الجمعة 20 سبتمبر 2024
مجتمع

دائرة زومي/ عمالة وزان: الإقصاء من التطبيب والخوف ينتشر بين الناس؟

دائرة زومي/ عمالة وزان: الإقصاء من التطبيب والخوف ينتشر بين الناس؟

لجماعتين قرويتبن كبيرتين "زومي" و"بوقرة" (حوالي 70000 من البشر) طبيبان فقط... لكل جماعة طبيب واحد... إنها "عدالة الإقصاء" أو، على الأصح، "إنه القسطاس في التهميش"...؟

مستشفى واحد من العهد الاستعماري بزومي، يقبع في بؤس ناطق، ببضعة أَسِرة رثة، بلا طب وطبيب واحد في تخصصات: الولادة والأطفال والقلب والعيون والأسنان والعظام والجهاز الهضمي والروماتيزم ولْكْواطْرْ والرئة والإدمان... ناهيك عن الأمراض المزمنة والخطيرة...

طبيب واحد، تخصص طب عام، بلا حد أدنى لوسائل التطبيب والعلاج، يعمل، و"إشاعات الرشوة، التوليد بغلاف الكلينيك، الزبونية والفَرْزِيًاتِ..."، تقريباً على كل لسان...

الإحساس بالغبن والحرمان من التطبيب والعلاج، قاسم مشترك بين ساكنة المنطقة... يُعبر عنه أسفاً، وبغضبٍ في حديث الناس عن المرض وإبانه.

إن لدى المسؤولين في مركز القرار، تصور خاطئ عن الحالة الاجتماعية لغالبية أهالي المنطقة... المنطقة جبلية والأراضي الفلاحية بها ضيقة جداً، وغالبية الناس فيها فقراء يعيشون على الكفاف والعفاف، أما ريع "الكيف"، بل عائدات حشيشه، فطريقهما معروف؛ إلى جيوب "الوسطاء"، وإلى أرصدة تجاره و"مافيات" ترويجه...

في فصل الشتاء وفترات التساقطات الغزيرة والطويلة، تتضاعف معاناة الساكنة مع الحاجيات الصحية، مع التطبيب والعلاج، ومع الولوج إليهما، حيث يتحول الواقع المر جحيماً لا يُطاق...

إن النساء لحظة الولادة، الصبيان والأطفال، ذوو الاحتياجات الخاصة وكبار السن؛ يتمنون الموت بدل الاستسلام للألم والأوجاع والمعاناة الطويلة، وخصوصاً بالنسبة للأغلبية المستضعفة والفقيرة...

لقد فَقَدَ الناس الثقة في الإدارة، في المنتخبين، وفي الأوصياء على مصالحهم وشؤونهم... ورفعوا راية اليأس و"انتظار الذي يأتي، ولا يأتي"... إنهم اليوم يتحدثون عن الشكوى للملك، ويبحثون عن وسيلة إبلاغها وبلوغه...؟

لعل وزير الصحة الحسين الوردي، ومعه حكومة بنْكيران، يجهلان مستشفى زومي، حالته البئيسة، ومعاناة ما يناهز 70000 من المغربيات والمغاربة، مع ولوج التطبيب والعلاج، ومع هذا "المبنى" المتروك، منذ الاستقلال، للتلاشي والإهمال والبؤس والرشوة... ولعلهما قد يُرافِعان بورقة "راميد" (نظام المساعدة الطبية للمعوزين)، أو بالتركة السلبية الثقيلة والموروثة، أو بقلة الإمكانيات وضعف الموارد والميزانيات... بيد أنه يمكن القول على هذا الصعيد؛ إن للمنطقة دين تاريخي على الدولة، وخصوصاً في الصحة والحق في العلاج وولوجه... أما "راميد"، في غياب البنيات والتجهيزات والخدمات الصحية، من خلال "كارثة النصوص التنظيمية"، واستناداً إلى أوضاع الناس الاجتماعية الصعبة وحقيقة التمييز المجالي القائم منذ الاستعمار (المغرب غير النافع)... أما نظام "راميد" في ظل هذه الظروف والأوضاع والمعطيات، فمجرد تعميم لوهم كبير، ومقدمة لضرب مجانية العلاج؟.

إن فلاحي المنطقة، النساء والرجال، يعشن ويعيشون في خوف دائم، من الدرك والمتابعات، ومن الشكايات الكيدية وإتلاف المحاصيل والرشاوى المفروضة...

وإن المنطقة وأهاليها أيضاً، ليعيشون على انتظار كرم الملك الحكومة والوزارة الوصية، على تحرك الجهات والأجهزة المعنية، وعلى الأمل في الإصلاح الملموس والحق في الكرامة والتنمية، من خلال فك العزلة ورفع التهميش، على كل المستويات والأصعدة...

فهل من خلاص؟ ومن آذان صاغية؟؟؟... أهالي بني مستارة وبني بوقرة ينتظرون، ولو قطرة... وهي أول الغـيث...