باعتراف الجمهورية الفرنسية بالسيادة المغربية على صحرائنا، تكون قضيتنا الوطنية قد دخلت طورا جديدا يعزز اصطفاف العالم إلى جانب الحق المغربي بعد مواقف الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وبلجيكا وألمانيا وهولندا، إضافة إلى أكثر من مائة دولة من مختلف أرجاء المعمور.
هو طور جديد لفضح حقيقة الموقف الجزائري الذي طالما تغنى بادعاء موقفه "المحايد" تجاه الصراع المفتعل حول صحراء المغرب. وها هي تنهض اليوم.
ثلاثة حقائق تفسر هذا الموقف:
أولا: حاجة النظام العسكري بالجزائر دائما إلى "عدو خارجي" لتغطية نكسات سياسته الداخلية، ولذلك تريد الإبقاء على بلادنا ك"عدو مفترض".
أولا: حاجة النظام العسكري بالجزائر دائما إلى "عدو خارجي" لتغطية نكسات سياسته الداخلية، ولذلك تريد الإبقاء على بلادنا ك"عدو مفترض".
ثانيا: وعي نظام العصابة بفشل أطروحته في الدفاع عما يسميه ظلما وعبثا مبدأ "حق الشعوب في تقرير المصير".
ثالثا: ثم هناك الوعي بعزلة ذلك النظام، لا فقط عن الجزائريين التواقين إلى الحرية والديموقراطية وحقهم في الثروة، ولكن كذلك عزلته عن المحيط الإقليمي والعربي- الإسلامي والدولي. فلقد فشل العسكر في إثبات دولتهم ك"قوة إقليمية" بعد تورطها في الصراعات الداخلية في مالي وليبيا، وتأكدت أكذوبة "نصرة فلسطين ظالمة ومظلومة"، وصمتها الرهيب عن المجازر التي تجري حاليا بقطاع غزة. مثلما فشل العسكر، من جهة ثانية، في تأكيد دورهم في القضايا الدولية، خاصة بعد خذلان الروس المفترض أنهم "حليف تاريخي" مقابل تسويق الغاز إلى أوروبا، وبذلك سقطت مصداقيتهم عند زعماء الكرملين، تماما كما هي ساقطة مع باقي دول العالم.
نتيجة ذلك أن الجنرالات الكراغلة يقفون اليوم معزولين عن الشرق والغرب كما عن الشمال والجنوب. ولذلك يستمرون في التشويش على المغرب في محاولة يائسة لجره إلى الحرب. ولأن بلادنا قد خبرت هذه اللعبة القذرة، ولأنها مشدودة إلى المستقبل بخلاف هؤلاء المقيمين في الماضي، فهي تعي أننا لا يمكن أن نهزم النظام العسكري هناك إلا بالاستمرار في توطيد البناء التنموي والديموقراطي، وفي خوض حرب السلم مع جنرالات دولة العصابة، وتلك هي حكمة المغرب التي ستهزم أعداءنا وتوطد عزلتهم الدائمة.
الحكمة هي معادلة الإيمان بالقضايا الحقيقية، وبالقوة في جعل المحيط الإقليمي والدولي واحة للسلام.