لا أعرف الأسباب والمسببات لمرافقة وليد الركراكي للمنتخب الأولمبي كمشرف، وكذلك رشيد بنمحمود لتقديم الدعم للسكتيوي. هل تم ذلك وفقا لطلب هذا الأخير؟ أم أن انعدام الثقة في المدرب السكتيوي وطاقمه الذي يعتمد عليه هو الدافع إلى ذلك؟
مهما تكن المبررات فهذا الإقحام الغريب لوليد الركراكي لا معنى له، لا من الناحية الشكلية، ولا من الناحية التقنية، على اعتبار أن مسؤولية التدبير التقنوتاكتيكي يتحملها السكتيوي وحده وفقا لأعراف كرة القدم، وتبعا لبنود التعاقد معه. أما تعويم المسؤوليات بين أطراف متعددة لا يخدم، لا مصلحة المنتخب ككتلة موحدة نفسيا واجتماعيا (ديناميك المجموعة) أو تقنيا وتاكتيكيا، على اعتبار أن تضارب التوجهات لا يخدم المنتخب ككل بحكم أن التوجه التقني لوليد الركراكي معروف، يختلف حثما عن التوجه للسكيتيوي.
هل الجامعة تريد فرض توجهات الركراكي على المنتخبات السنية الأخرى رغبة في الحفاظ على أسلوب معين لمنتخب الكبار؟ مهما تكن المبررات فوجود الركراكي مع المنتخب الأولمبي هو تشويش على السكيتيوي ليس إلا، بل إعطاؤه دريعة للتملص من مسؤوليته في حال عدم وصول المنتخب إلى أدوار متقدمة.
سبق للجامعة أن أعفت عصام الشرعي من تدريب المنتخب الأولمبي بدعوى غياب الانسجام بعدما فاز بكأس إفريقيا، وأهل المنتخب إلى أولمبياد باريس. وكلمة الانسجام حمالة أوجه متعددة. وكنت أنتظر من عصام الشرعي، أو من الجامعة أن تشرح لنا نوع هذا الإنسجام الذي تم خرقه. هل رفض الشرعي أن يتدخل الركراكي في اختصاصاته وبالتالي دفع الجامعة بإقالته بدعوى غياب الانسجام؟
الركراكي ليس مديرا تقنيا للمنتخبات حتى نعطيه بطاقة خضراء يتدخل بها في كل كبيرة وصغيرة في هذا المنتخب أو ذاك. هذا العبث يقودنا إلى الفشل بفعل المنطق الحثمي الذي تخضع له كرة القدم.