حرص الملك محمد السادس، منذ تربعه على العرش، على إيلاء اهتمام خاص لقطاع الرياضة، الذي تم الارتقاء به إلى مصاف الأولويات الوطنية، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز التنمية المندمجة للمملكة.
والواقع أن هذه العناية الملكية الموصولة نابعة من إيمان الملك بكون الرياضة أضحت مجالا خصبا للاستثمار وإحداث مناصب الشغل، فضلا عن كونها أحد المكونات الرئيسية للدبلوماسية الموازية، حيث تساهم بما لا يدع مجالا للشك في إشعاع المملكة، بفضل إنجازات الرياضيين المغاربة.
ولا تقتصر سياسة المملكة في مجال الرياضة على تكوين رياضيين من مستوى عال، بل تشمل، أيضا، إرساء بنيات تحتية من الطراز الرفيع، والتي إلى جانب توفيرها لإطار مثالي لممارسة الرياضة، تمنح المملكة صيتا عالميا.
وأضفت التوجيهات الملكية دينامية جديدة على قطاع الرياضة، لاسيما من خلال تشييد ملاعب ومركبات رياضية جديدة، أو تأهيل أخرى لاحتضان تظاهرات كبرى، قارية ودولية.
كما مكنت مختلف المبادرات الملكية من الارتقاء بالرياضة إلى قطاع ذي أولوية استراتيجية، ولعل ذلك ما يجسده البرنامج الحكومي للنهوض بالقطاع في أبعاده الاجتماعية والاقتصادية.
وحددت الرسالة التي وجهها الملك إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية حول الرياضة بالصخيرات (أكتوبر 2008)، معالم سياسة رياضية طموحة، تجعل من الممارسة الرياضية حقا أساسيا من حقوق المواطنين.
كما تمت في عهد جلالته دسترة الحق في الرياضة للمرة الأولى في تاريخ المملكة، ذلك أن دستور 2011 خصص ثلاثة فصول (26، 31، 33) لموضوع الرياضة، معتبرا ممارستها حقا من الحقوق الأساسية للإنسان.
ولعل من تجليات العناية التي يوليها الملك محمد السادس لقطاع الرياضة، إشراف الملك على تدشين المركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، في دجنبر 2019، بعد تحديثه وتأهيله، حيث تفضل بإطلاق اسمه الشريف عليه "مركب محمد السادس لكرة القدم".
وتعكس هذه البنية الرياضية المندمجة الموجهة للتميز وتطوير ممارسة كروية من مستوى عال، الإرادة الملكية لتمكين ممارسي كرة القدم من جميع شروط النجاح.
من جهة أخرى، ومن أجل إثبات قدرات المغرب على تنظيم التظاهرات الرياضية العالمية الكبرى، أعلن الملك، يوم 14 مارس 2023، عن ترشح المغرب، إلى جانب إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم، وذلك بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الافريقي لكرة القدم، والتي منحت للملك.
وسيشكل هذا الترشيح المشترك، غير المسبوق في تاريخ كرة القدم، والذي سيحمل عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي، واجهة رائعة للمملكة وللمبادرات والأوراش التنموية التي تم إطلاقها عبر التراب الوطني.
ويعد التنظيم المشترك لهذه الدورة الخاصة لكأس العالم رسالة من أجل السلام والاندماج.
وفي هذا الاتجاه، قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، بخصوص ترشيح ثلاثة بلدان تجمعها روابط التاريخ والجغرافيا، إن "قارتين – إفريقيا وأوروبا – اتحدتا ليس فقط للاحتفاء بكرة القدم، ولكن، أيضا، في تكريس التماسك الاجتماعي والثقافي المتفرد. يا لها من رسالة رائعة للسلام والتسامح والاندماج".
ويرى العديد من الخبراء أن دورة 2030 لكأس العالم ستأتي لتعطي دفعة قوية لدينامية النمو التي يشهدها المغرب، تحت القيادة للملك محمد السادس، وهي الدينامية التي ما فتئت تحظى بالإعجاب لكونها تطال كافة جوانب حياة المواطن المغربي.