معظم الأندية العالمية تتسابق لجلب أحسن الرؤساء لتدبير شؤون النادي بما يزيد من ترسيخ توهجه الرياضي..
معظم الأندية في العالم تتنافس لفتح شهية أجود الكفاءات التدبيرية لتتولى تسيير النادي، للظفر بالشراكات الاستثمارية المنتجة..
معظم الأندية العالمية تحرص على أن تبقى وفية لرسالتها الإضافية المتمثلة في تقاسم مسؤولية التسويق الترابي للمدن التي تنتمي لها، واستغلال اسم النادي ليكون هذا الأخير، واجهة (vitrine) لترويج صورة المدينة التي ينحدر منها.
انظروا إلى نموذج نادي "باريس سان جيرمان"، الذي استطاع أن يجلب ليس فقط كبار المستثمرين من قطر، بل ويساهم النادي في تلميع صورة مدينة باريس، والمساهمة في الحفاظ على ذاك الانطباع الساحر الذي تولده العاصمة الفرنسية.
ماقلناه على "باريس سان جيرمان"، يصدق على ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ ونيويوك يانكيز، إلخ...
الدار البيضاء تمثل الاستثناء، فرغم أن الله وهب العاصمة الاقتصادية فريقين عريقين( الوداد والرجاء)، يعتبران رأسمالا لاماديا للمغرب ككل وليس للبيضاء وحدها، فإن المؤلم أن "النحس" يطارد الدارالبيضاء ويطارد الوداد والرجاء معا.
ويدل من أن يكون كل من الرجاء والوداد الحاضنين لأجود الرؤساء الذين يجرون باقي الأندية المغربية نحو الأعلى، وبالتالي ضخ جرعة في سياسة التسويق الترابي للدار البيضاء، نجد الخيبة هي سيدة الموقف: فهذا رئيس في سجن عكاشة يخضع للتحقيق القضائي، وذاك رئيس فار ومطارد من طرف الأنتربول، وحتى الأسماء التي طرحت للخلافة لقيادة أعرق الفرق المغربية، يبقى سجلها محط سؤال مقلق.
لكن الأفظع هو أن البطولة المغربية على مرمى حجر لتنطلق، ومع ذلك فإن النخب الصادقة (السياسية والجامعية والفكرية والاقتصادية)،المفترض فيها أن تنشغل بما يحصن صورة البيضاء، قدمت استقالتها وتركت المغرب فريسة تنهشه سلالة لا تخاف حتى من الله، فأحرى أن تخاف من الدستور والقوانين!