رغم أن السن المحدد لاعتزال الحكام هو بلوغ الخامسة والأربعين من العمر، إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم أجرى تعديلا على هذا القرار الذي ينهي مسار الحكام الدوليين والمحليين في منتصف الأربعين، ليمدد مقام الحكام الدوليين لعامين آخرين بعد تقييم أداء الحكم المعني بشكل سنوي على المستوى الصحي والتقني والبدني.
لكن هناك العديد من الاتحادات المحلية لا تلتزم بسقف الخامسة والأربعين سنة، وتمدد مقام حكامها في الدوريات المحلية لسنوات أخرى.
"أنفاس بريس" تقدم جردا لحكام النخبة الذين اعتزلوا اللعبة، مع نهاية الموسم الرياضي المنتهي.
رضوان جيد.. الحكم الذي اعتزل مرتين
ودع الحكم الدولي المغربي رضوان جيد، التحكيم بعد قيادته لمباراة نهائي كأس العرش بين الجيش الملكي والرجاء الرياضي، بملعب أدرار بأكادير، لكن رضوان سبق أن أعلن اعتزاله في مباراة نصف نهائي نفس المسابقة حين قاد مباراة الجيش الملكي والمغرب الفاسي، لكن في الحالتين معا يمكن القول بأن رضوان اختار اعتزال الصفارة في مسقط رأسه أكادير بين أهله وأفراد أسرته الصغيرة.
واشتهر جيد بكونه حمل صفة المنقذ في أسوأ مراحل التحكيم المغربي، إذ تم تكليفه بقيادة المباريات الحارقة، ففي رصيده 12 مباراة ديربي بين الغريمين الرجاء والوداد، و9 لقاءات كلاسيكو وعدد من نهائيات كأس العرش، كما اشتهر بصرامته وطبعه الحاد الذي أكسبه احترام وتقدير الجميع تارة وغضبه تارة أخرى.
خلال مسيرته الطويلة في الملاعب والتي انطلقت موسم 2009-2010، أدار جيد 218 مباراة في البطولة الاحترافية، أشهر خلالها 812 بطاقة صفراء مقابل 72 بطاقة حمراء ومنح 82 ضربة جزاء حسب بيانات موقع «ترانسفير ماركت».
وسجل رضوان جيد حضوره في تظاهرات عالمية منها مونديال قطر الأخير، من غرفة الفار، كما حضر مونديال الأندية، فضلا عن نهائيات الكؤوس الإفريقية ومسابقاتها. ويرجع تألق الحكم الأكثر تمثيلية للكرة المغربية في المحافل الدولية، إلى انتمائه لعائلة تشبعت بضوابط التحكيم، فوالده محمد جيد كان مديرا للمديرية الجهوية للتحكيم بعصبة سوس ماسة لكرة القدم، الذي دخل عالم التحكيم منذ سنة 1973، وأنهى مشواره في الملاعب خلال موسم 1993-1994.
الحكم محمد النحيح يعلن اعتزاله في تطوان
ودع الحكم محمد النحيح، المنتمي لعصبة الشرق لكرة القدم، الملاعب الرياضية، وقرر الاعتزال نهائيا بعد مشوار قارب عشر سنوات من العطاء قضاها في قيادة مباريات البطولة الاحترافية الأولى والثانية.
أعلن الحكم النحيح تقاعده الإلزامي، عقب المباراة التي أدارها في تطوان، وجمعت بين المغرب التطواني والجيش الملكي، لحساب الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة الاحترافية الأولى لكرة القدم.
كان المشهد مؤثرا حين التقطت عدسات الكاميرات، الحكم محمد النحيح، وهو يودع الملاعب الرياضية باكيا، حيث حرص لاعبو فريقي المغرب التطواني على تحيته، وذلك لدى خروجه من أرضية الملعب، في مباراته الأخيرة في مساره الرياضي.
وبادرت عصبة الشرق بحضور رئيسها جمال الكعواشي، وعضو مديرية التحكيم الحكم الدولي السابق سعيد الطاهري، وبعض أعضاء، المكتب المديري للعصبة، إلى تكريم الحكم الوطني محمد النحيح، الذي أسندت له قيادة أول مباراة في مساره الرياضي، كحكم رئيسي في البطولة الاحترافية الأولى، حين تم تعيينه لقيادة مواجهة النادي القنيطري والمغرب الفاسي، يوم 2 يناير 2015 وكان قد قاد قبلها سبع مواجهات في القسم الثاني.
وتسلم الحكم النحيح تذكارا، اعترافا بالخدمات التي أسداها في قيادته لما يقارب 150 مباراة في مشواره التحكيمي، والذي كان موفقا ومتوازنا، رغم أنه برأي بعض التقنيين لم ينال فرصته كاملة لنيل الشارة الدولية.
بلوط.. حكم اعتزل التحكيم دون أن يعتزل الصفارة
كان الحكم محمد بلوط، من بين الأسماء الني غادرت ساحة التحكيم وكانت آخر مباراة أدارها الحكم بلوط ، المواجهة التي جمعت بين الوداد البيضاوي والمغرب التطواني بملعب البشير بمدينة المحمدية، في الجولة الأخيرة من الدوري الاحترافي.
أعلن محمد بلوط الحكم الوطني اعتزاله التحكيم بعد مشوار طويل في الميدان وإدارته لمجموعة من المباريات في القسمين الأول والثاني. واختار بلوط توديع الملاعب برسالة مؤثرة قال فيها: "شكرا لكل من ساهم في هذا المشوار والحكام الشباب قادمون لاستلام المشعل".
وكان الحكم محمد بلوط قد أثار الجدل في كثير من المباريات التي قادها، بسبب قراراته التي تتسم بالجرأة والصرامة، بحكم طبيعة عمله كرجل أمن في ولاية فاس، على غرار مجموعة من الأمنيين الذين نجحوا في الجمع بين سلك الشرطة والتحكيم.
ومن المنتظر أن تسند للحكم بلوط مهام داخل المديرية الجهوية للتحكيم على مستوى عصبة الوسط الشمالي، والتي تعاني من خصاص على مستوى الحكام، ومن هذا المنطلق باتت الحاجة إلى الحكام المعتزلين والمحالين على التقاعد ملحة، خاصة على مستوى تكوين الجيل الجديد من الحكام، لاسيما في ظل رهان العصبة والمديرية الوطنية على الاكتفاء الذاتي من الحكام.
الهراوي.. الحكم الأكثر عرضة للزجر
مرت مشاركة يوسف الهراوي كحكم رابع في هذا نهائي كأس العرش الأخير، مرور الكرام، لأنه كان حكما مساعدا لرضوان جيد الذي سرق الأضواء. جاء تعيين يوسف في هذا الحدث الكروي الكبير تقديرا لمسيرته الطويلة، ورغبة في رد الاعتبار لحكم ظل عرضة للقرارات التأديبية خلال مشواره التحكيمي الطويل.
منذ خمس سنوات كان الحكم المنتمي لعصبة سوس ضمن اللائحة السوداء، بل إن اللجنة المركزية للتحكيم فتحت تحقيقا في طريقة قيادته لمباراة جمعت في 20 أكتوبر 2019، الوداد الفاسي وشباب المحمدية، برسم بطولة القسم الثاني، وهي المواجهة التي انتهت بفوز الشباب وعرفت جدلا حول مشروعية ضربة جزاء أعلنها لفائدة الفضاليين، بل إنه تعرض لتوقيف دام شهرين تقريبا قبل أن يتم «دفنه» في مباريات أقسام الهواة.
منذ خمس سنوات كان الحكم المنتمي لعصبة سوس ضمن اللائحة السوداء، بل إن اللجنة المركزية للتحكيم فتحت تحقيقا في طريقة قيادته لمباراة جمعت في 20 أكتوبر 2019، الوداد الفاسي وشباب المحمدية، برسم بطولة القسم الثاني، وهي المواجهة التي انتهت بفوز الشباب وعرفت جدلا حول مشروعية ضربة جزاء أعلنها لفائدة الفضاليين، بل إنه تعرض لتوقيف دام شهرين تقريبا قبل أن يتم «دفنه» في مباريات أقسام الهواة.
الحكم يوسف الهراوي ابن منطقة أفران جنوب المغرب كان ينتمي لعصبة سوس لكرة القدم. يتوفر على أكثر من 25 سنة من الخبرة في الملاعب الوطنية، وهو معروف بهدوئه وتفسيره لبعض القرارات باعتباره رجل تربية. سبق له أن حصل في وقت سابق على الشارة الدولية، ولكنه لم يحتفظ بها لفترة طويلة بسبب قرارات زجرية يف حقه. الأيدي الخفية التي سحبتها منه دون سبب واضح. لقد كان مظلوما وجرد من حقه.
الغموض يلف استقالة المتمني والكزاز من لجنة التحكيم
لم تكن استقالة عبد الرحيم المتمني، المكلف بتعيين الحكام في مباريات الدوري المحلي، الوحيدة، فقد سبقه في ذلك رئيس مديرية التحكيم محمد الكزاز، الذي استقال بدوره من منصبه قبل ثلاثة أشهر.
وفي أول خروج له بعد استقالته علق عبد الرحيم المتمني، العضو السابق باللجنة المركزية للتحكيم، عن قرار استقالته من منصبه السابق، عبر تدوينة نشرها عل حسابه الخاص في منصة «فايس بوك»
وكتب المتمني، على حسابه الخاص في "فايس بوك": «ولجت ميدان التحكيم وأنا في السنة الخامسة عشرة من عمري، وقضيت به أكثر من 50 سنة من الإخلاص والتفاني، وفي ما يرضي الله، وقد حان الأوان لأترجل من على صهوة المسؤولية لأسباب موضوعية وشخصية قاهرة».
وتابع: «لكل الأعضاء الذين شاركوني في تدبير هذا القطاع الحيوي العام، هذا هو تصريحي الرسمي من غير أية مزاديات أو مغالطات.»
وأعلن محمد الكزاز، مدير مديرية التحكيم التابعة للعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، استقالته من منصبه احتجاجا على ترشيح بعض الأسماء للحصول على الشارة الدولية رغم «محدودية مستواها» على حد تعبيره.
واكتفى محمد الكزاز باستقالته من منصبه، داخل إحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالحكام معلنا انتهاء مهمته والانسحاب من غرفة القيادة.
حكام مساعدون يعتزلون في صمت
غالبا ما تسلط الأضواء على الحكام الدوليين وحكام النخبة، ويشكل تقاعدهم حدثا يستأثر باهتمام الإعلام وقطاع التحكيم، لكن الحكام المساعدين يغادرون عالم الصفارة في صمت، يكفي أن نتعرف على استراحة محاربين أمثال جمال الميموني الحكم المساعد التابع لعصبة الشرق وتحديدا من الناضور، ومحمد الرباني وخالد المرضي عن عصبة الدار البيضاء، وهشام مامي عن عصبة الرباط زمور زعير، ونادرا ما يكرم هؤلاء بعد انتهاء مسيرتهم التحكيمية، باستثناء الحكم المساعد عز الدين بلقايد، الذي رافق الحكم النحيح، طيلة مشواره، في الملاعب الوطنية.