أظهر المدرب الألماني، جوزيف زينباور، تناقضا على مستوى تعامله مع الأنباء الأخيرة التي كشفت عن رحيله إلى مكة والتعاقد مع الوحدة السعودي.
وأقدم زينباور على تزكية الأنباء المتداولة، عبر مشاركة رسائل توديعه من قبل أنصار الرجاء وبعض المقربين والمنتمين للخضر، والتي تتضمن رسالة شكر على كل ما قدمه، مع متمنيات التوفيق في مستقبله.
وبعدما كان الإجماع على رحيله عن الرجاء الرياضي، أطل زينباور على متابعي حساباته الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي، لتأكيد استمرار ارتباطه بالرجاء، مشيرا إلى أنه لحد اللحظة ما زال مدربا للفريق الأخضر، وكل ما يروج لا أساس له من الصحة.
في تاريخ كرة القدم المغربية عاشت مجموعة من الأندية المغربية وكذا المنتخبات أحداثا شبيهة لما يعيشه فريق الرجاء الرياضي، إذ أن كثيرا من المدربين فضلوا الانسحاب من المشهد الكروي بطرق لفها كثير من الغموض.
في هذا الملف تستعرض"أنفاس بريس "قصص مدربين اختاروا تغيير وجهتهم قبل نهاية عقودهم مع الأندية المغربية، بعد قطعهم الخيط الرفيع الذي كان يربطهم بالجماهير، وسنكتفي ببعض النماذج على مستوى الأندية والمنتخب.
زينباور يخلق الجدل بسبب تضارب الأنباء حول رحيله
خلق مدرب الرجاء الرياضي الألماني جوزيف زينباور، جدلا واسعا في الإعلام المغربي والألماني والسعودي أيضا، بسبب تضارب الأنباء حول استمراره أو رحيله عن الفريق الأخضر، قبل أن يلازم الصمت بخصوص مستقبله مع الرجاء بعد اعتقال محمد بودريقة رئيس الرجاء.
كشفت تقارير إعلامية سعودية في وقت سابق، عن انضمام المدرب الألماني جوزيف زينباور لنادي الوحدة السعودي، قصد الإشراف على عارضته التقنية في الموسم المقبل، بالرغم من رسالة المدرب لجماهير الرجاء والتي يؤكد فيها استمراره في المغرب.
وكتب زينباور عبر حسابه على إنستغرام: "قرأت الكثير عما يجب أن أفعله، أو ما هي خطواتي المقبلة، بعض هذه الأخبار كان مسليا، والبعض الآخر ليس كثيرا. أريد أن أقول من أعماق قلبي، إنني لم أقرر بعد أي شيء بشأن وجهتي المقبلة.. رئيس النادي محمد بودريقة أتى للقائي في ألمانيا، وجرى إيقافه هنا. أنا أصلي لأجل إطلاق سراحه، وما زلت مدربا لهذا النادي العريق". لكن العارفين بخبايا الرجاء يؤكدون رحيله الذي سيصبح ساري المفعول بمجرد أداء الشرط الجزائي المحدد في 200 ألف دولار.
البنزرتي يتخلى عن الوداد لتدريب نسور قرطاج
عاش فريق الوداد الرياضي في فترات سابقة ما يعيشه غريمه التقليدي الرجاء مع التونسي فوزي البنزرتي، وذلك عندما أعلنت الجامعة التونسية في يوم السبت 28 يوليوز 2018 ، تعيين المدرب فوزي البنزرتي على رأس الإدارة التقنية للمنتخب التونسي، وهو حينها على ذمة الوداد.
وجاء هذا التعيين المفاجئ مباشرة بعد تحقيق نادي الوداد الرياضي فوزا هاما في الجولة الرابعة من دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا، لكن الفوز تزامن مع إقالة الاتحاد التونسي للمدرب نبيل معلول بعد نهائيات مونديال روسيا 2018، على خلفية الأداء الباهت لنسور قرطاج.
عقد البنزرتي ندوة صحافية في مقر الوداد، قال فيها إن الواجب الوطني يلغي جميع الالتزامات، مشيرا إلى أنه مدين للوداد بالكثير. وحين انتهت فترة تدبيره للمنتخب سيعود فوزي إلى المغرب ليرتبط بالكرة المغربية مع الرجاء ثم الوداد.
وطيلة ارتباطه بفريق الوداد الرياضي، ظلت أنباء الرحيل عن الفريق الأحمر إلى وجهة أخرى مرتبطة بالتونسي فوزي البنزرتي. وفي 14 مارس 2024، أعلنت إدارة نادي الوداد الرياضي، فك ارتباطها بالمدرب التونسي فوزي البنزرتي، وذلك بعد سلسلة من النتائج السلبية في مختلف البطولات المحلية والقارية، وتم الفسخ بالتراضي.
البرازيلي فالانتي.. مدرب المنتخب الذي خرج ولم يعد بعدما تعذر على الفرنسي جيست فونتين الاستمرار كمدرب للمنتخب المغربي لكرة القدم، إثر حادثة سير نجا منها بأعجوبة، تقرر البحث عن مدرب بديل وأصر الملك الحسن الثاني على أن يكون برازيليا، فاتصل بوزير الشباب والرياضة آنذاك عبد اللطيف السملالي وكشف له عن رغبته في تعاقد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع مدرب برازيلي يعيد للكرة المغربية توهجها وطلب منه التنسيق مع الوزير الأول وصديقه المعطي بوعبيد.
وحسب شهادة إدريس الكتاني، السفير والمستشار الاقتصادي المغربي بالبرازيل في أوائل الثمانينات، فإن الوزير الأول المعطي بوعبيد ووزير الرياضة عبد اللطيف السملالي قد كشفا له عن رغبة الملك في التعاقد مع برازيلي لتدريب الفريق الوطني، وفوضا له أمر البحث عن مدرب قادر على قيادة المنتخب خاصة وأن المغرب كان يستعد لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والمشاركة في كأس إفريقيا وكأس العالم.
وقع الاختيار على المدرب البرازيلي جايمي فالانتي الذي قبل العرض وحل بالمغرب رفقة زوجته والسفير، وفي حقيبته عقد تنص بنوده على الارتباط بالجامعة لمدة أربع سنوات، أي إلى غاية سنة 1986 موعد كأس العالم، دون الإشارة إلى الأهداف المزمع تحقيقها.
أسندت لمحمد العماري المهمة في انتظار البرازيلي فالانتي ما دعم اللياقة البدنية والانسجام والتماسك في صفوف المنتخب، وقبل استلام مهمته بشكل رسمي، استقبل الملك المدرب البرازيلي في قصره نهاية شهر أكتوبر 1981، وشرح له سر الاختيار البرازيلي.
لكن مباشرة بعد فوز المنتخب المغربي بدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، سافر المدرب إلى البرازيل لكنه لم يعد، وحسب مصادر عديدة فإن زوجة فالانتي هي التي رفضت عودة زوجها إلى المغرب، مفضلة عرضا لتدريب فريق في مسقط رأسه. أمام هذا الطارئ تقر التعاقد مع مدرب برازيلي آخر وزهو جوزيه فاريا.
قصة هروب المدرب اليوغسلافي فيدينيك إلى الزائير
اسمه الكامل فلاغوش فيدينيك، جنسيته يوغسلافية، تعاقد مع وزارة الشباب المغربية بعد المرض المفاجئ للمدرب الفرنسي غاي كليزو سنة 1969، فيدينيك سيقود المنتخب الوطني المغربي خلال مونديال المكسيك 1970، وهو الذي سيقود لاحقا منتخب الزائير (الكونغو الديمقراطية حاليا) خلال مونديال ألمانيا 1974 بعد إقصاء المغرب.
بعد أن تأهل إلى نهائيات كأس العالم في المكسيك سنة 1970، شرع فيدنيك في عمله انطلاقا من معسكر مغلق في مدينة إفران، كان الهدف منه خلق الانسجام بين العناصر التي سترحل إلى المكسيك ورفع مؤشر اللياقة البدنية. حقق الفريق الوطني في كأس العالم نتائج وصفت بالمقبولة بالنظر لكونها أول مشاركة. فاستمر التعاقد مع فيدنيك حيث بدأ التحضير لتصفيات كأس إفريقيا 1972تعددت الروايات حول هروب المدرب اليوغسلافي، لكن الراجح أنه رفض إملاءات المسؤولين الذين تدخلوا في خياراته التقنية، يروي عبد العليم بينيني لاعب الرجاء في إحدى حواراته موقفا أغضب المدرب.
قبل مباراة الإياب ضد الجزائر وحين كان اللاعبون متوجهين إلى الملعب الشرفي على متن الحافلة، قرأ المدرب اليوغوسلافي فيدنيك التشكيلة على مسامع الجميع، وختمها بالقول: "هذه التشكيلة حددها الملك الحسن الثاني ولا دخل لي فيها"، كان المدرب قد وعد اللاعبين الزهراوي وغاندي بخوض المباراة إلا أن قرار الملك حولهما إلى كرسي البدلاء. لكن الغريب في النزال أن المغرب انتصر بثلاثة أهداف دون رد، سجلها كل من بيتشو وباموس ثم بوجمعة، حينها سيتوصل المدرب فيدنيك بقرار الإقالة بمجرد نهاية المباراة، لكنه انتظر سنتين للانتقام من المغاربة حين هزمهم وهو حينها يدرب الزائير.
وفي رواية أخرى وهي الأرجح، فإن سفير الزائير في الرباط هو الذي باشرالمفاوضات مع المدرب اليوغسلافي، وتم ترحيله بنفس السرية صوب كينشاسا حيث سعينه موبوتو سيسيكو مدربا للمنتخب الزائيري، وسيطلب منه قيادة المنتخب للظفر بكأس إفريقيا.