الأربعاء 27 نوفمبر 2024
مجتمع

محمد حمضي: خديجة بنعبد السلام ترفع راية "الجدية حافزنا" من أجل بيئة آمنة بالمدرسة العمومية بوزان

محمد حمضي: خديجة بنعبد السلام ترفع راية "الجدية حافزنا" من أجل بيئة آمنة بالمدرسة العمومية بوزان خديجة بنعبد السلام ومحمد حمضي وجانب من اللقاء
المتتبع الموضوعي للحضور اللافت للمديرة الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة خديجة بنعبد السلام، في المشهد التعليمي بإقليم وزان خلال الموسم الدراسي الجاري الذي كان استثنائيا بكل المقاييس، لن ينتابه أدنى شك بأن رفع وتيرة العمل الميداني الملموس يؤطره سياق اختار له الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير الجدية كعنوان حيث قال " فكلما كانت الجدية حافزنا ، كلما نجحنا في تجاوز الصعوبات، ورفع التحديات ..."
حجم التحديات ضخم لكي يتمتع أطفال المدرسة العمومية بدار الضمانة الكبرى بالحق في التعليم الناجع والنافع، وإذا لم يستوعب مختلف المتدخلين أبعاد " التعليم شأن مجتمعي" فيسارعون إلى الانخراط بوعي عميق من أجل مدرسة عمومية تربي على المواطنة، وتوطد وتوطن مبدأ تكافؤ الفرص ،وتتظافر الجهود من أجل بيئة مدرسية آمنة ومحفزة، فلن تتحقق الأهداف المسطرة، بالقوة والحجم المنتظرين، ولن يكون معنى للانشغال بقضية التعليم كثاني قضية بعد الوحدة الترابية .  
 يومي 23 و 24 أبريل 2024، كان الحقل التعليمي بوزان على موعد مع ثلاثة فعاليات كبرى لامست من زوايا عدة، مكامن القوة و نقط الضعف في الخطة الاستراتيجية التي رسمت محطاتها المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بتعاون مع شركائها المؤسساتيين والمدنيين، تفاعلا مع توجيهات الوزارة الوصية، وتنزيلا لخارطة الطريق.
 اللقاء الأول الذي احتضن فقراته فضاء المديرية الإقليمية، انكب فيه الحضور الذي يوجد في علاقة تماس بآفة التسرب من صفوف المدرسة العمومية، على قراءة حوصلة قافلة التعبئة المجتمعية لرصد الأطفال واليافعين خارج المدرسة، والتعاقد من جديد من أجل ضخ كتلة من الأوكسيجين لتحقيق نتائج أكثر مشجعة. وبالمناسبة فقد أشارت خديجة بنعبد السلام في كلمتها، بأن المديرية تجاوزت نسبة المسترجعين التي حددتها الوزارة كحد أدنى، بحيث من أصل أزيد من 2500 متعلم(ة) وجدوا أنفسهم/ن خارج أسوار المدرسة العمومية لهذا السبب أو ذاك، تمت مصالحة أزيد من 800 تلميذ(ة) مع المقعد. مؤشر جد ايجابي ما في ذلك شك.
ولكن ماذا لو ارتفعت وتيرة الانخراط الواعي لباقي الشركاء والمتدخلين في قافلة التعبئة المجتمعية، وتم اعتماد آلية للتفعيل المعقلن لتوصيات لقاء الموسم الدراسي الماضي، ألم يكن تحقيق الحق في المقعد لكل الأطفال والاحتفاظ بهم على مسافة السكة ؟.
التظاهرة الثانية التي ترأستها المديرة الإقليمية احتضنتها ثانوية علال الفاسي بالجماعة الترابية بريشكة، تتقاطع مع الفعالية الأولى في مساحة واسعة. فمن بين أسباب مغادرة صفوف المدرسة تنتصب أمام الجميع ظاهرة العنف في الوسط المدرسي. واقع لا يستقيم، وإلا كيف نفسر بأن المدرسة كفضاء يربي على التسامح والمساواة والعيش المشترك والتآخي، وترسيخ قيم المواطنة ، تتحول بمحيطها وفضائها الداخلي إلى حلبة لكل أشكال العنف .
  نقط ضوء كثيرة سجلها المشاركات والمشاركون في هذه التظاهرة، تجلى وجهها المشع في اعتماد أشكال التعبير الفنية ( المسرح، الغناء، التشكيل، التوثيق ...) في مواجهة العنف بالوسط المدرسي . ممارسة فضلى واعدة ، وسر تفرد مؤسسة علال الفاسي بها اعتماد المقاربة التشاركية في الاعداد والتنزيل والتقييم. 
 بجماعة سيدي رضوان القروية لم يخرج اللقاء عن محور الحق في التعليم الذي يضمنه الدستور لكل الأطفال، لكن من زاوية المراكز السوسيو مهنية التي تفتح أبوابها من جديد في وجه من قست عليهم/ن الظروف، فاحتضنتهم/ن " الفرصة الثانية" لاسترجاع حقهم/ن في التمدرس، واكتساب مهنة من أجل ولوج عالم الشغل معززين بشهادات تضمن لهم/ الحد الأدنى من الكرامة .
 بمختلف هذه المحطات، كانت اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة طنجة تطوان الحسيمة حاضرة، مترافعة من خلال عضوها بوزان، من أجل فعلية الحق في التعليم الناجع كحق من سلة حقوق الطفل كما هي واردة بالأطر المرجعية الوطنية والدولية، المصادق عليها من طرف المملكة المغربية.
وبمحطة سيدي رضوان كانت حركة الطفولة الشعبية ومؤسسة تمكين ملموسة في تنشيط الورشات المتعددة. 
 يذكر بأن هذه الفعاليات شارك في أشغالها ثلة من المتدخلين (رئاسة المجلس العلمي المحلي - النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بوزان -مؤسسة تمكين - المنظمات الأهلية ذات الصلة بالمدرسة -الفرقاء الاجتماعيون، بالإضافة إلى أبناء الدار، من رؤساء المصالح بالمديرية، ومديرات ومديري المؤسسات التعليمية وأطر الدعم الاجتماعي ، وأطر ادارية وتربوية.... وحسب ما تم ادراجه على الصفحة الرسمية للمديرية الإقليمية فقد انطلقت عملية التنزيل بمختلف المؤسسات التعليمية بالإقليم، ومن المنتظر أن يستمر تنظيم هذه الفعاليات برحابها طيلة  الأسبوع .