديثه لـ"أنفاس بريس" مشيرا إلى ضرورة الوصول إلى درجة من وعي وإدراك أن مظاهر الشغب لا تخدم مصلحة أي أحد، خاصة وأننا مقبلين على تظاهرتين رياضيتين مهمتين "الكان " والمونديال". كما عن رغبته في تغيير السلوكات، انطلاقا من البطولة الوطنية الاحترافية، حتى تصبح المنافسات المحلية امتحانا حقيقيا لجماهيرنا.