الأربعاء 27 نوفمبر 2024
سياسة

الإدريسي: البوليساريو تجني أموالا طائلة من الاتجار في الأطفال وتنصيرهم والجزائر لها يد في هذه الجرائم 

الإدريسي: البوليساريو تجني أموالا طائلة من الاتجار في الأطفال وتنصيرهم والجزائر لها يد في هذه الجرائم  مشهد لأطفال البوليساريو داخل كنسية ويوسف الإدريسي (يسارا)
عمليات‭ ‬الاتجار‭ ‬في‭ ‬الأطفال‭ ‬وتنصيرهم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬البوليساريو‭ ‬هي‭ ‬عملية‭ ‬مفضوحة،‭ ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬راسلنا‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬لكننا‭ ‬لم‭ ‬نتلقى‭ ‬أي‭ ‬جواب‭ ‬شاف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬بمخيمات‭ ‬العار‭ ‬والذل،‭ ‬وهناك‭ ‬تكتم‭ ‬واضح‭ ‬للسلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬علما‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوائل‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭.‬
 
البوليساريو‭ ‬تتاجر‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يدر‭ ‬أموال‭ ‬طائلة‭ ‬عليها‭ ‬(المتاجرة‭ ‬بالأطفال،‭ ‬بالنساء،‭ ‬المخدرات،‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة..)‭ ‬وتكدس‭ ‬الأموال‭ ‬المتحصل‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الأبناك‭ ‬الأجنبية‭. ‬وعكس‭ ‬العنوان‭ ‬الذي‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬العطل،‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬عطل‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬بل‭ ‬عطل‭ ‬الذل‭ ‬والاستغلال‭ ‬للطفولة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬بيعهم‭ ‬لعائلات‭ ‬في‭ ‬اسبانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وايطاليا‭ ‬وكذا‭ ‬تنصيرهم،تنظيم‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬"عطلة‭ ‬بسلام"‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أذرعها‭ ‬ومؤسساتها‭  ‬يتم‭ ‬بتنسيق‭ ‬وطيد‭ ‬مع‭ ‬الجزائر،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬الأيتام‭ ‬أو‭ ‬أطفال‭ ‬ينتمون‭ ‬لأقليات‭ ‬قبلية‭ ‬تفادي‭ ‬لوقوع‭ ‬احتجاجات،‭ ‬والجزائر‭ ‬لها‭ ‬يد‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تنصير‭ ‬أطفال‭ ‬المحتجزين‭ ‬بمخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬والجزائر‭ ‬تجني‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬أموال‭ ‬طائلة‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬التنصير‭ ‬التي‭ ‬يخضع‭ ‬لها‭ ‬أطفال‭ ‬المخيمات،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬انتقاء‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العطلة‭ ‬«أعمارهم،‭ ‬وضعيتهم‭ ‬الاجتماعية‭..‬»‭ ‬وأي‭ ‬عملية‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬البوليساريو‭ ‬وتدر‭ ‬أموال‭ ‬طائلة‭ ‬تجد‭ ‬الجزائر‭ ‬أيضا‭ ‬كطرف‭ ‬أساسي،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬بيع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬لأسر‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬أطفال،‭ ‬وهناك‭ ‬دلائل‭ ‬دامغة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬منتفعة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬عائدات‭ ‬المتاجرة‭ ‬بالأطفال‭ ‬وتنصيرهم‭ ‬وترويج‭ ‬المخدرات‭ ‬والاتجار‭ ‬في‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وتنظيم‭ ‬عمليات‭ ‬التهجير‭ ‬عبر‭ ‬استقطاب‭ ‬الفئات‭ ‬الهشة‭. ‬وللإشارة‭ ‬فإن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬يمنع‭ ‬عمليات‭ ‬تهجير‭ ‬أطفال‭ ‬قاصرين،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬وجهة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬ليست‭ ‬العطلة‭ ‬بل‭ ‬قضاء‭ ‬عطلة‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬ما،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مرافقي‭ ‬الأطفال‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬تسوية‭ ‬أوضاعهم‭ ‬القانونية‭ ‬بفرنسا‭ ‬واسبانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬وجود‭ ‬تواطؤ‭ ‬لأطراف‭ ‬أخرى‭ ‬مقابل‭ ‬استفادتها‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬يتم‭ ‬إخضاعهم‭ ‬للتنصير‭. ‬أغلب‭ ‬الذين‭ ‬يدخلون‭ ‬التراب‭ ‬الفرنسي‭ ‬والمنتمين‭ ‬للبوليساريو‭ ‬إما‭ ‬يدخلون‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬أو‭ ‬بـ‭ ‬«طريقة‭ ‬شرعية» تحت‭ ‬غطاء‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬باللجوء‭ ‬السياسي،‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تطبق‭ ‬عليهم‭ ‬صفة‭ ‬لاجئين‭ ‬سياسيين،‭ ‬فهم‭ ‬يستعينون‭ ‬بوثائق‭ ‬مزورة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬صفة‭ ‬اللجوء،‭ ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬أشعرنا‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬متابعة‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬وتلافي‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬هفوات‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الانفصاليين‭ ‬الذين‭ ‬يتقدون‭ ‬بشكايات‭ ‬مزورة‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬مفادها‭ ‬تعرضهم‭ ‬لتهديدات‭ ‬وبعد‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬شكاياتهم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لها‭ ‬يلجئون‭ ‬الى‭ ‬فرنسا‭ ‬لطلب‭ ‬اللجوء‭ ‬مستعينين‭ ‬بهذه‭ ‬الشكايات‭ ‬المؤشر‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ .‬

وعودة‭ ‬الى‭ ‬موضوع‭ ‬تنصير‭ ‬الأطفال‭ ‬بمخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬لازلنا‭ ‬نجهل‭ ‬أسباب‭ ‬تكتم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬عن‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬فلم‭ ‬يسبق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬سمعنا‭ ‬بتدخل‭ ‬لممثل‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنصير‭ ‬أطفال‭ ‬المخيمات،‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬تطرق‭ ‬الى‭ ‬موضوع‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬البوليساريو،‭ ‬ولست‭ ‬أدري‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬السبب؟‭ ‬هل‭ ‬لكون‭ ‬الموضوع‭ ‬له‭ ‬حساسية‭ ‬؟‭ ‬ولذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تدخل‭ ‬الخارجية‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬لكشف‭ ‬جميع‭ ‬ملابساته،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬تنصير‭ ‬الأطفال‭ ‬بمخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬تشكل‭ ‬انتهاكا‭ ‬لاتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬التي‭ ‬صادق‭ ‬عليها‭ ‬المغرب،‭ ‬حيث‭ ‬تنتهك‭ ‬حرية‭ ‬الأطفال‭ ‬وقيمهم‭ ‬ومعتقداتهم،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬استغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التنصير‭ ‬جريمة‭ ‬اتجار‭ ‬في‭ ‬البشر‭. ‬
يوسف الإدريسي، رئيس الجمعية الفرنسية – المغربية لحقوق الإنسان