الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

ادريس قصوري: فرنسا فـي حاجة اليوم سياسيا واقتصاديا للمغرب

ادريس قصوري: فرنسا فـي حاجة اليوم سياسيا واقتصاديا للمغرب ادريس قصوري
إن‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬أصبح‭ ‬مسألة‭ ‬وقت‭ ‬فقط‭. ‬فساعة‭ ‬التموج‭ ‬الكبير‭ ‬آتية‭ ‬لامحالة‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬فقدت‭ ‬شرعية‭ ‬قيم‭ ‬الحرية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬المزيفة،‭ ‬وسقطت‭ ‬عنها‭ ‬كل‭ ‬الأقنعة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تخفي‭ ‬تسلطها‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وفي‭ ‬الداخل‭. ‬وظهر‭ ‬أن‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬هو‭ ‬الحقيقة‭ ‬التاريخية‭ ‬التابعة‭ ‬والراسخة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬عامة‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬هو‭ ‬التعبير‭ ‬السياسي‭ ‬الصادق‭ ‬في‭ ‬مواقفه‭ ‬على‭ ‬تطرفها‭  ‬وفي‭ ‬موقعه‭ ‬على‭ ‬لا‭ ‬إنسانيته‭. ‬وهذا‭ ‬حال‭ ‬فرنسا‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬عاصمة‭ ‬السخافات‭ ‬بتميز‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ظهر‭ ‬أنها‭ ‬زعيمة‭ ‬الاستعمار‭ ‬والحليف‭ ‬الإيديولوجي‭ ‬الأول‭ ‬لإسرائيل‭.‬

لقد‭ ‬مرت‭ ‬عدة‭ ‬محطات‭ ‬انتخابية‭ ‬لعب‭ ‬اليسار‭ ‬فيها‭ ‬دور‭ ‬الكومبارس‭ ‬وكأنه‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬لعب‭ ‬الأدوار‭ ‬الأولى‭ ‬والأساسية‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬الدولة‭ ‬وحماية‭ ‬الجمهورية‭ ‬وقيمها‭ ‬التاريخية‭ ‬من‭ ‬التآكل‭ ‬لقطع‭ ‬الطريق‭ ‬عن‭ ‬التطرف‭ ‬حتى‭ ‬بدأ‭ ‬اليسار‭ ‬أنه‭ ‬صاحب‭ ‬شعارات‭ ‬مدغدغة‭ ‬للفرنسيين‭ ‬ومواقف‭ ‬غير‭ ‬راشدة‭. ‬لقد‭ ‬ظل‭ ‬اليسار‭ ‬أداة‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الوسط‭ ‬يوظفه‭ ‬بإيعاز‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬السلبية‭ ‬له‭ ‬كي‭ ‬يقطع‭ ‬الطريق‭ ‬عن‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬ويصده‭ ‬عن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قصر‭ ‬الإليزيه‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬اليسار‭ ‬دائما‭ ‬يكتفي‭ ‬بتجهيز‭ ‬الحصان‭ ‬لأنصار‭ ‬ماكرون‭ ‬يعتلون‭ ‬عليه‭ ‬ويخوضون‭ ‬به‭ ‬سياسات‭ ‬فاشلة‭ ‬لا‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬اليسار‭ ‬وتحدي‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬عبرت‭ ‬عنه‭ ‬ماري‭ ‬لوبين‭ ‬حين‭ ‬ظهرت‭ ‬الانتخابات‭ ‬قائلة‭  ‬بأنها‭ ‬خسرت‭ ‬الانتخابات‭ ‬بتوظيف‭ ‬تكتيكي‭ ‬لليسار‭. ‬وهي‭ ‬نكاية‭ ‬في‭ ‬اليسار‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬الحكم‭ ‬وغير‭ ‬أهل‭ ‬له‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬فاز‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬خيم‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬الفرنسية‭ ‬لعقود‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬مزمنا‭ ‬وكاد‭ ‬يصير‭ ‬قدرا،‭ ‬جاء‭ ‬ماكرون‭ ‬المنقذ‭ ‬سابقا‭ ‬ليغرق‭ ‬سفينة‭ ‬فرنسا‭ ‬ومعها‭ ‬الوسط‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬معضلات‭ ‬تحول‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬أزمات‭ ‬مستعصية‭ ‬بسبب‭ ‬شعبويته‭ ‬واختزال‭ ‬السلطة‭ ‬فيه‭ ‬وفي‭ ‬شخصه‭. ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬اتخذ‭ ‬قرارات‭ ‬مجحفة‭ ‬وخاض‭ ‬معارك‭ ‬ضارية‭ ‬خاسرة‭  ‬مع‭ ‬الطلبة‭ ‬والنقابات‭ ‬ومع‭ ‬عدة‭ ‬فئات،‭ ‬وأطلق‭ ‬أيادي‭ ‬الداخلية‭ ‬والأمن‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬وجعل‭ ‬منها‭ ‬سنده‭ ‬وذراعه‭ ‬الأيمن‭ ‬حتى‭ ‬ارتكبوا‭ ‬مجازر‭ ‬في‭ ‬الشعب‭ ‬وأصبحوا‭ ‬فوق‭ ‬السلطة‭. ‬وهذا‭ ‬وضع‭ ‬غير‭ ‬مألوف‭ ‬بفرنسا‭. ‬كما‭ ‬همش‭ ‬البرلمان‭ ‬والمؤسسات‭ ‬ولجأ‭ ‬لقوانين‭ ‬لم‭ ‬تحركها‭ ‬فرنسا‭ ‬سياسيا‭ ‬لأزيد‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭. ‬

هذا‭ ‬الموقع‭ ‬الغامض‭ ‬للوسط‭ ‬والمقلق‭ ‬لليسار‭ ‬والمحفز‭ ‬لليمين‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬تهديدا‭ ‬للجمهورية‭ ‬ولمكتسبات‭ ‬الفئات‭ ‬الضعيفة‭ ‬فيها‭ ‬بكل‭ ‬مصالحها‭. ‬وقد‭ ‬تأكدت‭ ‬نتائجه‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭. ‬ولعل‭ ‬هامش‭ ‬الفرق‭ ‬الصغير‭ ‬بين‭ ‬اليسار‭ ‬وبين‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والفرق‭ ‬المهم‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬وبين‭ ‬الوسط‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬دفع‭ ‬اليسار‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬والنهوض‭ ‬من‭ ‬سباته‭ ‬لاسترجاع‭ ‬ادواره‭ ‬التاريخية‭ ‬ولعب‭ ‬الدور‭ ‬المناسب‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الفرنسي‭. ‬

وبدا‭ ‬واضحا‭ ‬أن‭ ‬أقصر‭ ‬وأنجع‭ ‬طريق‭ ‬هو‭ ‬التوحد‭ ‬وحشد‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬وتقويض‭ ‬التشتت‭. ‬فرسالة‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬من‭  ‬الانتخابات‭ ‬كانت‭ ‬واضحة‭ ‬بأن‭ ‬الوسط‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هو‭ ‬المنقذ‭. ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬هو‭ ‬المشكل‭  ‬مشخصا‭ ‬في‭ ‬الرئيس‭ ‬ماكرون‭ ‬المعضلة‭ ‬وإن‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬البديل‭ ‬الحقيقي‭ ‬المنشود‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الفرنسيين‭ ‬لأن‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬ورغم‭ ‬أزمات‭  ‬الوسط‭ ‬وسقوط‭ ‬شعبية‭ ‬ماكرون‭ ‬لم‭ ‬يتقدم‭ ‬كثيرا‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬وظل‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة‭. ‬

بيد‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬ظلت‭ ‬في‭ ‬تشتث‭ ‬اليسار‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬وصعب‭ ‬اختيارات‭ ‬الناخب‭ ‬الفرنسي‭.‬فكان‭ ‬على‭ ‬اليسار‭ ‬أن‭ ‬يسهل‭ ‬المهمة‭ ‬على‭ ‬الناخب‭ ‬الفرنسي‭ ‬ويبادله‭ ‬التحية‭ ‬بأحسن‭ ‬منها‭ ‬عبر‭ ‬رص‭ ‬الصفوف‭ ‬وتقليص‭ ‬المرشحين‭ ‬وتجميع‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬كثل‭ ‬وازنة‭ ‬ومعبرة‭. ‬فتفاعل‭ ‬الناخب‭ ‬الفرنسي‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬ألوان‭ ‬الطيف‭ ‬مع‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬صعبة‭ ‬أمام‭ ‬استراتيجية‭ ‬الطموح‭ ‬الأكبر‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الاليزيه‭ ‬بسد‭ ‬الطريق‭ ‬عن‭ ‬الوسط‭ ‬وصد‭ ‬الباب‭ ‬عن‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬المنتشي‭ ‬بفوز‭ ‬صغير‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬خاب‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬والمحفزات‭ ‬وغيرها‭ ‬كثير‭ ‬هي‭ ‬المحددة‭ ‬والمسؤولية‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬فرنسا‭ ‬بالمغرب‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬ساكن‭ ‬الايليزيه‭. ‬فالبراغماتية‭ ‬هي‭ ‬سيدة‭ ‬السياسة‭ ‬اليوم،‭ ‬والمغرب‭ ‬يستحود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬خصومه‭ ‬حراس‭ ‬المعبد‭ ‬الاستعماري‭ ‬وخرائط‭ ‬سايس‭ ‬بيكو‭ ‬ومناورات‭ ‬فرنسا‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬معيار‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬علاقة‭ ‬المغرب‭ ‬بفرنسا‭ ‬لا‭ ‬تدار‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬ثنائية‭ ‬مغلقة‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬تقاس‭ ‬بالكبير‭ ‬ولا‭ ‬بالصغير‭ ‬وإنما‭ ‬تدار‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬مفتوح‭ ‬وبتوازنات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودوليةجديدة‭ ‬لا‭ ‬تتحكم‭ ‬فيها‭ ‬فرنسا‭ ‬وحدها‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تلعب‭ ‬فيها‭ ‬دورا‭ ‬جد‭ ‬محدود‭. ‬ولعل‭ ‬فرنسا‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬اليوم‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬للمغرب‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬أمام‭ ‬صعود‭ ‬قادة‭ ‬أفارقة‭ ‬جدد‭ ‬بآفاق‭ ‬جديدة‭ ‬وفي‭ ‬شمال‭ ‬المغرب‭ ‬بحكم‭ ‬كل‭ ‬المخاطر‭ ‬والتحديات‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬الحصة‭ ‬الفرنسية‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬بمغرب‭ ‬2030‭. ‬بينما‭ ‬يظهر‭ ‬أن‭ ‬ماكرون‭ ‬قد‭ ‬جرب‭ ‬معاندة‭ ‬المغرب‭ ‬والميل‭ ‬الكلي‭ ‬للجزائر،‭ ‬فلم‭ ‬تثمر‭ ‬له‭ ‬سياسة‭ ‬الغاز‭ ‬الجزائر‭ ‬غير‭ ‬المشاكل‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬المناورات‭ ‬الأوروبية‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والتقارير‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الفرنسية‭ ‬لمحاربة‭ ‬المغرب‭ ‬وتقزيم‭ ‬أدواره‭  ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تطوره‭ ‬ومن‭ ‬منافسته‭ ‬ومن‭ ‬طموحاته‭ ‬المشروعة‭. ‬

لقد‭ ‬عاد‭ ‬ماكرون‭ ‬بعد‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التنطع‭ ‬والمكر‭ ‬والضرب‭ ‬تحت‭ ‬الحزام‭ ‬وتسخير‭ ‬مختلف‭ ‬أدوات‭ ‬ليخطب‭ ‬ود‭ ‬المغرب‭ ‬ويستنجد‭ ‬به‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الفرنسية‭ ‬بأفريقيا‭.‬
وأظهرت‭ ‬التجربة‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬اتباع‭ ‬نموذج‭ ‬العلاقة‭ ‬الإسبانية‭ ‬المغربية‭ ‬كحل‭ ‬واحد‭ ‬ووحيد‭.‬

وهذا‭ ‬الطريق‭ ‬هو‭ ‬المسار‭ ‬والقدر‭ ‬المقدر‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬سيسكن‭ ‬قصر‭ ‬الايليزي‭ ‬مستقبلا‭ ‬حتى‭ ‬ولوكان‭ ‬ماكرون‭ ‬نفسه‭. ‬ولعل‭ ‬اليسار‭ ‬أو‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬لن‭ ‬يطيل‭ ‬أي‭ ‬منهما‭ ‬الوقت‭ ‬ولن‭ ‬يضيع‭ ‬النقاش‭ ‬ولن‭ ‬يستهلك‭ ‬الاستشارات‭ ‬في‭ ‬الابتعاد‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬المغرب‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬ماكرون‭. ‬ولهذا،‭ ‬فتطور‭ ‬الموقف‭ ‬الفرنسي‭ ‬نحو‭ ‬المصالح‭ ‬المغربية‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬الماضي‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬يسمى‭  ‬الأزمات‭ ‬التقليدية‭ ‬قد‭ ‬ولت‭ ‬وانتهت‭. ‬وما‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬والتصريح‭ ‬به‭ ‬إلا‭ ‬مسألة‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬جدا‭.
 
‬أما‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬اليسار‭  ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الدوغمائيات‭ ‬القديمة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بنظام‭ ‬الحكم‭ ‬المغربي‭ ‬أو‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬بالاشتراكية‭ ‬فمجرد‭ ‬فقاعات‭ ‬فارغة‭ ‬بميزان‭ ‬ومعايير‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭. ‬وإذا‭ ‬كتب‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تحكم‭ ‬المواقف‭ ‬والسياسة‭ ‬الفرنسية‭ ‬تجاه‭ ‬المغرب،‭ ‬فلن‭ ‬تكون‭ ‬سوى‭ ‬عمى‭ ‬سياسي‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬فشل‭ ‬فرنسا‭  ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وإخراجها‭ ‬كليا‭ ‬ونهائيا‭ ‬منها‭ ‬وتفويت‭ ‬حصتها‭ ‬لروسيا‭ ‬والصين‭ ‬و‭ ‬أمريكا‭ ‬و‭ ‬ألمانيا‭..‬

يبقى‭ ‬القول، بأن‭ ‬محددات‭ ‬المستقبل‭ ‬المفيد‭ ‬للعلاقات‭ ‬الفرنسية‭ ‬-‭ ‬المغربية‭ ‬أغلبها‭ ‬بيد‭ ‬المغرب‭ ‬لأن‭ ‬الوقت‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بيد‭ ‬فرنسا‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬
 
ادريس قصوري/ المحلل السياسي