السبت 23 نوفمبر 2024
في الصميم

متى ستسترجع ولاية الدار البيضاء إمارة سيدي معروف وإمارة النسيم ليساسفة؟!

متى ستسترجع ولاية الدار البيضاء إمارة سيدي معروف وإمارة النسيم ليساسفة؟! عبد الرحيم أريري
من الأخطاء الكبرى التي تم ارتكابها بالجنوب الغربي للدار البيضاء أن المسؤولين(منتخبين وترابيين ومدبرين للمصالح الخارجية) لم يتعاملوا مع حوض" سيدي معروف والنسيم/ ليساسفة" كوحدة مجالية واحدة، بل ك"إمارتين منفصلتين ومستقلتين عن بعضهما البعض". والحال أن التراقصات اليومية بين "سيدي معروف والنسيم/ليساسفة" جد مكثفة طوال اليوم ، كما أن الترابط بينهما جد وثيق ومتشابك، بحيث يكفي المرء أن يراقب حركية الطاكسيات والخطافة بين سيدي معروف وليساسفة، فضلا عن الطوابير الطويلة اللامتناهية للسيارات والشاحنات والدراجات بالمعبر اليتيم الفاصل بينهما(قنطرة السكك المؤدية لمقر عمالة عين الشق)، ليقف على هذا المشكل الكارثي.
 
المثير في النازلة أن كلا المنطقتين هما نتاج مسطرة الاستثناء(la derogation)، أي أن المخطط الحضري لم يستحضر النسيم وليساسفة أو تهيئة سيدي معروف في تصاميم التهيئة مع ما يترتب عن ذلك من احتياط في توقع المرافق وتسطير الطرق، أو على الأقل رسم معالم الترابط بين هذا الحي أو ذاك، بقدر ماكان هذا الحوض منتوج تعمير "الهمزة" أو تعمير الاستعجال(l'urgence). والنتيجة هي هذه "الفوضى الخلاقة" التي يعيش في لهيب نيرانها حوالي 250 الف مواطن لم يرتكبوا أي جرم سوى أنهم "تصيدوا" وسكنوا بحوض سيدي معروف النسيم/ليساسفة: غياب منافد طرقية بين التجمعين الحضريين الكبيرين ، غياب قناطر رابطة بينهما (اللهم قنطرة السكك المشار إليها أعلاه)، عدم ربط التجمعات السكانية الرهيبة والأحياء الصناعية بالحوض بوسائل نقل حضري عمومي، علما أن سيدي معروف لوحده يحتضن خمس مناطق اقتصادية منها اثنتان للخدمات(كازانيرشور وزينيت) وليساسفة تحتضن ثالث أكبر منطقة صناعية بالبيضاء بعد البرنوصي ومولاي رشيد . وكل هذه المناطق الصناعية والخدماتية تؤمن الشغل لحوالي 60 ألف فرد معظمهم يقطن بالحوض المشؤوم. ومع ذلك حتى الباركينغ غير موجود(مثلا بحي زينيت يرمي الناس "برويطاتهم" كيفما اتفق وفي أي مكان مترب ومحفر علما ان اسمه هو "حي الأعمال!!)، وشركة "الدار البيضاء للتهيئة" لم تستغل ورش محاربة فيضان بوسكورة لإنجاز قناطر على الواد لتسهيل عملية تنقل السلع والأفراد عبر السيارات والشاحنات بين سيدي معروف والنسيم من جهة وتخفيف الضغط على شارع أبي بكر القادري الذي لم تعد له القدرة إطلاقا لاستيعاب "بشكليطة"، فأحرى سيارة أو طوبيس من جهة ثانية، كما لم تقم هذه الشركة المدللة من طرف الداخلية بتحويل ضفتي واد بوسكورة لمنتزه أو حديقة للتنفيس عن سكان النسيم وسيدي معروف، الذين يعيشون في أقفاص إسمنتية.
 
من هنا السؤال : ما هو دور مجلس المدينة والولاية والعمالات والمقاطعات إن لم يلمس المواطن اهتماما بأوجاعه، ويرى بأم عينيه أن المنتخبين ورجال السطة ومدراء شركات التنمية المحلية ينشغلون بتجويد شروط عيشه؟ ماجدوى إلزام الناس بأداء الضرائب إن لم تقم مؤسسة البلدية ومؤسسة الولاية والعمالة والوكالة الحضرية بأدوارها في صرف ضرائب المواطنين على مشاريع تخفف المعاناة اليومية على السكان والقيام بالتصحيحات المطلوبة لتدارك جرائم التخطيط الحضري التي ارتكبت بسيدي معروف والنسيم( مثلا حي المستقبل الذي تم زرعه لا ستقبال ازيد من 45ألف نسمة في مساحة لا تتجاوز 40 هكتار بدون مرافق ؟!)
 
قد "نتفهم"، عجز أو رفض المسؤولين التدخل في مجال ترابي فقير ماديا وتنعدم فيه الإمكانيات الضريبية، لكن من غير المقبول أن تلهف الدولة الأموال والضرائب من حوض سيدي معروف والنسيم/ ليساسفة المنتج للثروة دون أن ترد السلطات العمومية، ولو جزءا من الديون لساكنة منطقة تنتج لوحدها حوالي 6 في المائة من الناتج الداخلي الوطني؟
 
هذا ظلم واحتقار وإهانة لا يقبلها أي إنسان مهما كانت ديانته وعقيدته.